إعداد عادل الصعدي*
مراجعة عبد الحميد أحمد مرشد
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ,
أما بعد: فإن من مقاصد هذا الدين الحنيف الحفاظ على الكليات الخمس، وهي حفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال, وجاء لكل واحد منها تشريعات وأحكام خاصة به. فنلاحظ أن الإسلام حافظ على النفس من خلال عدة أمور, منها الحفاظ على الصحة وحماية الإنسان من كل ما يسبب له الضرر والفساد في جسمه. ولهذا جاءت النصوص القرآنية الكريمة, والأحاديث النبوية الشريفة مبينة ما يحل وما يحرم من الأطعمة والأشربة, ووضعت لذلك قاعدة عظيمة, وهي إباحة كل الطيبات وتحريم كل الخبائث, وصارت هذه القاعدة عامة في كل ما يؤكل أو يشرب, يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِث﴾[الأعراف :157].
وقال تعالى آمراً جميع البشر بأكل الطيبات على سبيل الإباحة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾[البقرة :168].
وبهذه الآيات المعجزات وضع الله سبحانه للبشرية جمعاء قانوناً ثابتاً وميزاناً دقيقاً يمكنهم من خلاله قياس كل المستجدات بعد زمن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام وإلى قيام الساعة؛ ليعرفوا طيبها من خبيثها, ونافعها من ضارها, فيُقبلوا على الطيبات ويبتعدوا عن الخبائث المحرمات، فأكّد بكل وضوحٍ وجلاء أنّ شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان.
وسنتناول في هذا البحث بعضاً من الأسباب العديدة التي من أجلها حرم الله تعالى أكل لحم الخنزير، مؤكدين في هذا الصدد أنّ الدراسات المنشورة-على كثرتها-لا تظهر إلاّ نزراً يسيراً من مضار أكل لحم الخنزير، والتعايش مع هذا الحيوان الموغل في القذارة, ونحن على يقين تام بأنّ السنوات القادمة ستكشف للناس مزيداً من جوانب الإعجاز التشريعي في تحريم لحم الخنـزير.
لكن مهما بلغ التقدم العلمي, فسيبقى علم البشر قاصراً, وإدراكهم محدوداً, والله هو العليم الحكيم.
تحريم لحم الخنزير في القرآن الكريم:
جاء تحريم لحم الخنزير في أربع مواضع في القرآن العظيم :
1- قال تعالى: ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.[البقرة:173].
2- قال تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾[المائدة:3].
3- قال تعالى: ﴿قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيم﴾[الأنعام :145].
4- قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم﴾[النحل:115].
ومما سبق نلاحظ أن لحم الخنزير ينفرد من بين جميع اللحوم المذكورة في آيات التحريم بأنه حرام لذاته، أي لعلة مستقرة فيه، أو وصف لاصق به، أما اللحوم الأخرى فهي محرمة لعلة عارضة عليها، فالشاة مثلاً إذا ذكيت فلحمها حلال طيب ولا تحرم إلا إذا كانت ميتة أو ذبحت لغير الله . ونحن نؤكد أن المؤمن ملتزم حين يأتيه الأمر أو النهي من الله, ويمكن أن نجتهد في تفهم علة الأمر والنهي، لكن تحريم لحم الخنزير بالذات تحريم معلل ﴿فإنه رجس﴾ فاجتهادنا محصور إذن في محاولة فهمنا لخبث ذلك المحرم ورجاسته حتى نزداد شكراً لله على نعمائه[i](1).
تحريم لحم الخنزير في الأحاديث الشريفة:
جاءت الأحاديث دالةً على تحريم بيع لحم الخنزير, ومن تلك الأحاديث ما جاء في صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة: «إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام» فقيل: يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة فإنه يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس ؟ فقال: «لا هو حرام», ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: «قاتل الله اليهود إن الله عز وجل لما حرم عليهم شحومها أجملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه»[ii](2). وهذا الحديث فيه التصريح بتحريم بيع الخنزير أو الاستفادة من أي جزء منه , حتى لو كان ذلك بتحويله إلى شيء آخر .
ومما جاء في بيان شناعة هذا الحيوان ما رواه سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: «من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه»[iii](3), والحديث يشبه اللعب بالنردشير[iv](4) بغمس اليد في لحم الخنزير ودمه, ووجه الشبه هو القبح في كلا الأمرين, والمعروف عند أهل البلاغة أن وجه الشبه يكون أقوى في المشبه به, أي أن ملامسة اليد للحم الخنزير ودمه أشد قبحاً, وسنشير إلى الخطورة الكامنة في التعامل مع لحم الخنزير وباقي منتجاته في هذا البحث.
