رضي الله عنه
أسد الله وأسد رسوله
– حمزة بْن عَبْد المطلب.
أسد اللَّه وأسد رسوله وعمه. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ابن عَبْد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. وأمه هالة بِنْت أهيب بْن عَبْد مناف بْن زهرة بْن كلاب بْن مُرَّة. وكان يكنى أَبَا عمارة. وكان له من الولد يَعْلَى وكان يكنى به حَمْزَة أَبَا يَعْلَى. وعامر درج. وأمهما بِنْت الملة بْن مالك بن عباده بن حجر ابن فائد بْن الْحَارِث بْن زَيْد بْن عُبَيْد بْن زَيْد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بن عوف من الأَنْصَار. من الأوس. وعمارة بْن حَمْزَة. وقد كان يكنى به أيضًا. وأمه خولة بنت قيس ابن قهد الأنصارية من بني ثَعْلَبَة بْن غنم بْن مالك بْن النجار. وأمامة بِنْت حَمْزَة وأمها سلمى بِنْت عميس أخت أسماء بِنْت عميس الخثعمية. وأمامة الّتي اختصم فيها علي وجعفر وزَيْد بْن حارثة. وأراد كل واحد منهم أن تكون عنده فقضى بها رسول الله. ص. لجعفر من أجل أن خالتها أسماء بِنْت عميس كانت عنده. وزوجها رسول الله.
ص. سلمة بْن أبي سَلَمَة بْن عَبْد الأسد المخزومي. وقال: [هَلْ جزيت سَلَمَة فهلك قبل أن يجمعها إليه.] وقد كان ليعلى بْن حَمْزَة أولاد. عمارة والفضل والزبير وعقيل ومحمد. درجوا فلم يبق لحمزة بْن عَبْد المطلب وُلِدَ ولا عقب.
أخ النبي صلى الله عليه وسلم بالرضاعة:
عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ بَرَّةَ بِنْتِ أَبِي تَجْرَاةَ قَالَتْ: أَوَّلُ مَنْ أَرْضَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُوَيْبَةُ بِلَبَنِ ابْنٍ لَهَا يُقَالُ لَهُ: مَسْرُوحٌ أَيَّامًا قَبْلَ أَنْ تَقْدَمَ حَلِيمَةُ وَكَانَتْ قَدْ أَرْضَعَتْ قَبْلَهُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَرْضَعَتْ بَعْدَهُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيَّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ.
قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ. قَالَ: نَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَدِيُّ بْنُ الْحَمْرَاءِ وَابْنُ الأَصْدَاءِ مِنَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَوْمًا وَشَتَمُوهُ وَآذَوْهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ حمزة بن عبد المطلب.
وأقاموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار شهراً، وهم تسعة وثلاثون رجلا، وقد كان حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أسلم يوم ضرب أبو بكر رضي الله عنه.
فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ مُغْضَبًا فَضَرَبَ رَأْسَ أَبِي جَهْلٍ بِالْقَوْسِ ضَرْبَةً أَوْضَحَتْ فِي رَأْسِهِ. وَأَسْلَمَ حَمْزَةُ فَعَزَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَالْمُسْلِمُونَ وَذَلِكَ بَعْدَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – دَارَ أَرْقَمَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ مِنَ النُّبُوَّةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ. قَالَ: لَمَّا هَاجَرَ حمزة بن عبد المطلب إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ. وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ: نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بَيْنَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَزَيْدِ بن حارثة. وإليه أوصى حَمْزَة بْن عَبْد المطلب يوم أحد حين حَضَرَ الْقِتَالُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: أَوَّلَ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. بَعَثَهُ سَرِيَّةً فِي ثَلاثِينَ رَاكِبًا حَتَّى بَلَغُوا قَرِيبًا مِنْ سَيْفِ الْبَحْرِ. يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ وَهِيَ مُنْحَدِرَةٌ إِلَى مَكَّةَ قَدْ جَاءَتْ مِنَ الشَّامِ وَفِيهَا أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ فِي ثَلاثِمِائَةِ رَاكِبٍ.
فَانْصَرَفَ وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بن عمر. وهو الْخَبَرُ الْمُجْمَعُ عَلَيْهِ عِنْدَنَا. إِنَّ أَوَّلَ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: كَانَ حَمْزَةُ مُعَلَّمًا يَوْمَ بَدْرٍ بِرِيشَةِ نَعَامَةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَمَلَ حَمْزَةُ لِوَاءَ رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي غَزْوَةِ بَنِي قَيْنُقَاعَ وَلَمْ يَكُنِ الرَّايَاتُ يَوْمَئِذٍ.
وَقُتِلَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. كَانَ أَسَنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِأَرْبَعِ سِنِينَ. وَكَانَ رَجُلا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلا بِالْقَصِيرِ. قَتَلَهُ وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ وَشَقَّ بَطْنَهُ. وَأَخَذَ كَبِدَهُ فَجَاءَ بِهَا إِلَى هِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ. فَمَضَغَتْهَا. ثُمَّ لَفَظَتْهَا. ثُمَّ جَاءَتْ فَمَثَّلَتْ بِحَمْزَةَ. وَجَعَلَتْ مِنْ ذَلِكَ مَسْكَتَيْنِ وَمَعْضَدَيْنِ وَخَدْمَتَيْنِ حَتَّى قَدِمَتْ بِذَلِكَ وَبِكَبِدِهِ مَكَّةَ.
وَكُفِّنَ حَمْزَةُ فِي بُرْدَةٍ. فَجَعَلُوا إِذَا خَمَّرُوا بِهَا رَأْسَهُ بَدَتْ قَدَمَاهُ. وَإِذَا خَمَّرُوا بِهَا
الطبقات الكبرى ط العلمية (3/ 7)
[رِجْلَيْهِ تَنْكَشِفُ عَنْ وَجْهِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – غَطُّوا وَجْهَهُ. وَجَعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ الْحَرْمَلَ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كُفِّنَ فِي ثَوْبٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ عَنْ آبَائِهِ. قَالُوا:
دُفِنَ حمزة بْن عَبْد المطلب وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ. وَحَمْزَةُ خَالُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ.
[قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَنَزَلَ فِي قَبْرِ حَمْزَةَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ.
وَرَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – جَالِسٌ عَلَى حُفْرَتِهِ. وقال رسول الله. ص: رَأَيْتُ الْمَلائِكَةَ تَغْسِلُ حَمْزَةَ لأَنَّهُ كَانَ جُنُبًا ذَلِكَ الْيَوْمِ. وَكَانَ حَمْزَةُ أَوَّلَ مَنْ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْيَوْمَ مِنَ الشُّهَدَاءِ. وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا. ثُمَّ جَمَعَ إِلَيْهِ الشُّهَدَاءَ فَكُلَّمَا أُتِيَ بِشَهِيدٍ وُضِعَ إِلَى جَنْبِ حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَعَلَى الشَّهِيدِ. حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعِينَ مَرَّةً] .
[وَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الْبُكَاءُ فِي بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ على قتلاهم. فقال رسول الله. ص: لَكِنَّ حَمْزَةَ لا بَوَاكِيَ لَهُ. فَسَمِعَ ذَلِكَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَرَجَعَ إِلَى نِسَاءِ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ فَسَاقَهُنَّ إِلَى بَابِ رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَبَكَيْنَ عَلَى حَمْزَةَ. فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَدَعَا لَهُنَّ وَرَدَّهُنَّ. فَلَمْ تَبْكِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ عَلَى مَيِّتٍ إِلا بَدَأَتْ بِالْبُكَاءِ عَلَى حَمْزَةَ ثُمَّ بَكَتْ عَلَى مَيِّتِهَا] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ عَنِ الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: لَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يُجْرِيَ عَيْنَهُ الَّتِي بِأُحُدٍ كَتَبُوا إِلَيْهِ: إِنَّا لا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُجْرِيَهَا إِلا عَلَى قُبُورِ الشُّهَدَاءِ. قَالَ فَكَتَبَ: انْبُشُوهُمْ. قَالَ: فَرَأَيْتُهُمْ يُحْمَلُونَ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ كَأَنَّهُمْ قَوْمٌ نِيَامٌ. وَأَصَابَتِ الْمِسْحَاةُ طَرَفَ رِجْلِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَانْبَعَثَتْ دَمًا.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لرسول الله. ص: أَلا تَتَزَوَّجُ ابْنَةَ عَمِّكَ ابْنَةَ حَمْزَةَ فَإِنَّهَا. قَالَ سُفْيَانُ. أَجْمَلُ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: أَحْسَنُ فَتَاةٍ فِي قُرَيْشٍ.
