الشيخ الدكتور جهاد حمد*
لا تزال الابحاث العلمية الحديثة تميط اللثام عن أمور في حياتنا نكتشف من خلالها عظمة الخالق وضعف المخلوق ، وتؤكد على أهمية الدين الاسلامي في متابعة كل العلوم الحضارية بل والتكيف معها واستخدامها بما يعود بالنفع على الفقه الاسلامي ، وبالتالي على .DNA المسلمين في مشارق الارض ومغاربها، ومنها البصمة الوراثية
تعريف البصمة لغة :
البصمة مشتقة من البصم وهو:فوت ما بين الخنصر الى طرف البنصر يقال :ما فارقتك شبراً ولا بصماً ورجل ذو بصم أي غليظ البصم وبصم بصماً :اذا ختم بطرف اصبعه والبصمة أثر الختم بالاصبع، فالبصمة إذن هي الأثر الذي يتركه الختم بالإصبع بعد التبصيم .
تعريف البصمة اصطلاحاً.
البصمة الوراثية هي: “العلامة أو الأثر الذي ينتقل من الآباء الى الآبناء أو من الأصول الى الفروع وهي علمياً “عبارة عن عزل للحامض النووي عن مصادره الحيوية بواسطة أنزيمات خاصة تقسم هذا الحامض الى مواقع قيد حيث يكون له تسلسل معين ومن ثم يتم تصنيف اجزاء الحامض النووي التي تم الحصول عليها بهذه الطريقة بواسطة الهجرة الكهربائية… للوصول الى هوية مصدرها البيولوجي.
وخلاصة ذلك أن البصمة الوراثية هي :تعيين هوية الانسان عن طريق جزء أو أجزاء من حمض “الدنا” المتمركز في نواة اي خلية من خلايا جسمه ويظهر هذا التحليل في صورة شريط في سلسلتين كل سلسلة بها تدريج على شكل خطوط عرضية مسلسلة وفقا لتسلسل القواعد الامينية على حمض الدنا وهي خاصة لكل انسان تميزه عن الاخر … تمثل احدى السلسلتين الصفات الوراثية من الاب (صاحب الماء) وتمثل السلسلة الاخرى الصفات الوراثية من الام (صاحبة البويضة) .
الجينات الوراثية وامكانية التشابه.
وهذه الصفات الوراثية “تنتقل من الابوين الى الجنين تستمر معه طول حياته او حتى في خلاياه بعد موته وانه بواسطة قراءة شفرة الاب (الصفة الوراثية) وشفرة الولد يمكن الجزم بأن النسب بينهما موجود ، أو هو منتف بينهما، ولا يمكن أن تتطابق هذه الصفات الوراثية التي تدل على هوية الانسان بين انسان واخر “الا في حالة التوائم المتطابقة ففي اكثر الحالات تفاؤلا يتشابه شخصان من نفس الابوية بنسبة(1:8.4 مليون ) ونسبة (1:100 مليار) عندما لا يربطهما صلة نسب.
وكذلك الحال بين الاخوة فان فرصة التشابه في نفس النمط الوراثي (البصمة الوراثية) تصل الى واحد قي المليون ، وعليه فإن هذه الطريقة قد زادت من فاعليات الطب الشرعي والمختبرات الجنائية .
وأول من أطلق اصطلاح البصمة الوراثية هو البروفوسور أليك جفري في جامعة ليستر بانجلترا عام 1985 م ، عندما أجرى فحوصاُ روتينية لجينات الإنسان فاكتشف ذلك الحمض النووي الذي يطلق عليه DNA وهو المميز لكل شخص مثل بصمات الأصابع ، فأسماه بالبصمة الوراثية ، أو بصمة الحامض النووي.
البصمة الوراثية ومجال عملها في الفقه الاسلامي:
– البصمة الوراثية أقوى من القيافة بكثير وهي الوسيلة القديمة في التعرف على الأنساب .
– البصمة الوراثية تحتل مكان القرعة في فض النزاع في تنسيب اللقطاء وغيرهم.
– البصمة الوراثية تشكل عاملا مساعدا في اعتراف الزوجة المتهمة من قبل زوجها بالزنا أو تصديقه ، وبالتالي التخفيف من حالات اللعان .
– البصمة الوراثية تؤكد ارتباط المنفية باللعان بالملاعن ، فاذا ثبت أنها من مائه تحرم عليه.
-البصمة الوراثية تثبت أن خلايا البنت من الزنا متطابقة مع الزاني وبالتالي يحرم عليه الزواج منها، لانها من مائه وجزء منه.
– البصمة الوراثية كقرينة قاطعة تجزم بالقطع في قضايا الجريمة والاغتصاب وغيرها ، وهي بذلك تحل محل الأيمان التي كانت تحلف(القسامة) في حال عدم وجود أدلة للجريمة
– البصمة الوراثية تكشف عن نسب المفقود وتربطه بابنائه وتلغي الطرق القديمة في التأكد من هويته.
البصمة الوراثية هي العلامة المميزة في التعرف على الجثث المتفحمة والمشوهة والأشلاء والعظام .
-البصمة اوراثية تكشف عن هوية المغتصبين عن طريق البصمة الجينية المستمدة من مني المتهم أو أي أثر منه .
___________
* رئيس دائرة أوقاف حاصبيا ومرجعيون، لبنان.
*للتوسع : د الشيخ جهاد حمد :الأحكام الشرعية في ضوء المستجدات الطبية والبولوجية العصرية ص 15/132