أقوال العلماء في لحم الخنزير :
أجمع العلماء على تحريم لحم الخنزير, ولم يجعلوا التحريم مقصوراً على اللحم بل أفتوا بتحريم كل أجزائه, فالآيات القرآنية نصت على تحريم لحمه على جهة القطع, أما بقية أجزائه فلأنهم اعتبروا الخنزير من النجاسات والخبائث, وقد نص الله تعالى في كتابه الكريم على تحريم الخبائث, والخنزير من جملة الخبائث, وممن نقل الإجماع على تحريم كل أجزائه الإمام النووي فيقول:”وقد أجمع المسلمون على تحريم شحمه ودمه وسائر أجزائه”[v](5).
وكذلك ابن رشد حيث يقول: “فأما الخنزير فاتفقوا على تحريم شحمه ولحمه وجلده”[vi](6).
ولكن ماذا نعرف عن الخنزير؟
الخنزير حيوان لاحم عشبي تجتمع فيه الصفات السبعية والبهيمية، فهو آكل لكل شيء، وهو نهم كانس كنس الحقل والزريبة فيأكل القمامات والفضلات والنجاسات بشراهة ونهم، وهو مفترس يأكل الجرذ والفئران وغيرها كما يأكل الجيف حتى جيف أقرانه[vii](7), والخنزير من الحيوانات السريعة النمو إذ تضع الخنزيرة ما بين عشرة إلى عشرين خنوصاً, وينمو الخنزير من أقل من كيلوجرامين عند الولادة إلى أكثر من مائة كيلوجرام خلال مائتي يوم . وسبب هذا النمو السريع زيادة كبيرة في هرمونات النموGrowth Hormone, والهرمونات المنمية للغدد التناسلية Gonadotrophin, وهذا الأمر له علاقة بارتباط لحم الخنزير وشحمه بأنواع السرطان التي تزداد لدى آكلي لحم الخنزير وشحمه, ويوجد الدهن متداخلاً مع خلايا لحم الخنزير بكميات كبيرة خلافاً لبقية أنواع اللحوم مثل البقر والغنم والماعز والدجاج والتي يوجد فيها الدهن بشكل نسيج دهني شبه مستقل[viii](8).
الأمراض التي ينقلها الخنزير للإنسان:
يبلغ عدد الأمراض التي تصيب الخنزير (450) مرضاً, منها (57) مرضاً طفيلياً, تنتقل منه إلى الإنسان, بعضها خطير بل وقاتل, ويختص الخنزير بمفرده بنقل(27) مرضاً وبائياً إلى الإنسان, وتشاركه بعض الحيوانات الأخرى في نقل بقية الأمراض, لكنه يبقى المخزن والمصدر الرئيسي لهذه الأمراض, هذا عدا الأمراض الكثيرة التي يسببها أكل لحمه كتليّف الكبد, وتصلب الشرايين, وضعف الذاكرة, والعقم, والتهاب المفاصل, والسرطانات المختلفة, وغيرها كثير[ix](9).ونحن على يقين بأن عدد الأمراض سيزداد مع مرور الأيام, وأن السنوات القادمة ستكشف أمراضاً جديدة تنتقل من الخنزير إلى الإنسان[x](10).
وهذه الأوبئة يمكن أن تنتقل من الخنزير إلى الإنسان بطرق مختلفة:
الأول: عن طريق مخالطته أثناء تربيته أو التعامل مع منتجاته (وتعتبر أمراضاً مهنية), وهي لا تقل عن 32 وباءاً تصيب في الأغلب عمال الزرائب والمجازر والبيطريين, ومنها: أنواع من الفطور العميقة, والزحار, والديدان, والزحار الزقي, والحمى اليابانية الدماغية, والتهاب الفم البثري الساري.
الثاني: عن طريق تلوث الطعام والشراب بفضلاته, وهي لا تقل عن 28 مرضاً منها: الزحار, والأسكاريس, والانسمام الوشيقي, والديدان القنفذية والكبدية والمفلطحة وشوكية الرأس, والدودة المسلحة الخنزيرية والشعيرات الحلزونية وغيرها.
الثالث: عن طريق تناول لحمه ومنتجاته, وهي أكثر من 16 مرضاً منها داء المبيضات ـ داء الحويصلات الخنزيرية، الحمى المالطية ـ والدودة الكبدية, وداء وايل, والدودة الشعرية الحلزونية والشريطية والسل وغيرها[xi](11).
ومما سبق يتضح لنا أن الخطورة ليست قاصرة على تناول لحم الخنزير فقط, بل هي تشمل كل أنواع التعامل مع هذا الكائن الخبيث, وقد سبقت الإشارة في الحديث النبوي السابق إلى حظر التعامل مع لحم الخنزير أو دمه , وهذا يؤكد ما ذهب إليه العالم (كرول) من أن الحظر المفروض على المسلمين بعدم ملامسة الخنازير ليس بحاجة إلى تبرير[xii](12).