فَقَالَ: يَا عَلِيُّ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ حَمْزَةَ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعِ مَا حَرَّمَ مِنَ النَّسَبِ؟] .
الطبقات الكبرى ط العلمية (3/ 8)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ. قَالا: أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ عَنْ سَعْدِ ابن عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ما لي أَرَاكَ تَتُوقُ فِي نِسَاءِ قُرَيْشٍ وَتَدَعُنَا؟ قَالَ: عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ ابْنَةُ حَمْزَةَ. قَالَ:
تِلْكَ ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ. عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُرِيدَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ فَقَالَ: إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ وَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ] .
[قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَأَلَ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنْ يُرِيَهُ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ. فقال:
إِنَّكَ لا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَرَاهُ. قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَاقْعُدْ مَكَانَكَ. قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى خَشَبَةٍ فِي الْكَعْبَةِ كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَضَعُونَ ثِيَابَهُمْ عَلَيْهَا إِذَا طَافُوا بِالْبَيْتِ فَقَالَ: ارْفَعْ طَرْفَكَ فَانْظُرْ. فَنَظَرَ فَإِذَا قَدَمَاهُ مِثْلُ الزَّبَرْجَدِ الأَخْضَرِ فَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ] .
[قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ. عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ. عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَوْمَ بَدْرٍ: يَا عَلِيُّ نَادِ لِي حَمْزَةَ. وَكَانَ أَقْرَبَهُمْ إِلَى الْمُشْرِكِينَ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ. عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ. قَالَ: كَانَ حَمْزَة بْن عَبْد المطلب يُقَاتِلُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَوْمَ أُحُدٍ بِسَيْفَيْنِ. وَيَقُولُ: أَنَا أَسَدُ اللَّهِ. وَجَعَلَ يُقْبِلُ وَيُدْبِرُ. قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ عَثَرَ عَثْرَةً فَوَقَعَ عَلَى ظَهْرِهِ. وَبَصُرَ بِهِ الأَسْوَدُ. قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: فَزَرَقَهُ بِحَرْبَةٍ فَقَتَلَهُ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ: فَطَعَنَهُ الْحَبَشِيُّ بِحَرْبَةٍ أَوْ رُمْحٍ فَبَقَرَهُ.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدٍ. قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ جَاءَتْ فِي الأَحْزَابِ يَوْمَ أُحُدٍ وَكَانَتْ قَدْ نَذَرَتْ لَئِنْ قَدَرَتْ عَلَى حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَتَأْكُلَنَّ مِنْ كَبِدِهِ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ حَيْثُ أُصِيبَ حمزة. ومثلوا بالقتلى وجاؤوا بِحُزَّةٍ مِنْ كَبِدِ حَمْزَةَ فَأَخَذَتْهَا تَمْضُغُهَا لِتَأْكُلَهَا فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَبْتَلِعَهَا.
فَلَفَظَتْهَا. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم – قال: إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ أَنْ تَذُوقَ مِنْ لَحْمِ حَمْزَةَ شَيْئًا أَبَدًا. ثُمَّ قَالَ مُحَمَّدٌ: وَهَذِهِ شَدَائِدٌ عَلَى هِنْدٍ الْمِسْكِينَةِ] .
الطبقات الكبرى ط العلمية (3/ 9)
[قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ ابن السَّائِبِ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ أَبُو سُفْيَانَ يَوْمَ أُحُدٍ: قَدْ كَانَتْ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةٌ وَإِنْ كَانَتْ لَعَنْ غَيْرِ مَلإٍ مِنِّي. مَا أَمَرْتُ وَلا نَهَيْتُ وَلا أحببت ولا كرهت.
سَاءَنِي وَلا سَرَّنِي. قَالَ: وَنَظَرُوا فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ وَأَخَذَتْ هِنْدٌ كَبِدَهُ فَلاكَتْهَا فَلَمْ تَسْتَطِعْ هِنْدٌ أَنْ تَأْكُلَهَا. فَقَالَ رَسُولُ الله. ص: أَكَلَتْ مِنْهَا شَيْئًا؟ قَالُوا: لا. قَالَ:
مَا كَانَ اللَّهُ لِيُدْخِلَ شَيْئًا مِنْ حَمْزَةَ النَّارَ] .
[قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ:
حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: مَنْ رَأَى مَقْتَلَ حَمْزَةَ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَعَزَّكَ اللَّهُ. أَنَا رَأَيْتُ مَقْتَلَهُ. قَالَ:
فَانْطَلِقْ فَأَرِنَاهُ. فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ. فَرَآهُ قَدْ شُقَّ بَطْنُهُ. وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ.
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُثِّلَ بِهِ وَاللَّهِ. فَكَرِهَ رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ. وَوَقَفَ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْقَتْلَى فَقَالَ: أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاءِ. لُفُّوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ جَرِيحٍ يُجْرَحُ فِي اللَّهِ إِلا جَاءَ جُرْحُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمِي. لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ. وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ.
قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا فَاجْعَلُوهُ فِي اللَّحْدِ] .
[قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَيْثُ اسْتُشْهِدَ. فَنَظَرَ إِلَى مَنْظَرٍ لَمْ يَنْظُرْ إِلَى شَيْءٍ قَطُّ كَانَ أَوَجَعَ لِقَلْبِهِ مِنْهُ. وَنَظَرَ إِلَيْهِ قَدْ مُثِّلَ بِهِ فَقَالَ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ. فَإِنَّكَ كُنْتَ. مَا عَلِمْتُ. وَصُولا لِلرَّحِمِ فَعُولا لِلْخَيْرَاتِ. وَلَوْلا حُزْنُ مَنْ بَعْدِكَ عَلَيْكَ لَسَرَّنِي أَنْ أَتْرُكَكَ حَتَّى يَحْشُرَكَ الله من أَرْوَاحٍ شَتَّى. أَمَا وَاللَّهِ عَلَيَّ ذَلِكَ لأُمَثِّلَنَّ بسبعين منهم مكانك! فنزل جبريل. ع. وَالنَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَاقِفٌ بِخَوَاتِيمِ النَّحْلِ: «وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ» النحل: 126. إِلَى آخِرِ الآيَةِ. فَكَفَّرَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَنْ يَمِينِهِ وَأَمْسَكَ عَنِ الَّذِي أَرَادَ. وَصَبَرَ] .
[قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ يَزِيدَ. عَنْ مِقْسَمٍ. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: لَمَّا قُتِلَ حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُدٍ أَقْبَلَتْ صَفِيَّةُ تَطْلُبُهُ لا تَدْرِي مَا صَنَعَ. قَالَ: فَلَقِيَتْ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ. فَقَالَ عَلِيٌّ لِلزُّبَيْرِ: اذْكُرْ لأُمِّكَ. قَالَ الزُّبَيْرُ:
لا بَلِ اذكر أَنْتَ لِعَمَّتِكَ. قَالَتْ: مَا فَعَلَ حَمْزَةُ؟ قَالَ: فَأَرَيَاهَا أَنَّهُمَا لا يَدْرِيَانِ. قَالَ:
الطبقات الكبرى ط العلمية (3/ 10)
فَجَاءَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ عَلَى عَقْلِهَا. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهَا وَدَعَا لَهَا فَاسْتَرْجَعَتْ وَبَكَتْ. ثُمَّ جَاءَ فَقَامَ عَلَيْهِ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ. فَقَالَ: لَوْلا جَزَعُ النِّسَاءِ لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يُحْشَرَ مِنْ حَوَاصِلِ الطَّيْرِ وَبُطُونِ السِّبَاعِ. قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِالْقَتْلَى فَجَعَلَ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ. قَالَ: فَيَضَعُ تِسْعَةً وَحَمْزَةَ فَيُكَبِّرُ عَلَيْهِمْ سَبْعًا ثُمَّ يُرْفَعُونَ وَيُتْرَكُ حَمْزَةُ.
