(سورة ص، الآية 88)

رئيس التحرير

العدد الثالث عشر – ربيع 2010

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

الحمد لله الذي لم يكتفِ بأن أنزل القرآن على قلب عبده الظمآن.

الحمد لله الذي لا يزال يرينا آياته فنعرفها ويعزز بها إيماننا ويرسخ يقيننا.

الحمد لله الذي خلقنا ولم يهملنا ولايزال ينير لنا السبيل ويعيننا على اجتياز الحياة الدنيا بسلام.

خصصنا في هذا العدد فسحةً لأولي الألباب يقرأون ويفكرون ويتفكرون ويستلهمون.

إعجاز بعد إعجاز، نقض للموروثات التاريخية البالية وتوضيح لحقائق ما كان يعلمها أحد من العالمين من قبل، قال تعالى: { تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ

مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ } (سورة هود، الآية 49).

وإذا بها تظهر للعالمين بعد آلاف السنين مشفوعة باكتشافات العلماء المتخصصين ومؤيدة بتجارب وأبحاث لا يرقى إليها الشك ولا سبيل إلى نقضها أو تكذيبها.

وما الفائدة من كل ذلك؟ يجيب المولى تعالى يقول: { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88) } (سورة ص). هذا هو قصدنا من هذا العدد نضعه بين أيدي القراء الكرام.

حجة بعد حجة وتأكيد بعد تأكيد أن هذا القرآن كلام رب العالمين يهدي للتي هي أقوم ثم يسأل: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ…؟} (سورة الحديد، الآية 16).

ويجيب: {…فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (سورة البقرة، الآية 186) صدق الله العظيم. وليس بعد كلام الله تعالى كلام.