ومن هذه الأمراض التي تنتقل من الخنزير إلى الإنسان:
أولاً: البريونات (Prions):
1- (مرض جنون البقر): يسبب هذا المرض الفتاك أجسام بروتينية صغيرة تسمى البريونات, وهذه الأجسام لها قدرة على إحداث أمراض خطيرة للحيوانات وللبشر أيضاً, ومصدر الخطورة يكمن في قدرة البريونات على تغيير شكل البروتينات الطبيعية الموجودة في خلايا مناطق حساسة- كالدماغ مثلاً- وتحويلها إلى بريونات, مسببة تلف الدماغ, فالجنون ثم الموت.
ولقد أكدت التقارير العلمية أنّ الخنازير تصاب بهذا المرض، مما يجعل آكلي لحم الخنـزير عرضة للإصابة بهذا المرض [xiii](13).
ثانياً: الفيروسات (Viruses):
يصيب الخنـزير مجموعة كبيرة من الفيروسات، منها ما تنقله الخنازير إلى الإنسان، فيسبب له أمراضاً فيروسية خطيرة، مثل:
2- فيروس الأنفلونـزا: لقد تمّ عزل فيروس الأنفلونزا من عينات أخذت من الإنسان والخيل والخنازير والطيور الداجنة والبرية، وحتى من بعض الثدييات البحرية.
وكان أخطر وباء أصاب العالم من هذه الأنفلونزا: الوباء الذي حدث عام 1918م، وأطلق عليه آنذاك اسم “الأنفلونزا الأسبانية”. فقد تفشى هذا الوباء في شتى أنحاء المعمورة, مخلِّفاً وراءه ملايين الجثث، وناشراً الذعر والهلع في كل مكان.
ويؤكد بعض الباحثين، بأنّ الفيروس المسبب لهذا الوباء المهلك تحوّر عن فيروس أنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة [xiv](14).
3 – فيروس نيبا (Nipah virus): لم يعرف العالم هذا الفيروس المميت قبل أكتوبر/ تشرين أول من عام 1998م, فقد عالج الأطباء في ماليزيا 300 إصابة بما يشبه أعراض الأنفلونزا، سرعان ما توفي 117 مريضاً منهم بفيروس “نيبا” الغامض، وأصيب العشرات منهم بتلف دماغي. ويعتقد الأطباء الماليزيون أنّ الفيروس الخطير ربما انتقل من خفاش الفواكه إلى الخنازير، ومنها إلى الإنسان, حيث أظهرت المتابعات الطبية أنّ جميع المصابين بالمرض كانت تربطهم علاقة قوية بالخنازير, مما حدا بالدوائر الصحية في ماليزيا إلى قتل مليون خنزير[xv](15).
4-فيروس الحمى القلاعية:
فيما يبدو ليس من سبيل إلى وضع حد لوباء الحمى القلاعيّة التي أهلكت الثروة الحيوانية البريطانية في بداية عام 2001م, فبعد أيام قليلة على تشخيص الأطباء البيطريين 27 إصابة بين خنازير أحد المسالخ الريفيّة، فرضت الحكومة حظراً على كافة عمليات نقل الحيوانات, لكن هذا الإجراء لم يحل دون انتشار المرض خارج بريطانيا، فسرعان ما انتشر الوباء في القارة الأوروبية, ولم يجد البريطانيون مناصاً من القيام بحملة واسعة النطاق للقضاء على الخنازير المصابة، ذهب ضحيتها 3.75 مليون من حيوانات المزرعة.
يذكر أنّ مرض الحمى القلاعية انتشر عام 1997م في جزيرة تايوان برمتها، في أقلّ من شهرين وطالت آثاره المدمرة 6000 مزرعة، وأسفر عن ذبح 3.8 مليون خنزير, ومن المعروف علمياً أنّ المرض ينتقل من الخنازير إلى الإنسان[xvi](16).
5-فيروس التهاب الدماغ الياباني (Japanese encephalitis):
ينتشر هذا الفيروس بين مربيي الخنازير في مناطق شرق آسيا، وهو يصيب الطيور، وينتقل منها بواسطة البعوض إلى الخنازير، التي بدورها تنقله إلى الإنسان. ويسبب هذا الفيروس التهاب الدماغ في الإنسان، الذي يكون مميتاً في بعض الأحيان[xvii](17).
6-فيروس الخنـزير التقرحي (Swine Vesicular Virus):
سُجِّل أول ظهور لهذا الفيروس عام 1966م في إيطاليا، ليظهر بشكل وبائي في بريطانيا عام 1972م، حيث أصاب خلال السنوات العشر التالية أكثر من 322 ألف خنزير في بريطانيا وحدها. ينتقل هذا الفيروس من الخنازير إلى البشر عن طريق المخالطة، حيث يسبب حمى وآلاماً في المفاصل والعضلات, يذكر أنّ الخنـزير هو العائل الطبيعي الوحيد لهذا الفيروس[xviii](18).