ثُمَّ يُجَاءُ بِتِسْعَةٍ فَيُكَبِّرُ عَلَيْهِمْ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُمْ.] [قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مَرَّ بِعَمِّهِ حَمْزَةَ يَوْمَ أُحُدٍ وَقَدْ جُدِّعَ وَمُثِّلَ بِهِ. فَقَالَ: لَوْلا أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ فِي نَفْسِهَا لَتَرَكْتُهُ حَتَّى تَأْكُلَهُ الْعَافِيَةُ. حَتَّى يُحْشَرَ مِنْ بُطُونِ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ. قَالَ: فَكُفِّنَ فِي نَمِرَةٍ إِذَا خُمِّرَ بِرَأْسِهِ بَدَتْ رِجْلاهُ.
وَإِذَا مُدَّتْ عَلَى رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ. قَالَ: وَقَلَّتِ الثِّيَابُ وَكَثُرَتِ الْقَتْلَى. فَكُفِّنَ الرَّجُلُ وَالرِّجْلانِ وَالثَّلاثَةُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ. وَكَانَ يَجْمَعُ الثَّلاثَةَ وَالاثْنَيْنِ فِي قَبْرٍ ثُمَّ يَسْأَلُ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ قُرْآنًا فَيُقَدِّمَهُ فِي اللَّحْدِ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هَاشِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كُفِّنَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ: قَالَ خَبَّابٌ: كُفِّنَ حَمْزَةُ فِي بُرْدَةٍ. إِذَا غُطِّيَ رَأْسُهُ خَرَجَتْ رِجْلاهُ وَإِذَا غُطِّيَتْ رِجْلاهُ خَرَجَ رَأْسُهُ. فَغُطِّيَ رَأْسُهُ وَجُعِلَ عَلَى رِجْلَيْهِ إِذْخِرٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زَيْدٍ. عَنْ أَبِي أَسِيدٍ السَّاعِدِيِّ. قَالَ: أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَلَى قَبْرِ حَمْزَةَ. فَجَعَلُوا يَجُرُّونَ النَّمِرَةَ فَتَنْكَشِفُ قَدَمَاهُ وَيَجُرُّونَهَا عَلَى قدميه فينكشف وجهه.
[فقال رسول الله. ص: اجْعَلُوهَا عَلَى وَجْهِهِ وَاجْعَلُوا عَلَى قَدَمَيْهِ مِنْ هَذَا الشَّجَرِ.
قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – رَأْسَهُ فَإِذَا أَصْحَابُهُ يَبْكُونَ. فَقَالَ: مَا يُبْكِيكُمْ؟ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لا نَجْدُ لِعَمِّكَ الْيَوْمَ ثَوْبًا وَاحِدًا يَسَعُهُ. فَقَالَ: إِنَّهُ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَخْرُجُونَ إِلَى الأَرْيَافِ فَيُصِيبُونَ فِيهَا مَطْعَمًا وَمَلْبَسًا وَمَرْكَبًا. أَوْ قَالَ: مَرَاكِبُ.
فَيَكْتُبُونَ إِلَى أَهْلِهِمْ: هَلُمُّوا إِلَيْنَا فَإِنَّكُمْ بِأَرْضٍ جَرَدِيَّةٍ. وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ. لا يَصْبِرُ عَلَى لأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ إِلا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ] .
الطبقات الكبرى ط العلمية (3/ 11)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ. قَالَ:
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ. قَالَ: أَقْبَلَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَمَعَهَا ثَوْبَانِ تُرِيدُ أَنْ تُكَفِّنَ أَخَاهَا حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِيهِمَا. قَالَ: [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَهِيَ أُمُّهُ وَهُوَ ابْنُهَا: عَلَيْكَ الْمَرْأَةَ. قَالَ فَاسْتَقْبَلَهَا لِيَرُدَّهَا. قَالَتْ: هَكَذَا لا أَرْضَ لَكَ وَلا أُمَّ لَكَ. فَانْتَهَتْ إِلَيْهِ فَإِذَا إِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ صَرِيعٌ فَكُفِّنَ حَمْزَةُ فِي أَوْسَعِ الثَّوْبَيْنِ وَكُفِّنَ الأَنْصَارِيُّ فِي الآخَرِ] .
[قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ. قَالَ حَدَّثَنِي أَشْعَثُ قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ أَيُغَسَّلُ الشُّهَدَاءُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ وَقَالَ رسول الله. ص: لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلائِكَةَ تَغْسِلُ حَمْزَةَ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ عَشَرَةً عَشَرَةً. يُصَلِّي عَلَى حَمْزَةَ مَعَ كُلِّ عَشَرَةٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ. قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَلَى حَمْزَةَ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ تِسْعًا. ثُمَّ جِيءَ بِأُخْرَى فَكَبَّرَ عَلَيْهَا سَبْعًا. ثُمَّ جِيءَ بِأُخْرَى فَكَبَّرَ عَلَيْهَا خَمْسًا. حَتَّى فَرَغَ مِنْ جَمِيعِهِمْ غَيْرَ أَنَّهُ وَتَرَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. قَالَ أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: وُضِعَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَجِيءَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَوُضِعَ إِلَى جَنْبِهِ فَصَلَّى عَلَيْهِ. فَرُفِعَ الأَنْصَارِيُّ وَتُرِكَ حَمْزَةُ.
ثُمَّ جِيءَ بِآخَرَ فَوُضِعَ إِلَى جَنْبِ حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ. فَرُفِعَ الأَنْصَارِيُّ وَتُرِكَ حَمْزَةُ. حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ صَلاةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ. قَالَ أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – صَلَّى عَلَى حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ جِيءَ بِرَجُلٍ فَوُضِعَ فَصَلَّى عَلَيْهِمَا جَمِيعًا. ثُمَّ رُفِعَ الرَّجُلُ وَجِيءَ بِآخَرَ. فَمَا زَالَ يَفْعَلُ ذَلِكَ حَتَّى صَلَّى يَوْمَئِذٍ عَلَى حَمْزَةَ سَبْعِينَ صَلاةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. قال أخبرنا أبو الأَحْوَصِ. قَالَ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى. قَالَ فِي قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: «وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ
الطبقات الكبرى ط العلمية (3/ 12)
قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» آل عمران: 169. قَالَ:
نَزَلَتْ فِي قَتْلَى أُحُدٍ. وَنَزَلَ فِيهِمْ: «وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ» آل عمران: 140. قَالَ:
قُتِلَ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ حَمْزَة بْن عَبْد المطلب.
وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ. وَالشَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ الأَسَدِيُّ. وَسَائِرُهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ قيس ابن عَبَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يُقْسِمُ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَاتُ: «هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا» الحج: 19. إِلَى قَوْلِهِ: «إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ» الحج:
14. فِي هَؤُلاءِ الرَّهْطِ السِّتَّةِ يَوْمَ بَدْرٍ: حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
وَعَبِيدَةَ بْنِ الْحَارِثِ. وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ. وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ. وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مِنْ أُحُدٍ سَمِعَ نِسَاءَ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ يَبْكِينَ عَلَى هَلْكَاهُنَّ. فَقَالَ: لَكِنَّ حَمْزَةَ لا بَوَاكِيَ لَهُ. قَالَ فَاجْتَمَعَ نِسَاءُ الأَنْصَارِ عِنْدَهُ فَبَكَيْنَ عَلَى حَمْزَةَ وَرَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَاسْتَيْقَظَ وَهُنَّ يَبْكِينَ فَقَالَ: يَا وَيْحَهُنَّ إِنَّهُنَّ هَاهُنَا حَتَّى الآنَ. مُرُوهُنَّ فَلْيَرْجِعْنَ وَلا يَبْكِينَ عَلَى هَالِكٍ بَعْدَ الْيَوْمِ] .
[قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ جَمِيعًا عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: أن رسول الله.
