أ. صلاح سلام

في مطلع العام الجديد ومع أوائل أيام الشهر الأوّل يشهد عدد من الصروح الثقافية في لبنان نشاطًا استثنائيًا حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

فيزور لبنان عدد من أقطاب الإعجاز من علماء العالم العربي ليحاضروا في مختلف مجالات الإعجاز العلمي للقرآن والسنة وذلك ضمن نشاطات الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بمكة المكرمة والتابعة لرابطة العالم الإسلامي.

وللنشاطات المذكورة دلالات ايجابية عديدة أهمها:

– أن الدين الذي ارتضاه الله لعباده سامٍ وفاعل وملائم لكل عصر وفي كل أرض.

– وأن مادة الإعجاز هي مادة دينية ودعوية وثقافية.

دينية لأنها تدل على روح لا موت فيها، ولئن خبت يومًا فلكي تعود إلى الظهور أقوى وأشد وأمتن.

ودعوية لأن الأوان قد حان لتعديل طرق الدعوة إلى الله، وتطويرها مقترنة بالعلم وليس بالأساطير وبالعقل وليس بالأقاويل، وبالإيمان وليس بالأباطيل.

ومادة ثقافية لأنها توسع المدارك وتدعو إلى تنمية المعارف، وتعميم الثقافات والمكتشفات والأبحاث العلمية.

ومن الدلالات أيضًا أنه إذا كان في الأمة مثل هؤلاء العلماء فإن الأمة بخير.

ومنها أن الدين الحق ليس الذي يُنشر بالسيف بل بالكلمة السواء بين الناس وبالكلمة الطيبة والعلم من الكلم الطيب.

ومنها أن الأخوة العرب لا يزالون يراهنون على أن لبنان هو بلد متميز ولا يزال فيه مكان للسلم وأفق للأمل.

ومنها أيضًا أن لبنان هو بلد صالح لحوار الثقافات وحوار الأديان وليس صالحًا لصراع المذاهب وحروب العقائد.

نتمنى للوفود القادمة من المملكة العربية السعودية ومصر وسواهما من البلدان العربية والاسلامية إقامة طيبة مثمرة. والشكر للهيئة العالمية ولدار الفتوى الراعي الأبوي لهذا النشاط الهام، ولدولة الرئيس سعد الحريري على ما قدم من تسهيلات لإنجاح هذا العمل.

ونتمنى لمنتدى الإعجاز في لبنان المزيد من التقدم والانتاج العلمي بإشراف الأخ الحيوي العميد محمد فرشوخ، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعًا الإخلاص في النية والتوفيق في العمل. إنه سميع مجيب.