7-فيروس التهاب الدماغ والقلب (Encephalomyocarditis): تعتبر الجرذان مستودع هذا الفيروس الخطير، كما تعتبر الخنازير أكثر حيوانات الحظيرة إصابة بالمرض, وعادة ما تنتقل العدوى من الجرذان إلى الخنازير.
يسبب هذا الفيروس التهاب الدماغ والقلب، مما قد يودي بحياة المرضى[xix](19).
ثالثاً: البكتيريا (Bacteria):
يصيب الخنـزير مجموعة كبيرة من البكتيريا، حيث تنتقل منه إلى الإنسان، مسببة له أمراضاً خطيرة، بل وقاتلة.
وسنستعرض باختصار أهم الأنواع الممرضة وعلاقة الخنزير بنقلها إلى الإنسان:
8-بكتيريا الحمى المالطية (Brucellosis): تسبب مرض الحمى المالطية ثلاثة أنواع من البكتيريا، وهي تصيب الماشية والخنازير، حيث تنتقل منها إلى الإنسان.
لكنّ أخطر الثلاثة هو النوع الذي يصيب الخنازير (Brucella suis)، إذ إنّه يسبب للمصابين به من بني البشر التهاب السحايا، والتهاب عضلة القلب، والتهاب المفاصل، وتورم الطحال، وغير ذلك من الأمراض الخطيرة[xx](20).
9- بكتيريا السالمونيلا (Salmonellosis):
تسبب هذه البكتيريا للإنسان عدة أمراض، مثل: التيفوئيد وبارا التيفوئيد والتسمم الغذائي[xxi](21).
10- بكتيريا لستيريا (Listeria monocytogenes):
تسبب هذه البكتيريا مرض الالتهاب السحائي الدماغي, وموت الأجنة، وتسمم الدم, وقد تبين أن هذه الجراثيم شديدة الفتك بالإنسان, إذ تسبب له التهاب السحايا، كما تفرز سموماً في دم المصاب، كما تبلغ نسبة الوفاة بالمرض 40% من الحالات الشديدة. والذين أصيبوا بهذا المرض ونجوا من الموت بعد علاج شاق، عانوا الصمم الدائم وفقدان التوازن[xxii](22).
11- بكتيريا الحمرة الخبيثة (Bacillus anthracis):
تنتقل بكتيريا الحمرة الخنزيرية الخبيثة من الخنزير إلى اللحامين والدباغين, وتكون بشكل لوحة محمرة مؤلمة جداً، وحارقة على الأيدي مع ارتفاع الحرارة والقشعريرة، والتهاب العقد والأوعية اللمفاوية[xxiii](23).
12- بكتيريا يرسينيا (Yersinia enterocolitis ):
يصيب الإنسان نوعان من بكتيريا يرسينيا هما: (Yersinia enterocolitis ) التي تسبب في الأطفال الإسهالات المصحوبة بالدم والمخاط.
أما النوع الثاني فهو ( Yersinia poeudotuberculosis) الذي يسبب أحياناً تسمم الدم والتهاب المفاصل، كما يسبب أيضاً ألماً معوياً يشبه إلى حد كبير التهاب الزائدة الدودية، الأمر الذي قد يلتبس على الأطباء فيخطئون التشخيص.
ويعتبر الخنـزير أكثر الحيوانات نقلاً لنوعي يرسينيا للإنسان، حيث يصاب المتعاملون بلحوم الخنازير وآكلوها بنوعي بكتيريا يرسينيا[xxiv](24).
رابعاً: الأوليات/ وحيدة الخلية (Protozoa):
ينقل الخنـزير للإنسان مجموعة من الكائنات الأولية، بعضها يحدث اضطرابات خفيفة له، والبعض الآخر يسبب أمراضاً خطيرة ومميتة.
ومن أبرز الأمراض التي تسببها هذه الأوليات، ودور الخنزير في نقلها إلى الإنسان:
13-الزحار البلنتيدي/ الزقي (Balantidial Dysentery):
الطفيلي المسبب لهذا المرض هو نوع من الأوليات الهدبية (لها أهداب)، يعرف بـ (Balantidium coli), وهو أكبر الأوليات التي تصيب الإنسان، وهو النوع الوحيد من الأوليات الهدبية التي تصيب الإنسان، كما أنّه من طفيليات الأمعاء الغليظة (القولون) في الخنازير والقردة وبخاصة الشمبانزي, ولأنّ فرص اتصال الإنسان بالقردة ضئيلة، فتبقى الخنازير من الناحية العملية المصدر الوحيد لعدوى الإنسان. ويوجد هذا الميكروب في براز الخنزير وينتقل إلى طعام الإنسان بطرق عديدة، ليستقر في الأمعاء الغليظة، فيحدث إسهالاً مصحوباً بالمخاط والدم، قد يؤدي للوفاة. وعادة لا ينتشر الزحار البلنتيدي إلا بين مريي الخنازير أو المتعاملين معها (ذبحها ونقلها وتجارتها)، فتتلوث أيديهم بحوصلات الطفيلي المعدية[xxv](25).