ص. مَرَّ عَلَى نِسَاءِ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ لَمَّا فَرَغَ مِنْ أُحُدٍ فَسَمِعَهُنَّ يَبْكِينَ عَلَى مَنِ استشهد منهم بأحد. فقال رسول الله. ص: لَكِنَّ حَمْزَةَ لا بَوَاكِيَ لَهُ. فَسَمِعَهَا سَعْدُ ابن مُعَاذٍ. فَذَهَبَ إِلَى نِسَاءِ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ فَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَذْهَبْنَ إِلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ.
ص. فَيَبْكِينَ عَلَى حَمْزَةَ. فَذَهَبْنَ فَبَكَيْنَ فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بُكَاءَهُنَّ. فَقَالَ:
مَنْ هَؤُلاءِ؟ فَقِيلَ: نِسَاءُ الأَنْصَارِ. فَخَرَجَ إِلَيْهِنَّ فَقَالَ: ارْجِعْنَ. لا بُكَاءَ بَعْدَ الْيَوْمِ] .
[وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو فِي حَدِيثِهِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: وَقَالَ بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكُنَّ وعلى أولادكن وعلى أَوْلادِكُنَّ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ فِي حديثه عن عبد العزيز ابن مُحَمَّدٍ: رَحِمَكُنَّ اللَّهُ وَرَحِمَ أَوْلادَكُنَّ وَأَوْلادَ أَوْلادِكُنَّ.]
الطبقات الكبرى ط العلمية (3/ 13)
[قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – حِينَ انْصَرَفَ مِنْ أُحُدٍ. وَبَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ نِسَاؤُهُمْ يَبْكِينَ عَلَى قَتْلاهُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: لَكِنَّ حَمْزَةَ لا بَوَاكِيَ لَهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ. فَسَاقَ نِسَاءَهُ حَتَّى جَاءَ بِهِنَّ إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ يَبْكِينَ عَلَى حَمْزَةَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَخَرَجْنَا إِلَيْهِنَّ نَبْكِي مَعَهُنَّ. فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَنَحْنُ نَبْكِي ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَصَلَّى صَلاةَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ. ثُمَّ نَامَ وَنَحْنُ نَبْكِي. ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَسَمِعَ الصَّوْتَ فَقَالَ: أَلا أَرَاهُنَّ هَاهُنَا إِلَى الآنَ؟ قُولُوا لَهُنَّ فَلْيَرْجِعْنَ. ثُمَّ دَعَا لَهُنَّ وَلأَزْوَاجِهِنَّ وَلأَوْلادِهِنَّ. ثُمَّ أَصْبَحَ فَنَهَى عَنِ الْبُكَاءِ كَأَشَدِّ مَا نَهَى عَنْ شَيْءٍ] .
[قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مِنْ أُحُدٍ. فَمَرَّ عَلَى بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ. وَنِسَاءُ الأَنْصَارِ يَبْكِينَ عَلَى هَلْكَاهُنَّ يندبنهم. فقال رسول الله. ص: لَكِنَّ حَمْزَةَ لا بَوَاكِيَ لَهُ. قَالَ فَدَخَلَ رِجَالٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى نِسَائِهِمْ فَقَالُوا: حَوِّلْنَ بُكَاءَكُنَّ وَنَدْبَكُنَّ عَلَى حَمْزَةَ. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَطَالَ قِيَامُهُ يَسْتَمِعُ. ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ مِنَ الْغَدِ فَنَهَى عَنِ النِّيَاحَةِ كَأَشَدِّ مَا نَهَى عَنْ شَيْءٍ قَطُّ. وَقَالَ: كُلُّ نَادِبَةٍ كَاذِبَةٍ إِلا نَادِبَةَ حَمْزَةَ] .
[قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمُ بْنُ سَلْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ محارب ابن دثار يذكر. قال: لما قتل حمزة بن عبد المطلب جَعَلَ النَّاسُ يَبْكُونَ عَلَى قَتْلاهُمْ.
فَقَالَ النَّبِيُّ. ص: لَكِنَّ حَمْزَةَ لا بَوَاكِيَ لَهُ. قَالَ فَسَمِعَتْ ذَلِكَ الأَنْصَارُ فَأَمَرُوا نِسَاءَهُمْ فَبَكَيْنَ عَلَيْهِ. فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ وَاضِعَةٌ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا تَرِنُّ. فَقَالَ رسول الله.
ص: فَعَلْتِ فِعْلَ الشَّيْطَانِ حِينَ أُهْبِطَ إِلَى الأَرْضِ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ يَرِنُّ. وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ وَلا مَنْ خَرَقَ وَلا مَنْ سَلَقَ] .
[قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ:
كَانَتْ فَاطِمَةُ تَأْتِي قَبْرَ حَمْزَةَ تَرُمُّهُ وَتُصْلِحُهُ.]
الطبقات الكبرى ط العلمية (6/ 178)
سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ أُخْتُ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ. كَانَتْ عِنْدَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَوَلَدَتْ لَهُ ابْنَتَهُ عُمَارَةَ. ثُمَّ قُتِلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْهَا يَوْمَ أُحُدٍ فَتَزَوَّجَهَا شَدَّادُ بْنُ الْهَادِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ.
صفية بنت عبد المطلب اخت حمزة لأمه.
الطبقات الكبرى ط العلمية (8/ 327)
خولة بنت قيس
بن قهد بن قيس بْن ثَعْلَبَة بْن عُبَيْد بْن ثَعْلَبَة بْن غنم بن مالك بن النجار. وهي خويلة. وهي أم محمد. وأمها الفريعة بِنْت زرارة بْن عدس بْن عُبَيْد بْن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. تزوجت خولة حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي فولدت له يعلى وعمارة وابنتين له لم تدركا. ثم خلف عليها بعد حمزة حنظلة بن النُّعمان بْن عَمْرو بْن مالك بْن عامر بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق فولدت له محمدًا. أسلمت خولة وبايعت رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
شجاعة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه شجاعته يوم بدر وقول أمية بن خَلَف في ذلك
أخرج الطبراني عن الحارث التيمي قال: كن حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه يوم بدر مُعْلَماً بريشة نعامة، فقال رجل من المشركين: من رجلٌ أُعْلِم بريشة نعامة؟ فقيل: حمزة بن عبد لمطلب. قال: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل
بُكاءُ النبي عليه السلام عندما رآه مقتولا
وأخرج الحاكم: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: فَقَدَت يوم أُحد حمزة رضي الله عنه حين فاء الناس من القتال. قال: فقال رجل: رأيته عند تلك الشجرة، وهو يقول: أنا أسد الله وأسد رسوله: اللهم إني أبرأَ إليك مما جاء به هؤلاء – لأبي سفيان وأصحابه -، وأعتذر إِليك مما صنع هؤلاء – من إنهزامهم -، فسارت نحوه. فلما رأى جبهته بكى، ولما رأى ما مُثِّلَ به شَهِق، ثم قال: «ألا كفَنٌ؟» فقام رجل من الأنصار فرمى بثوب. قال جابر رضي الله عنه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «سيد الشهداء عند الله تعالى يوم القيامة حمزة» . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، لم يخرِّجاه. وقال الذهبي: صحيح.
