أ.صلاح سلام
بنجاح وإعجاب كبيرين، وبهذا العدد الخامس والعشرين، أضافت “الإعجاز” عاماً جديداً إلى عمرها. فمن خلال تجاوب شريحة واسعة من القراء، ومن بينهم أهل الفكر وبعض أهل السياسة، عرفنا مدى استجابة الناس لهذا النوع من الإعلام الثقافي الراقي. وقد ظهرت “الإعجاز” بدايةً لتملأ فراغاً في الإعلام المقروء لا ينافسها فيه أحد ولا هي تنافس أحدا.
ثم إن لها ميزةً فريدةً تجمع بين العلم والإيمان، إعتدالٌ في العقيدة وسماحةٌ في الدعوة، بعيداً عن الشطح والشطط، مستندةً إلى علوم واكتشافات لا لبس فيها ولا تشكيك، متقيدةً بأصول البحث العلمي ومناهجه.
يعجبني فيها تجنبها لهاويتين سحيقتين: الانتماء السياسي، والانحياز الطائفي أو المذهبي فلا تتبع فرقة ولا تدافع عن خط. أسرة التحرير فيها واعية لواجبها الوطني ولأهمية السلم الأهلي، تساهم في إطفاء الحساسيات وتبريد النزاعات عبر الكلمة الهادئة والبحوث الهادفة. فالتزمت العلم والسلم وابتعدت عن الإثارة والتفرقة، ونجحت في التقريب إلى الله وإلى المجتمع والوطن معاً.
واكبتُها، منذ تأسيس المنتدى وانطلاقة المجلة، ويدي على قلبي أن يعجز القيّمون عليها يوماً، عن متابعة إصدارها لكونهم متطوعين لا يتقاضون أجوراً، ولأنهم كانوا حديثي العهد بطرق إدارة العمل الإعلامي وملاحقة شؤونه، وإذا بهم ينجحون ويتفوقون، فيثابرون على شحن أعداد المجلة بالكمّ والنوع من المواضيع المتميزة الدسم منها والثمين، ويحرصون على إصدارها في وقتها دونما انقطاع أو تأخير.
وعلى الرغم من الإمكانات المادية المتواضعة للمجلة، ومن شح مواردها، فقد يسّر الله لها بضع أصدقاء يسدّون الرمق ويعينون على الاستمرار، ولا يزال منتدى الإعجاز مصراً على توزيع المجلة بالمجان وفي كل المناطق.
لا أرى في هذه العصبة الطيّبة إلا خيرة شباب اجتمعوا على الصدق والعطاء ونكران الذات، ولعل سر نجاح “الإعجاز” واستمرارها وتزايد عدد قرائها ومتابعيها يكمن في إخلاصهم، ولهم أقول ما قاله الله تعالى في كتابه الكريم: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}. صدق الله العظيم.