14-داء النوم الإفريقي (African Sleeping Sickness):
الطفيلي المسبب لهذا الداء الفتاك هو (Trypanosoma gambiense), تنقل هذا الطفيلي ذبابة التسي-تسي بطريق الحقن، وذلك عندما تلدغ الإنسان.
يسبب الطفيلي اضطراباً دماغياً، لا يلبث أن يتطور إلى مرض النوم, وفي حال إهمال معالجة المريض فإنّه يدخل في غيبوبة ويموت, وللخنزير دور كبير في نقل هذا المرض[xxvi](26).
15- مرض شاغاس (Chagas’ Sickness):
هذا المرض أشد خطورة من النوع الأفريقي، والطفيلي المسبب له (Trypanosoma cruzi) أشد فتكاً. ينتشر هذا المرض في أمريكا الجنوبية والوسطى، وأعراضه مشابهة لأعراض داء النوم الإفريقي، لكنه أكثر شراسة منه[xxvii](27).
خامساً: الديدان المفلطحة (Trematoda):
ينقل الخنـزير للإنسان عدداً من الديدان المفلطحة، غالبيتها يسبب له اضطرابات خطيرة.
وأهم الديدان التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان هي:
16- البلهارسيا اليابانية (Schistosoma japonicum):
تصيب البلهارسيا أكثر من 200 مليون نسمة, ويموت بسببها قرابة المليون شخص سنوياً.
تعيش هذه الدودة في الأوعية الدموية المعوية، حيث تضع بيوضاً تخترق هذه الأوعية الدموية، لتخرج إلى البيئة الخارجية, وتعيش هذه الديدان في جسم الإنسان مدة تصل إلى 30 سنة، وتحدث دماراً شديداً يؤدي أحياناً إلى الموت. ويصاب الخنزير بديدان البلهارسيا اليابانية والتي تنزل بويضاتها مع برازه، ومنه تنتقل للإنسان في كثير من بلدان العالم[xxviii](28).
17- الدودة المتوارقة البسكية (Fasciolopsis buski):
وهي من الديدان المعوية-الكبدية، والخنزير هو العائل الرئيس لنشر العدوى, وتعيش الديدان البالغة في الأمعاء محدثة التهابات موضعية ونزيفاً وتقرحات في جذر المعي الدقيق، وتتسبب في حدوث إسهال مزمن وفقر دم وقد تحدث استسقاء البطن مؤدية إلى الوفاة[xxix](29).
18- الدودة الكبدية الصينية (Chlonorchis sinensis):
تنتشر الدودة الكبدية الصينية في بلدان الشرق الأقصى كاليابان والصين، والخنزير العائل الرئيسي لها, تعيش هذه الديدان في القنوات الصفراوية الكبدية، حيث تتكاثر بأعداد كبيرة, وإذا ما كثرت أعدادها عند المصاب، أحدثت تضخماً في الكبد وإسهالاً مزمناً ويرقاناً شديداً ينتهي بالوفاة[xxx](30).
سادساً: الديدان الشريطية (Cestoda):
ينقل الخنـزير للإنسان أنواعاً متعددة من الديدان الشريطية، بعضها بالغ الخطورة على حياته، والبعض الآخر يسبب له اضطرابات تتراوح ما بين الخفيفة والشديدة.
وأهم الديدان الشريطية التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان هي:
19- الدودة الشريطية المسلحة/تينيا سوليوم (Taenia solium):
والمشهورة أيضاً بالدودة الوحيدة. يعيش طورها البالغ في أمعاء الإنسان، ويبلغ طولها من 2-3 أمتار، لها رأس أصغر من الدبوس مزود بأربع ممصات ويطوق قمته طوق من الأشواك، يلي الرأس عنق قصير ينمو منه باستمرار قطع أو أسلات صغيرة تنمو كلما بعدت عن الرأس مكونة شريطاً يحتوي أكثر من 1000 قطعة , وتنفصل الأسلات الناضجة الممتلئة بآلاف البيوض، لتخرج مع براز المصاب، حيث تعيش في التربة الرطبة زمناً طويلاً إلى أن يأتي خنزير فيلتهمها وما فيها من بيوض. وتعمل عصارات أمعاء الخنـزير الهاضمة على حل هذه البيوض لتنطلق منها الأجنة، فتخترق جدار الأمعاء، لتسبح مع الدورة الدموية إلى كل أنحاء الجسم. وتستقر الأجنة في عضلات الخنزير مكونة حويصلات بطول 6-18 ملم، في كل منها يرقانة لها رأس صالح لكي يكون دودة جديدة. فإذا ما تناول الإنسان من اللحم المصاب دون أن ينضجه تماماً لقتل ما فيه من اليرقات، فإنها تنطلق من الحويصلات في أمعائه لتخترق جدارها، وتدخل إلى دورته الدموية، لتستقر بعد ذلك في العضلات أو الرئتين أو الكبد أو القلب أو العيون أو الدماغ.