قصة قتله ومثلته رضي الله عنه
وأخرج ابن إسحاق كما في البداية: عن جعفر بن عمرو بن أمية الضَّمري قال: خرجت أنا وعبد الله بن عديّ بن الخِير في زمان معاوية رضي الله عنه، فذكر الحديث، حتى جلسنا إليه – أي إِلى وحشي – فقلنا: جئناك لتحدثنا عن قتل حمزة كيف قتلته؟ فقال: أما إنِّي سأحدثكما كما حدَّثتُ
حياة الصحابة (2/ 169)
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني عن ذلك: كنت غلاماً لجبير بن مُطْعِم وكان عمه طُعَيمة بن عديّ وقد أُصيب يوم بدر. فلما سارت قريش إلى أُحد قال لي جبير: إن قتلت حمزة عمّ محمد بعمّي فأنت عتيق. قال: فخرجت مع الناس وكنت رجلاً حبشياً أقذف بالحربة قذف الحبشة قلّ ما أُخطىء بها شيئاً. فلما التقى النس خرجت أنظر حمزة وأتبصرَّه حتى رأيته في عُرْض الناس كأنه الجمل الأورق يهدُّ الناس بسيفه هدّاً ما يقوم له شيء، فوالله إِني لأتهيأ له أريده، وأستتر منه بشجرة أو بحجر ليدنو مني، إذ تقدَّمني إليه سِباع بن عبد العُزَّى. فلما رآه حمزة رضي الله عنه قال: هلمَّ إِليَّ يا ابن مقطِّعة البُظُور. قال: فضربه ضربة كأنما أخطأ رأسه. قال: وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه، فوقعت في ثُنَّته حتى خرجت من بين رجليه، وذهب لينوء نحوي فغُلب؛ وتركته وإياها حتى مات، ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى العسكر، وقعدت فيه ولم يكن لي بغيره حاجة، إنما قتلته لأعتَق. فلما قدمت مكة عُتقت، ثم أقمتُ حتى إذا افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة هربت إلى الطائف فمكثت بها. فلما خرج وفد الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلموا تعيَّت عليَّ الذاهب، فقلت: ألحق بالشام أو بالين أو ببعض البلا، فوالله إنِّي لفي ذلك من همّي، إذ قال لي رجل: ويحك إنه – والله – لا يقتل أحداً من الناس دخل في دينه، وشهد شهادة الحق. قال: فلما قال لي ذلك: خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فلم يَرُعه
إلا بي قائماً على رأسه؛ أشهد شهادة الحق. فلما رآني قال لي: «أوحشي أنت؟»
حياة الصحابة (2/ 170)
قلت: نعم يا رسول الله قال: «أقعُد، فحدثني كيف قتلت حمزة» قال: فحدثته كما حدثتكما، فلما فرغت من حديثي قال: «ويحك يجب عني وجهك فلا أُرَينّك» . قال: فكنت أتنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان لئلا يراني حتى قبضه الله عزّ وجلّ. فلما خرج المسلمون إِلى مُسَيْلمة الكذاب صاحبِ اليمامة خرجت معهم، وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة، فلما التقى الناس رأيت مُسَيْلمة قائماً وبيده لسيف – وما أعرفه – فتهيأت له، وتهيأ له رجل من الأنصار من الناحية الأخرى كلانا يريده، فهززتُ حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه، فوقعت فيه؛ وشدّ عليه الأنصاري (فضربه) بالسيف، فربُّك أعلم أيُّنا قتله، فإِن كنت قتلته قلت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قتلت شر الناس.
وأخرجه البخاري عن جعفر بن عمرو – نحوه، وفي سياقه: فلما أن صف الناس للقتال خرج سِباع فقال: هل من مبارز؟ فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، فقال له؛ يا سباع، يا ابن أم أنمار مقطِّعةِ البظور أتحادُّ الله ورسوله؟ ثم شدَّ عليه، فكان كأمس الذاهب.
حياة الصحابة (3/ 374)
صبره عليه السلام على موت عمه حمزة
وأخرج البزار والطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه حين استشهد، فنظر إلى منظر لم ينظر إلى منظر أوجع للقلب منه – أو أوجع لقلبه منه -، ونظر إليه وقد مُثِّل به، فقال: «رحمة الله عليك، إن كنتَ ما علمتُ لوصولاً للرحم، فعولاً للخيرات، والله لولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع – أو كلمة نحوها -. أما والله على ذلك لأمثلنَّ بسبعين كميتتك» فنزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بهذه السورة وقرأ: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} (سورة النحل، الآية: 126) – إلى آخر الآية -، فكفَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمسك عن ذلك. وفيه صالح بن بشير المرِّي وهو ضعيف، كما قال الهيثمي، وأخرجه الحاكم بهذا الإِسناد نحوه.
وعند الطبراني عن ابنع باس رضي الله عنهما قال: لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة رضي الله عنه نظر إلى ما به فقال: «لولا أن يحزن نساؤنا ما غيبته، ولتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير يبعثه الله ممَّا
حياة الصحابة (3/ 375)
هنالك» قال: وأحزنه ما رأس به فقال: «لئن ظفرت بهم لأمثلنَّ بثلاثين رجلاً منهم» فأنزل الله عز وجل في ذلك {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} {وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لّلصَّابِرينَ} – إلى قوله {يَمْكُرُونَ} ، ثم أمر به فهيىء إلى القبلة، ثم كبَّر عليه تسعاً، ثم جمع إليه الشهداء كلما أتي بشهيد وضع إلى جنبه فصلَّى عليه وعلى الشهداء اثنتين وسبعين صلاة، ثم قام على أصحابه حتى وارهم؛ ولما نزل القرآن عفا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجاوز وترك المُثَل.
الطبقات الكبرى ط العلمية (1/ 76)
كَانَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلابٍ فِي حِجْرِ عَمِّهَا وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ. فَمَشَى إِلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بن هاشم ابن عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ بِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبِي رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
فَخَطَبَ عَلَيْهِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ فَزَوَّجَهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَخَطَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ ابْنَتَهُ هَالَةَ بِنْتَ وُهَيْبٍ عَلَى نَفْسِهِ فَزَوَّجَهُ إِيَّاهَا.
فَكَانَ تَزَوُّجُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَتَزَوُّجُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ.
فَوَلَدَتْ هَالَةُ بِنْتُ وُهَيْبٍ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فَكَانَ حَمْزَةُ عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي النَّسَبِ وَأَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ.
الطبقات الكبرى ط العلمية (1/ 87)
أَوَّلُ مَنْ أَرْضَعَ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ثُوَيْبَةُ بِلَبَنِ ابْنٍ لَهَا. يُقَالُ لَهُ مَسْرُوحٌ. أَيَّامًا قَبْلَ أَنْ تَقْدَمَ حَلِيمَةُ. وَكَانَتْ قَدْ أَرْضَعَتْ قَبْلَهُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَأَرْضَعَتْ بَعْدَهُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الأَسَدِ الْمَخْزُومِيَّ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ ثُوَيْبَةُ مَوْلاةَ أَبِي لَهَبٍ قَدْ أَرْضَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
الطبقات الكبرى ط العلمية (1/ 88)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ
الطبقات الكبرى ط العلمية (2/ 3)
فَكَانَ أَوَّلَ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى الله عليه وسلم – لحمزة ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ
الطبقات الكبرى ط العلمية (2/ 4)
الله – صلى الله عليه وسلم – لواء أبيض. فَكَانَ الَّذِي حَمَلَهُ أَبُو مَرْثَدٍ كَنَّازُ بْنُ الْحُصَيْنِ الْغَنَوِيُّ حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي ثَلاثِينَ رَجُلا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ.
قَالَ بَعْضُهُمْ: كَانُوا شَطْرَيْنِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ. وَالْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ أَنَّهُمْ كَانُوا جَمِيعًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ. وَلَمْ يَبْعَثْ رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أحدًا مِنَ الأَنْصَارِ مَبْعَثًا حَتَّى غَزَا بِهِمْ بَدْرًا. وَذَلِكَ أَنَّهُمْ شَرَطُوا لَهُ أَنَّهُمْ يَمْنَعُونَهُ فِي دَارِهِمْ. وَهَذَا الثَّبَتُ عِنْدَنَا.
وَخَرَجَ حَمْزَةُ يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ قَدْ جَاءَتْ مِنَ الشَّامِ تُرِيدُ مكة. وفيها أبو جهل ابن هِشَامٍ. فِي ثَلاثِمِائَةِ رَجُلٍ. فَبَلَغُوا سَيْفَ الْبَحْرِ. يَعْنِي سَاحِلَهُ. مِنْ نَاحِيَةِ الْعِيصِ.
فَالْتَقَوْا حَتَّى اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ فَمَشَى مَجْدِيُّ بْنُ عَمْرٍو الْجُهَنِيُّ. وَكَانَ حَلِيفًا لِلْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا. إِلَى هَؤُلاءِ مَرَّةً وَإِلَى هَؤُلاءِ مَرَّةً حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمْ وَلَمْ يَقْتَتِلُوا. فَتَوَجَّهَ أَبُو جَهْلٍ فِي أَصْحَابِهِ وَعِيرِهِ إِلَى مَكَّةَ وَانْصَرَفَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي أَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ.
