رئيس التحرير
العدد الثاني عشر – شتاء 2010
استوقفني صديق لي وهو أستاذ جامعي مهتم بالأبحاث والدراسات الإجتماعية سائلاً: هل وجدتم تجاوبًا فيما تقومون به من نشاطات حول الإعجاز؟ وهل ترون أن الإعجاز مادة مثيرة للإهتمام (interesting) قالها بالإنكليزية. لم أدر ما إذا كان يسألني بقصد الاستفهام أم الإستفزاز ولم يدر بخلدي في ذلك الوقت أن أرد على السؤال بسؤال لأفهم حقيقة موقفه، بل بادرت بالفطرة إلى الإجابة عن سؤاله بكل موضوعية، فقلت:
– الإعجاز العلمي يا صديقي مادة علمية تنطلق من الأبحاث والتجارب ومما يكتشفه كبار علماء العالم دون النظر إلى أديانهم ومعتقداتهم.
– والإعجاز العلمي كما تعلم لا يسمى إعجازًا إلا إذا كان له ذكر واضح في القرآن الكريم أو في الحديث الشريف، وإلا لبقي في خانة العلم البحت.
– والإعجاز العلمي مادة تحفِّز العقل وتدعوه إلى البحث والتحقق والتأمل والاعتبار.
– والإعجاز العلمي يضطرك إلى تتبع الآيات الكريمة والسنن الشريفة فتزداد عن قصد أو عن غير قصد علمًا ومعرفة وتعمقًا في أمور الإيمان كما في الأمور الشرعية.
– والإعجاز العلمي يا صديقي العزيز يفتح لنا بابًا للحوار والنقاش مع أهل الفهم والعقل والمعرفة من بني جنسنا، فلا نمضي السهرات في الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا فيما يعكر الأمزجة ويباغض بين الساهرين.
أما فيما يتعلق بتجاوب الناس مع فكرة الإعجاز العلمي، أردفت للصديق قائلاً:
فإنني أبشرك بأن هذه المادة جذابة والممتع فيها أنها تجذب إلينا محبي العلم والثقافة والمعرفة من مختلف المشارب وتجعل بيننا وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابًا مستورًا. ألا يكفينا أننا وأهل العلم نزداد إيمانًا مع إيماننا؟
بدت على صديقي علامات الارتياح وعرفت أنه كان مخلصًا في سؤاله إذ راح يردد شيئًا من القرآن الكريم قائلاً: ليزدادوا ايمنًا مع ايمانهم.