إنّ نمو هذه الحويصلات في المخ يؤدي إلى الإصابة بحالات من الصرع، وإلى شلل عضوي جزئي، مع دوار واضطرابات عصبية حسية. كما ينطلق منها إلى الدم ذيفانات سامة، قد تؤدي إلى الموت, ولا يعرف لهذا المرض علاج ناجع حتى يومنا هذا, ويعتبر الخنزير المصدر الوحيد لعدوى البشر [xxxi](31).
20- الدودة الشريطية العوساء العريضة (D. latum):
يصاب الإنسان بالطور البالغ لهذه الدودة، التي تعتبر واحدة من الديدان المعوية, ويبلغ طول الدودة البالغة 10 أمتار، وتستطيع أن تضع عددا هائلاًمن البيوض، يصل إلى مليون بويضة كل يوم[xxxii](32).
21-الدودة شوكية الرأس (Macracanthorynchus hirudinaceus):
هذا النوع من الديدان شائع في الخنزير، ولكنه أيضا يصيب الإنسان، فقد اكتشف بين فلاحي وادي الفولجا في جنوبي روسيا[xxxiii](33).
سابعاً: الديدان الخيطية أو الاسطوانية (Nematoda):
الديدان الخيطية أو الاسطوانية التي ينقلها الخنـزير للإنسان متعددة الأنواع، ومتفاوتة الخطورة، لكنها جميعاً لا تخلو من إشكالات صحية تسببها للعائل. أما أهم هذه الديدان التي يرتبط نقلها إلى الإنسان بأكل لحوم الخنازير أو التعايش معها فهي على النحو التالي:
22 – الدودة الشعرية الحلزونية/ ترايكنيلاّ (Trichinella spiralis):
تعيش الديدان البالغة في أمعاء الإنسان والخنزير، وهي ديدان قصيرة يتراوح طولها بين 2-4 ملم. تتغلغل الإناث المثقلة بالبيوض بين الزغابات المعوية لتضع اليرقات هناك ، فهي لا تضع بيضاً. تخترق اليرقانات جدر الأمعاء إلى الدم وتطوف معه لتستقر في عضلات العائل, حيث تنمو إلى 1 ملم، ثم تلتف على نفسها وتتحوصل. تظل اليرقات المكيسة داخل العضلات حية لمدة تصل إلى 25 سنة في الإنسان، و 11 سنة في الخنزير. وعندما يأكل إنسان لحم الخنزير المصاب، فإنّ الحويصلات تنحل في أمعائه، لتنطلق منها أجنة سرعان ما تتطور في أمعائه إلى الديدان البالغة.
والدودة الشعرية البالغة ليست مصدر الخطر الحقيقي على صحة الإنسان، بل اليرقات هي الخطر الداهم. فبعد التزاوج تموت الذكور، وتبقى الإناث الملقحة في جدران الأمعاء لتضع يرقاناتها بعد أسبوع واحد. ولا تلبث هذه اليرقانات وقتاً طويلاً قبل أن تخترق جدر الأمعاء، لتسير مع الدم إلى جميع أجزاء بدن الإنسان، حيث تستقر في عضلات الحجاب الحاجز والحنجرة واللسان والعين والقلب، محدثة الجنون أو الشلل أو العمى أو الاختناق أو الذبحة القلبية[xxxiv](34) .
22- ثعبان البطن الخنزيري (Ascaris suum):
تعيش الديدان البالغة في أمعاء الخنزير، حيث تضع بيوضها، التي تخرج مع البراز إلى البيئة الخارجية. وإذا ما دخلت هذه البيوض جسم شخص ما (بطريق مخالطة الخنازير)، فإنها تفقس وتخرج منها يرقات تخترق جدار الأمعاء، ثمّ تسير محمولة مع الدم حتى تصل الرئتين، فتثقب الأوعية الدموية وتموت داخل الرئتين، مسببة الالتهاب الرئوي الإسكاريسي الذي يعتبر من الأمراض القاتلة[xxxv](35).
ثامناً/ أمراض جسمانية غير طفيلية :
يحتوي لحم الخنزير على أنواع عديدة من المركبات الكيميائية الضارة، التي لا تتناسب ولا تنسجم مع مركبات جسم الإنسان، وبالتالي فهي تسبب له أمراضاً وعللاً متنوعة، تزداد وطأتها كلما تزايد استهلاك الشخص للحوم ومنتجات الخنـزير.
وسنعرض إلى بعض هذه الأمراض:
1- السرطانات :
يحتوي جسم الخنـزير على كميات كبيرة من هرمون النمو (Growth Hormone) والهرمونات المنمية للغدد التناسلية (Gonadotrophins) , لذا تزداد الإصابة بالسرطان لدى آكلي لحم الخنزير. فقد بينت الدراسات وجود علاقة قوية بين استهلاك لحم الخنزير وسرطان الأمعاء الغليظة والمستقيم، وسرطان البروستاتا، وسرطان الثدي، وسرطان البنكرياس، وسرطان عنق الرحم وبطانة الرحم، وسرطان المرارة، وسرطان الكبد[xxxvi](36).