الطبقات الكبرى ط العلمية (2/ 5)
غَزْوَةُ الأَبْوَاءِ «1»
ثُمَّ غزوة رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الأبواء فِي صفر عَلَى رأس اثني عشر شهرًا مِن مهاجره. وحمل لواءه حمزة بْن عَبْد المطلب. وكان لواء أبيض. واستخلف عَلَى المدينة سعد بْن عبادة. وخرج فِي المهاجرين. لَيْسَ فيهم أنصاري. حتى بلغ الأبواء يعترض لعير قريش فلم يلق كيدًا. وهي غزوة ودان. وكلاهما قد ورد. وبينهما ستة أميال وهي أول غزوة غزاها بنفسه.
الطبقات الكبرى ط العلمية (2/ 6)
غزوة ذي العشيرة «2»
ثم غزوة رسول الله – صلى الله عليه وَسَلَّمَ – ذا العشيرة فِي جمادى الآخرة عَلَى رأس ستة عشر شهرًا مِن مهاجره. وحمل لواءه حمزة بْن عَبْد المطلب. وكان لواء أبيض. واستخلف عَلَى المدينة أَبَا سلمة بْن عَبْد الأسد المخزومي. وخرج فِي خمسين ومائة. ويقال فِي مائتين مِن المهاجرين ممن انتدب. ولم يكره أحدا عَلَى الخروج. وخرجوا عَلَى ثلاثين بعيرا يعتقبونها. خرج يعترض لعير قريش حين أبدأت إلى الشأم. وكان قد جاءه الخبر بفصولها مِن مكَّة فيها أموال قريش. فبلغ ذا العشيرة. وهي لبني مدلج بناحية ينبع. وبين ينبع والمدينة تسعة برد. فوجد العير الّتي خرج لها قد مضت قبل ذَلِكَ بأيام. وهي العير الّتي خرج لها أيضا يريدها حين رجعت مِن الشأم فساحلت عَلَى البحر. وبلغ قريشا خبرها فخرجوا يمنعونها. فلقوا رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِبَدْرٍ فواقعهم وقتل منهم مِن قتل.
الطبقات الكبرى ط العلمية (2/ 12)
خرج شيبة وعتبة ابنا ربيعة والوليد بْن عتبة. فدعوا إلى البراز فخرج إليهم ثلاثة مِن الأنصار بنو عفراء معاذ ومعوذ وعوف بنو الحارث. فَكَرِهَ رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أن يكون أول قتال لقي فِيهِ المسلمون المشركين فِي الأنصار. وأحب أن تكون الشوكة ببني عمّه وقومه. فأمرهم فرجعوا إلى مصافهم وَقَالَ لهم خيرا. ثُمَّ نادى المشركون: يا مُحَمَّد أخرج إلينا الأكفاء من قومنا. [فقال رسول الله. ص: يا بني هاشم! قوموا قاتلوا بحقكم الَّذِي بعث الله به نبيكم إذ جاؤوا بباطلهم ليطفئوا نور اللَّه.] فقام حَمْزَةَ بْن عَبْد الْمُطَّلِبِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب وعبيدة بن الحارث بْن المطلب بْن عَبْد مناف فمشوا إِلَيْهِ. فَقَالَ عتبة: تكلموا نعرفكم. وكان عليهم البيض. فَقَالَ حمزة: أَنَا حمزة بْن عَبْد المطلب أسد اللَّه وأسد رسوله. فَقَالَ عتبة: كفء كريم. وأنا أسد الحلفاء. مِن هذان معك؟ قَالَ: عَلِيّ بْن أَبِي طالب وعبيدة بْن الحارث. قَالَ: كفان كريمان. ثُمَّ قَالَ لابنه: قم يا وليد. فقام إِلَيْهِ عَلِيّ بْن أبي طالب. فاختلفا ضربتين. فقتله عَلِيّ. ثُمَّ قام عتبة وقام إِلَيْهِ حمزة.
فاختلفا ضربتين. فقتله حمزة. ثُمَّ قام شيبة وقام إِلَيْهِ عُبَيدة بْن الحارث. وهو يومئذ أَسَنَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فضرب شيبة رَجُل عُبَيدة بذباب السيف. يعني طرفه. فأصاب عضلة ساقه فقطعها. فكر حمزة وعلي عَلَى شيبة فقتلاه. وفيهم نزلت:
«هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ» الحج: 19. ونزلت فيهم سورة الأنفال أو عامتها: «يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى الدخان: 16. يعني يوم بدر. «وعَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ» الحج: 55 و «سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ» القمر: 45. قَالَ:
فرأى رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي أثرهم مصلتا للسيف يتلو هذه الآية وأجاز عَلَى جريحهم وطلب مدبرهم واستشهد يومئذ مِن المسلمين أربعة عشر رجلا: ستة مِن المهاجرين.
وثمانية مِن الأنصار.
الطبقات الكبرى ط العلمية (2/ 21)
غزوة بني قينقاع «2»
ثُمَّ غزوة رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بَنِي قينقاع يوم السبت للنصف مِن شوال عَلَى راس عشرين شهرا مِن مهاجره. وكانوا قوما مِن يهود حلفاء لعبد الله بن أبي ابن سلول.
وكانوا أشجع يهود. وكانوا صاغة فوادعوا النَّبِيّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فلما كانت وقعة بدر أظهروا
الطبقات الكبرى ط العلمية (2/ 22)
البغي والحسد ونبذوا العهد والمرة. فأنزل اللَّه. تبارك وتعالى. عَلَى نبيه: «وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ» الأنفال:
58. [فَقَالَ رَسُول الله. ص: أنا أخاف بني قينقاع. فسار إليهم بهذه الآية.] وكان الَّذِي حمل لواءه يومئذ حمزة بْن عَبْد المطلب. وكان لواء رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَبْيَضُ ولم يكن الرايات يومئذ. واستخلف عَلَى المدينة أَبَا لبابة بْن عَبْد المنذر العمري ثُمَّ سار إليهم فحاصرهم خمس عشرة ليلة إلى هلال ذي القعدة. فكانوا أول مِن غدر مِن اليهود وحاربوا وتحصنوا فِي حصنهم. فحاصرهم أشد الحصار حتى قذف اللَّه فِي قلوبهم الرعب. فنزلوا عَلَى حكم رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أن لرسول اللَّه – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أموالهم وأن لهم النساء والذرية. فأمر بهم فكتفوا. واستعمل رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَلَى كتافهم المنذر بْن قدامة السُّلمَي مِن بني السلم. رهط سعد بْن خيثمة. فكلم فيهم عَبْد اللَّه بْن أَبِي رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وألح عَلَيْهِ [فَقَالَ: خلوهم لعنهم اللَّه ولعنه معهم!] وتركهم مِن القتل وأمر بهم أن يجلوا مِن المدينة. وولى إخراجهم منها عبادة بْن الصامت فلحقوا بأذرعات فما كَانَ أقل بقاءهم بها.
غزوة أحد:
وجعل نساء المشركين يضربن بالأكبار والدفوف والغرابيل ويحرضن ويذكرنهم قتلى بدر ويقلن:
نَحْنُ بنات طارق … نمشي عَلَى النمارق
إن تقبلوا نعانق … أو تدبروا نفارق
فراق غير وامق
قَالَ: ودنا القوم بعضهم مِن بعض والرماة يرشقون خيل المشركين بالنبل فتولى هوازن. فصاح طلحة بْن أَبِي طلحة صاحب اللواء: مِن يبارز؟ فبرز لَهُ عَلِيّ بْن أَبِي طالب. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فالتقيا بين الصفين فبدره عَلِيّ فضربه عَلَى راسه حتى فلق هامته فوقع. وهو كبش الكتيبة. فَسُّرَ رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بذلك وأظهر التكبير.
وكبر المسلمون وشدوا عَلَى كتائب المشركين يضربونهم حتى نغضت صفوفهم.
ثُمَّ حمل لواءهم عثمان بْن أَبِي طلحة أَبُو شيبة وهو أمام النسوة يرتجز ويقول:
إن عَلَى أهل اللواء حقا … أن تخضب الصعدة أو تندقا
وحمل عَلَيْهِ حمزة بْن عَبْد المطلب فضربه بالسيف عَلَى كاهله فقطع يده وكتفه حتى انتهى إلى مؤتزره وبدا سحره. ثُمَّ رجع وهو يَقُولُ: أَنَا ابن ساقي الحجيج ثُمَّ حمله أَبُو سعد بْن أَبِي طلحة فرماه سعد بْن أَبِي وقاص فأصاب حنجرته فأدلع لسانه إدلاع الكلب فقتله. ثُمَّ حمله مسافع بْن طلحة بْن أَبِي طلحة فرماه عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح فقتله. ثم حمله الحارث بن أبي طلحة فقتله الزبير بن العوام. ثُمَّ حمله أرطاة بْن شرحبيل فقتله عَلِيّ بْن أَبِي طالب. ثُمَّ حمله شريح بْن قارظ فلسنا ندري مِن قتله. ثُمَّ حمله صواب غلامهم وَقَالَ قائل: قتله سعد بْن أَبِي وقاص. وَقَالَ قائل: قتله عَلِيّ بْن أَبِي طالب. وَقَالَ قائل: قتله قزمان. وهو أثبت القول.
فلما قتل أصحاب اللواء انكشف المشركون منهزمين لا يلوون عَلَى شيء.
ونساؤهم يدعون بالويل. وتبعهم المسلمون يضعون السلاح فيهم حيث شاءوا حتى أجهضوهم عَن العسكر. ووقعوا ينتهبون العسكر ويأخذون ما فِيهِ مِن الغنائم. وتكلم الرماة الّذين عَلَى عينين واختلفوا بينهم. وثبت أميرهم عَبْد اللَّه بْن جُبَيْر فِي نفر يسير دون العشرة مكانهم. وَقَالَ: لا أجاوز أَمَرَ رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
ووعظ أصحابه وذكرهم أَمَرَ رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فقالوا: لم يرد رَسُولُ اللَّه – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
هَذَا. قد انهزم المشركون فما مقامنا هاهنا؟ فانطلقوا يتبعون العسكر ينتهبون معهم وخلوا الجبل. ونظر خالد بْن الوليد إلى خلاء الجبل وقلة أهله فكر بالخيل وتبعه عكرمة بْن أَبِي جهل فحملوا عَلَى مِن بقي مِن الرماة فقتلوهم. وقتل أميرهم عبد الله بن جبير. رحمه الله. وانتفضت صفوف المسلمين واستدارت رحاهم وحالت الريح فصارت دبورا. وكانت قبل ذَلِكَ صبا. ونادى إبليس لعنه اللَّه أن محمدا قد قتل. واختلط المسلمون فصاروا يقتتلون عَلَى غير شعار ويضرب بعضهم بعضا ما يشعرون بِهِ مِن العجلة والدهش. وقتل مصعب بْن عمير فأخذ اللواء ملك فِي صورة مصعب. وحضرت الملائكة يومئذ ولم تقاتل. ونادى المشركون بشعارهم: يا للعزى! يا لهبل! وأوجعوا فِي المسلمين قتلا ذريعا.
وولى مِن ولى منهم يومئذ وثبت رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ما يزول يرمي عَن قوسه حتى صارت شظايا ويرمي بالحجر. وثبت معه عصابة مِن أصحابه أربعة عشر رجلا:
سبعة مِن المهاجرين فيهم أَبُو بَكْر الصديق. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وسبعة مِن الأنصار.
حفى تحاجزوا ونالوا مِن رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي وجهه ما نالوا. أصيبت رباعيته وكلم فِي وجنتيه وجبهته وعلاه ابن قميئة بالسيف فضربه عَلَى شقه الأيمن. واتقاه طلحة بْن عُبَيْد اللَّه بيده فشلت إصبعه. وادعى ابن قميئة أَنَّهُ قد قتله. وكان ذَلِكَ مما رعب المسلمين وكسرهم.
مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ «1»
وقتل يومئذ حمزة بْن عَبْد المطلب. رحمه اللَّه. قتله وحشي. وَعَبْد اللَّه بْن جحش. قتله أَبُو الحكم بْن الأخنس بْن شريق. ومصعب بْن عمير. قتله ابن قميئة. وشماس بْن عثمان بْن الشريد المخزومي. قتله أَبِي بْن خلف الجمحي.
الطبقات الكبرى ط العلمية (2/ 33)
[فلما انصرف المشركون عَن أحد أقبل المسلمون عَلَى أمواتهم وَأَتَى رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بحمزة بْن عَبْد المطلب فلم يغسله ولم يغسل الشهداء وَقَالَ: لفوهم بدمائهم وجراحهم. أَنَا الشهيد عَلَى هَؤُلَاءِ. ضعوهم] . فكان حمزة أول مِن كبر عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أربعا ثُمَّ جمع إِلَيْهِ الشهداء. فكان كلما أُتِيَ بِشَهِيدٍ وُضِعَ إِلَى جَنْبِ حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَعَلَى الشَّهِيدِ حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعِينَ مرة. وقد سمعنا مِن يَقُولُ: لم يصل رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَلَى قتلى أحد. وقال رسول الله.
[ص: احفروا وأعمقوا وأوسعوا وقدموا أكثرهم قرآنا] . فكان ممن نعرف أَنَّهُ دفن
الطبقات الكبرى ط العلمية (2/ 34)
فِي قبر واحد عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن حرام. وعمرو بْن الجموح فِي قبر. وخارجة بْن زيد وسعد بْن الربيع فِي قبر. والنعمان بن مالك وعبدة بن الحسحاس فِي قبر واحد. فكان النّاس أو عامتهم قد حملوا قتلاهم إلى المدينة فدفنوهم فِي نواحيها. فنادى منادي رسول الله. ص: ردوا القتلى إلى مضاجعهم. فأدرك المنادي رجلا واحدا لم يكن دفن فرد. وهو شماس بْن عثمان المخزومي.
ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يومئذ فصلى المغرب بالمدينة وشمت ابن أَبِي والمنافقون بما نيل مِنْ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في نفسه وأصحابه. [فقال رسول الله.
ص: لن ينالوا منا مثل هذا اليوم حتى نستلم الركن] . وبكت الأنصار عَلَى قتلاهم فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[فَقَالَ: لكن حمزة لا بواكي لَهُ] .. فجاء نساء الأنصار إِلَى بَابِ رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فبكين عَلَى حمزة فدعا لهن رسول اللَّه – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
وأمرهن بالانصراف. فهن إلى اليوم إذا مات الميت مِن الأنصار بدأ النساء فبكين عَلَى حمزة ثُمَّ بكين عَلَى ميتهن.
أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَوْمَ أُحُدٍ بِالْمُشْرِكِينَ. وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ يَوْمٍ مَكَرَ فِيهِ.
أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كُسِرَتْ رَبَاعِيَّتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَشُجَّ فِي جَبْهَتِهِ حَتَّى سَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ. صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَرِضْوَانُهُ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ. [فَقَالَ: كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ؟] فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ» آل عمران: 128.
أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أَحَدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ فَصَاحَ إِبْلِيسُ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أُخْرَاكُمْ.
قَالَ: فَرَجَعَتْ أُولاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ. فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ فَقَالَ: عِبَادَ اللَّهِ. أَبِي! أَبِي! قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ. فَقَالَ حُذَيْفَةُ:
غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ. قَالَ عُرْوَةُ: فو الله ما زال في حُذَيْفَةُ مِنْهُ بَقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.
[أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّيَ فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ وَرَأَيْتُ بَقَرًا مُنَحَّرَةً فَأَوَّلْتُ أَنَّ الدِّرْعَ الْمَدِينَةُ وَالْبَقَرَ نَفَرٌ. فَإِنْ شِئْتُمْ أَقَمْنَا بِالْمَدِينَةِ. فَإِنْ دَخَلُوا
الطبقات الكبرى ط العلمية (2/ 35)
عَلَيْنَا قَاتَلْنَاهُمْ فِيهَا. فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا دَخَلَتْ عَلَيْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَتَدْخُلُ عَلَيْنَا فِي الإِسْلامِ. قَالَ: فَشَأْنُكُمْ إِذًا. فَذَهَبُوا فَلَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لأْمَتَهُ. فَقَالُوا: مَا صَنَعْنَا؟ رَدَدْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم – رأيه. فجاؤوا فَقَالُوا: شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ:
الآنَ ليس بنبي إِذَا لَبِسَ لأْمَتَهُ أَنْ يَضَعُهَا حَتَّى يُقَاتِلَ] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ رَبَاعِيَةَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
أُصِيبَتْ يَوْمَ أُحُدٍ. أَصَابَهَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَشَجَّهُ فِي جَبْهَتِهِ. فَكَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَغْسِلُ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – الدم النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ: كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ صَنَعُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ. تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ» آل عمران: 128 إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ الشَّيْطَانَ صَاحَ يَوْمَ أُحُدٍ:
إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ. قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ مَنْ عَرَفَ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
عَرَفْتُ عَيْنَيْهِ تَحْتَ الْمِغْفَرِ فَنَادَيْتُ بِصَوْتِي الأَعْلَى: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ! فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اسْكُتْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ. تَعَالَى جَدُّهُ: «وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ» آل عمران: 144 الآية.
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ. أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ الْجُمَحِيَّ أُسِرَ يَوْمَ بَدْرٍ. فَلَمَّا افْتُدِيَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[قال لرسول الله. ص: إِنَّ عِنْدِي فَرَسًا أَعْلِفُهَا كُلَّ يَوْمٍ فَرَقَ ذُرَةٍ لَعَلِّي أَقْتُلَكَ عَلَيْهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: بَلْ أَنَا أَقْتُلُكَ عَلَيْهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ] . فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَقْبَلَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ يَرْكُضُ فَرَسَهُ تِلْكَ حَتَّى دَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَاعْتَرَضَ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَهُ لِيَقْتُلُوهُ [فَقَالَ لَهُمْ رسول الله. ص: اسْتَأْخِرُوا اسْتَأْخِرُوا.] فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِحَرْبَةٍ فِي يَدِهِ فَرَمَى بِهَا أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ فَكَسَرَتِ الْحَرْبَةُ ضِلْعًا مِنْ أَضْلاعِهِ. فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ ثَقِيلا فَاحْتَمَلُوهُ حَتَّى وَلَّوْا بِهِ وَطَفِقُوا يَقُولُونَ لَهُ: لا بَأْسَ بِكَ! فَقَالَ لَهُمْ أُبَيُّ: أَلَمْ يَقُلْ لِي: بَلْ أَنَا أَقْتُلُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ؟ فَانْطَلَقَ بِهِ أَصْحَابُهُ فَمَاتَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَدَفَنُوهُ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: وَفِيهِ أَنْزَلَ اللَّهُ. تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى الأنفال: 17 الآية.
أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ
في عمرة القضاء أخرج عليه الصلاة والسلام امامة بِنْت حمزة بْن عَبْد المطلب مِن مكّة وأم عمارة سلمى بِنْت عميس. وهي أُمُّ عَبْد اللَّه بْن شَدَّادِ بْن الْهَادِ. فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيّ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدُ بْن حَارِثَةَ أيهم تكون عنده فقضى بها رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لجعفر مِن أجل أن خالتها عنده أسماء بِنْت عميس.
معجم الصحابة لابن قانع (1/ 187)
أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ كِنَانِيَّةً وَكَانَ حَلِيفَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَحَدَّثَ أَبُو مَرْثَدٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّعَاءِ «أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ وَرِضْوَانِكَ الْأَكْبَرِ»
معرفة الصحابة لأبي نعيم (1/ 90)
350 – حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: ” أَصَبْتُ شَارِفًا يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَارِفًا، فَأَنَخْتُهُمَا بِبَابِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِمَا إِذْخِرًا أَسْتَعِينُ بِهِمَا عَلَى وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ وَمَعِيَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَفِي الْبَيْتِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَقَيْنَةٌ تُغَنِّيهِ وَهِيَ تَقُولُ: أَلَا يَا حَمْزَةُ ذَا الشَّرَفِ النِّوَاءِ فَخَرَجَ حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ إِلَيْهِمَا فَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا وَأَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا فَرَأَيْتُ مَنْظَرًا فَظِيعًا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُهُ فَخَرَجَ يَمْشِي وَمَعَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، حَتَّى [ص:91] وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ فَرَفَعَ حَمْزَةُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: أَلَسْتُمْ عَبِيدَ آبَائِي، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي الْقَهْقَرَى ” رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو مُوسَى، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَرَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَعَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، وَهَذَا مِنْ صِحَاحِ حَدِيثِ عَلِيٍّ وَعُيُونِهِ
كنيته أبو عمارة
معرفة الصحابة لأبي نعيم (2/ 679)
عَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمًا وَلَمْ يَجِدْهُ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ، وَكَانَتْ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، فَقَالَتْ: خَرَجَ بِأَبِي أَنْتَ آنِفًا عَامِدًا نَحْوَكَ، وَأَظُنُّهُ أَخْطَأَكَ فِي بَعْضِ أَزِقَّةِ بَنِي النَّجَّارِ، أَفَلَا تَدْخُلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَدَخَلَ فَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ حَيْسًا، فَأَكَلَ مِنْهُ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ هَنِيئًا لَكَ وَمَرِيئًا، لَقَدْ جِئْتَ وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ آتِيَكَ أُهَنِّئَكَ وَأُمَرِّيَكَ، أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَارَةَ أَنَّكَ أُعْطِيتَ نَهْرًا فِي الْجَنَّةِ يُدْعَى الْكَوْثَرَ، قَالَ: «أَجَلْ، وَعَرْصَتُهُ يَاقُوتٌ، وَمَرْجَانٌ وَزَبَرْجَدٌ وَلُؤْلُؤٌ» ، فَقَالَتْ: أَحْبَبْتُ أَنْ تَصِفَ لِي حَوْضَكَ بِصِفَةٍ أَسْمَعُهَا مِنْكَ، فَقَالَ: «هُوَ مَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَصَنْعَاءَ، فِيهِ أَبَارِيقُ مِثْلُ عَدَدِ النُّجُومِ، وَأَحَبُّ وَارِدِهَا عَلَيَّ قَوْمُكِ يَا بِنْتَ فَهْدٍ» يَعْنِي الْأَنْصَارَ “
آخى بينه وبين زيد بن حارثة
أسد الغابة ط العلمية (5/ 487)
يعلى بن حَمْزَة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ابن عم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن سيد الشهداء قَالَ الزبير: لَمْ يعقب أحد من بني حَمْزَة بن عبد المطلب إلا يعلى وحده، فإنه ولد لَهُ خمسة رجال لصلبه، وماتوا ولم يعقبوا، فلم يبق لحمزة عقب.
وسماه سيّد الشهداء، ويقال: إنه قتل بأحد- قبل أن يقتل- أكثر من ثلاثين نفسا.
الإصابة في تمييز الصحابة (2/ 106)
من حديث أبي هريرة أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وقف على حمزة حين استشهد وقد مثّل به، فجعل ينظر إليه منظرا ما كان أوجع قلبه منه، فقال: «رحمك اللَّه أي عمّ! كنت وصولا للرّحم، فعولا للخيرات.»
عن جابر قال:
استصرخنا على قتلانا بأحد يوم حفر معاوية العين، فوجدناهم رطابا يتثنّون. قال حماد:
وزاد محمد بن جرير بن حازم عن أيوب: فأصاب المرّ رجل حمزة، فطار منها الدم.
صبيان حمزة عمارة ويعلى وابنته أمامة تركهم صغارا.
الإصابة في تمييز الصحابة (6/ 546)
ولد لحمزة يعلى، وبه كان يكنّى، وعمارة ويكنى به أيضا، وعامر تزوّج، وأمه أم يعلى أوسية من الأنصار، وأم عمارة خولة بنت قيس، وسمى أولاد يعلى، وهم: عمارة، والفضل، والزّبير، وعقيل، ومحمد- درجوا.
الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 291)
من منع يتيمه النكاح فزنى فالإثم بينهما.