2 – السمنة وأمراض الشرايين والقلب:
يوجد الدهن متداخلاً مع خلايا لحم الخنزير بكميات كبيرة، خلافاً للحوم البقر والغنم والدجاج، والتي يكون فيها الدهن على شكل نسيج دهني شبه مفصول عن النسيج العضلي. وبالإضافة إلى ذلك فإن دهون الخنزير ترتبط بالمواد المخاطية النشوية، مما يجعل إزالتها من الجسم أمراً عسيرًا, ذلك لأن الدهون الغليسيريدية الثلاثية للحيوانات آكلة العشب، تحتوي على حمض دهني غير مشبع على ذرة الجلسرول الثانية، وإنزيمات الإنسان الدهنية قادرة على هضمها بسهولة. أما الدهون الغليسيريدية الثلاثية في الخنزير وفي آكلة اللحوم، فتحتوي على حمض دهني مشبع على ذرة الجلسرول الثانية، فلا تقدر إنزيمات الإنسان الدهنية على هضمها، ويسبب دهن الخنزير مجموعة من الأمراض نحو تصلب الشرايين، الذبحة الصدرية، جلطات القلب، ضغط الدم، سكري البول، وحصوات المرارة، وما يتبع ذلك من تعقيدات مرضية خطيرة, وبذلك تترسب في جسم آكليها من البشر، محدثة أضراراً بليغة[xxxvii](37).
3- التهاب المفاصل:
يحتوي لحم الخنزير على كميات كبيرة من حامض البوليك، ذلك لأنّ جسمه لا يتخلص إلا من قدر يسير من حامض البوليك، لا يتعدى 3%، بينما يتخلـص الإنسان من 90% من نفس الحامض, ونظرا لهذه النسبة العالية من حامض البوليك؛ فإن آكلي لحم الخنزير يشكون عادة من آلام روماتيزمية، والتهابات المفاصل، ومشاكل في الكلى[xxxviii](38).
4-الأمراض التحسسية :
يحتوي لحم الخنزير على كميات عالية من مركبات الهستامين والإميدازول (histamine and imidazole)، تحدث عند آكليها أمراضاً تحسسية جلدية، مثل الأكزيما والشرى والتهاب الجلد العصبي والحكة وغيرها. وإذا امتنع آكلوا لحم الخنزير عن أكله بشكل مطلق، فإن هذه الأمراض التحسسية تتلاشى.
5-أمراض أوتار العضلات والغضاريف:
يحتوي لحم الخنزير على مواد مخاطية نشوية فيها مادة الكبريت، التي تترسب في أوتار العضلات والنسيج الغضروفي، مسببة رخاوة تلك الأنسجة ومحدثة تغيرات باثولجية في المفاصل والعمود الفقري[xxxix](39).
خاتمة :
وبعد هذا كله فإننا نقف أمام معجزة من معجزات التشريع الإسلامي. فتبارك الذي أحل لنا الطيبات, وحرم علينا الخبائث, وها هو العلم الحديث يكشف لنا كل هذه الأمراض التي يسببها وينقلها الخنزير إلى الإنسان, وكل هذا يثبت التطابق بين ديننا وبين الحقائق العلمية الحديثة, وأن هذا الدين نزل بعلم الله تعالى .
_____________________
[i](1) – الدكتور عبد الحافظ حلمي محمد عن مقالة ” العلوم البيولوجية في خدمة تفسير القرآن” مجلة عالم الفكر ـ المجلد 12,العدد ( 4), الكويت يناير 1982.
(2) -صحيح مسلم (3/1207), رقم: (1581)
[iii](3) – صحيح مسلم (4/1770), رقم: (2260) .
[iv](4)- النردشير هو: الزهر, وهي كلمة فارسية.
[v](5) – شرح صحيح مسلم للإمام النووي (13/96)
[vi](6) – بداية المجتهد (1/653) .
[vii](7) – الخنزير بين ميزان الشرع ومنظار العلم, للدكتور أحمد جواد.
[viii](8) – الأمراض غير المعدية والخنزير, للدكتورين سفيان العسولي و محمد علي البار.
[ix](9) – نظرات طبية في محرمات إسلامية, للدكتور أحمد حسن ضميري (ج 1), دمشق 1995.
[x](10) – الإعجاز التشريعي في تحريم لحم الخنزير , للدكتور فهمي مصطفى محمود .
[xi](11) – الخنزير بين ميزان الشرع ومنظار العلم, للدكتور أحمد جواد, دارالسلام 1987
[xii](12) – نقلاً عن مقالة العلوم البيولوجية في خدمة تفسير القرآن , للدكتور عبد الحافظ حلمي محمد , مجلة عالم الفكر, المجلد 12ع -4, الكويت يناير 1982.
[xiii](13) – الإعجاز التشريعي في تحريم لحم الخنزير , للدكتور فهمي مصطفى محمود , نقلاً عن: Biology. Neil A. Campbell, Jane B. Reece, and Lawrence G. Mitchell. Addisons-Wisely Publishing. Fifth edition, 1999, pp. 329.
[xiv](14) – المرجع السابق , نقلاً عن: Nichol S.T., Arikawa J., and Kawaoka Y. (2000). Emerging Viral Diseases. Natl. Acad. Sci. USA, 97 (23): 12411-12412.
[xv](15) – المرجع السابق .
[xvi](16) – المرجع السابق, نقلاً عن: http://www.fao.org/ag/ar/magazine/0206sp1.htm
[xvii](17) – المرجع السابق, نقلاً عن: http://www.islamset.com/hip/pork/index.html
[xviii](18) – المرجع السابق, نقلاً عن: http://www.islamset.com/hip/pork/index.html
[xix](19) – المرجع السابق, نقلاً عن: http://www.thepigsite.com/DiseaseInfo/Default.asp?Display=35
[xx](20) – المرجع السابق, نقلاً عن: http://www.alsehha.net/fiqh/0090.htm
[xxi](21) – المرجع السابق, نقلاً عن: http://www.islamset.com/hip/pork/index.html
[xxii](22) – المرجع السابق, نقلاً عن: http://www.science4islam.com/html/3-1-04a.html
[xxiii](23) – الطب الوقائي في الإسلام, للدكاترة أحمد بربور وزملاؤه.
[xxiv](24) – الإعجاز التشريعي في تحريم لحم الخنزير , للدكتور فهمي مصطفى محمود , نقلاً عن: http://vm.cfsan.fda.gov/~mow/chap5.htm l
[xxv](25) – الإعجاز التشريعي في تحريم لحم الخنزير , للدكتور فهمي مصطفى محمود , نقلاً عن: www.geocities.com/TIBNABAWI/new_page_12.htm
[xxvi](26) – المرجع السابق, نقلاً عن: http://www.arabinow.com/sn/health/conditions/inf_brain.htm
و الطب الوقائي في الإسلام, للدكاترة أحمد بربور وزملاؤه.
[xxvii](27) – نفس المراجع السابقة.
[xxviii](28) – الإعجاز التشريعي في تحريم لحم الخنزير , للدكتور فهمي مصطفى محمود , نقلاً عن: http://www.biosci.ohio-state.edu/~parasite/schistosoma.html
[xxix](29) – نقلاً عن مقالة العلوم البيولوجية في خدمة تفسير القرآن , للدكتور عبد الحافظ حلمي محمد , مجلة عالم الفكر, المجلد 12ع ـ 4 الكويت يناير 1982.
[xxx](30) – المرجع السابق, والإعجاز التشريعي في تحريم لحم الخنزير , للدكتور فهمي مصطفى محمود , نقلاً عن: http://www.science4islam.com/html/3-1-04a.html
[xxxi](31) – الإعجاز التشريعي في تحريم لحم الخنزير , للدكتور فهمي مصطفى محمود , نقلاً عن: http://www.niaid.nih.gov/ictdr/projects/gilman.htm
مقالة العلوم البيولوجية في خدمة تفسير القرآن , للدكتور عبد الحافظ حلمي محمد , مجلة عالم الفكر, المجلد 12ع-4, الكويت يناير 1982.
[xxxii](32) – الإعجاز التشريعي في تحريم لحم الخنزير , للدكتور فهمي مصطفى محمود , نقلاً عن: http://www.biosci.ohio-state.edu/~parasite/diphyllobothrium.html
[xxxiii](33) – المرجع السابق, و تحريم القرآن لأكل لحم الخنزير, للدكتور محمد نزار الدقر .
[xxxiv](34) – الإعجاز التشريعي في تحريم لحم الخنزير , للدكتور فهمي مصطفى محمود , نقلاً عن: Encyclopedia Britannica (1990). 15th edition, Vol 11, page 920.
و تحريم القرآن لأكل لحم الخنزير, للدكتور محمد نزار الدقر, نقلاً عن: نظرات طبية في محرمات إسلامية, للدكتور أحمد حسن ضميري (ج 1), دمشق 1995.
[xxxv](35) – الإعجاز التشريعي في تحريم لحم الخنزير , للدكتور فهمي مصطفى محمود , نقلاً عن: http://www.biosci.ohio-state.edu/~parasite/enterobius.html
[xxxvi](36) – المرجع السابق, و الأمراض غير المعدية والخنزير للدكتورين سفيان العسولي و محمد علي البار.
[xxxvii](37) – الإعجاز التشريعي في تحريم لحم الخنزير , للدكتور فهمي مصطفى محمود .
[xxxviii](38) – المرجع السابق.
[xxxix](39) – المرجع السابق.