إعداد الدكتور أحمد عوض عبد الهادي*
وحدة الخلق دليل على وحدة الخالق
من أعظم الأدلة على أن الإله واحد لا إله غيره ولا رب سواه، هو وحدة الخلق، فالسموات والأرض ومن فيهما وما فيهما في وحدة متناسقة متجانسة وكأنها أجزاء في آلة واحدة، أو أعضاء في جسد واحد أو لبنات في بناء متناسق بديع، كل لبنة منه في مكانها الصحيح، وهكذا كل شيء إنما هو بمقدار وميزان. قال تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}، وهذه الوحدة المتناسقة في الخلق كله من الذرة الصغيرة إلى المجرة الكبيرة من أعظم الأدلة على أن الخالق إله واحد لا إله إلا هو سبحانه وتعالى وأنه ليس هناك من ينازعه أو يغالبه أو يشاركه.
أمثلة تجمعها وحدة الخلق
كالتشابه مثلاً في البنية (التركيب والشكل والحجم) والدوران ونسبة المادة إلى الفراغ وسنقدم الأمثلة التالية:
الخلية
الخلية هي أصغر وحدة مكونة لجسم الإنسان، بيضاوية الشكل وتتكون من (السيتوبلازم أو سائل الحياة)، كما يوجد في كل خلية منطقة داكنة وهي نواة الخلية. التي تحمل في داخلها الشفرة الوراثية DNA. كما يحيط بالخلية غشاء يسمى بالغشاء الخلوي. يتراوح حجم الخلية بين 1: 10 ميكرومتر.
البيضة
معظم البيوض تمتلك الشكل البيضاوي ويتألف البيض من: القشرة والبياض ( الأح ) والصفار ( المح ). ومواصفات البيضة القياسية :الوزن 56.7 غرام – الحجم 63.0 سم3- الثقل النوعي 1.09- المحيط الطويل 15.7 سم- المحيط القصير 13.7 سم.
الأرض
الأرض هي إحدى كواكب المجموعة الشمسية كرة أو كالكرة أي بيضاوية الشكل. {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} (النازعـات:30) الدحو: الدحرجة، دحا الشيء بمعنى دحرجه. فمعنى دحو الأرض: دحرجتها. الأمر الذي يوافقه أحدث الآراء الفلكية عن شكل الأرض: أنها مفرطحة من جانبي قطبيها، ومنبعجة على خط الاستواء، فيزيد في قطرها الاستوائي عن قطرها القطبي بمقدار (42.6) كيلو متر. وتتكون الأرض من القشرة الصلبة والوشاح والنواة (اللب).
جدول 1. مقارنة بين الخلية والبيضة والأرض
وجه المقارنة |
الخلية |
البيضة |
الأرض |
الطبقة الخارجية: صلبة –خفيفة الكثافة –قليلة السمك – فاتحة اللون |
الغشاء الخلوي محاطاً بجدار شبه صلب أحيانا مكون من السكريات فاتح اللون اقل كثافة |
قشرة البيضة رقيقة ومركبة من الكالسيوم فاتحة اللون واقل كثافة |
القشرة الأرضية Crust صخور صلبة تتكون من السيليكلون والكالسيوم والألمونيوم والماغنسيوم- سمكها 10- 70, كثافتها 2.7-3.4 جم/سم3 (اقل كثافة), فاتحة اللون |
الطبقة المتوسطة : شبة صلب (لزج)- متوسط الكثافة- لون وسط لا داكن ولا فاتح- عناصر خفيفة مع ثقيلة- |
السيتوبلازم مادة هلامية تحتوي الأملاح المعدنية وبعض البروتين والسكر |
البياض مادة دهنية غليظة تحتوي على : فيتالين • كوليسترول • حديد • فوسفور |
الوشاح Mantle تتكون من السيليكلون والحديد والماغنسيوم وسمكها 2500-3000كم, وأكثر كثافة 4-6، اللون بين الفاتح والداكن |
الطبقة المركزية : أصلب -ـ أثقل كثافة- سمك كبير- عناصر ثقيلة – لون داكن |
النواة تحتوي الحمض النووي DNA (قواعد نترو جينية عديدة) عددها 3.2 بليون |
الصفار يحتوي المعادن (الحديد و الفوسفور) والبروتينات |
اللب Core مكون من الحديد والنيكل بنسب متفاوتة صلبة نصف قطرة يصل إلى 3530 كم – كثافته 8-17 واللون داكن تماما |
الشكل: بيضاوي |
بيضاوية غالبا |
بيضاوية |
بيضاوية (قطع ناقص) |
الحركة الداخلية |
السيتوبلازم حول النواة |
البياض حول الصفار |
الوشاح حول اللب |
الذرة
هي جسيمات دقيقة جداً تمثل أساسًا كل شيء حي وغير حي، يتألف الكون بما فيه الإنسان والحيوان والحجر والنبات والهواء والكواكب والنجوم وكل ما نستشعره أو نراه من ذرات بالغة الصغر لا ترى بالعين المجردة. فالذرة هي أصغر جزء من مادة عنصر كيميائي يمكن أن تنقسم إليه المادة وتظل حاملة لصفاتها الكيميائية، هذا ينطبق على الهيدروجين أخف العناصر كما ينطبق على أثقل العناصر المشعة مرورًا بالعناصر الكثيرة الموجودة وعلى العناصر النادرة سواء بسواء. وتتكون كل ذرة من نواة وعدد من الإلكترونات تتحرك في أغلفة مدارية تبعد مسافة كبيرة جدًا عن النواة.
المجموعة الشمسية
تتكون من نجم متوسط الحجم مثل أي نجم عادي هو الشمس وتوجد على هيئة كرة ضخمة من غاز الأيدروجين الذي تكثف على ذاته بقدرة الله، وتهيمن الشمس بقوة جاذبيتها على حركة كافة أجرام المجموعة الشمسية من كواكب وتوابع وكويكبات ومذنبات، وهي مصدر كل من الحرارة والنور على أسطح تلك الأجرام بما تشعه من طاقة.
وتوجد ثمانية كواكب تدور حول الشمس، مكونة ما يسمى باسم المجموعة الشمسية، وهذه الكواكب تترتب في مدارات حول الشمس.
جدول 2. التشابه بين الذرة المجموعة الشمسية
وجه المقارنة |
الذرة |
المجموعة الشمسية |
المركز |
النواة وتتألف من عدد معين من البروتونات موجبة الشحنة ويصاحبها جسيمات لها نفس وزن البروتونات تسمى بالنيوترونات متعادلة الشحنة. يبلغ نصف قطر الذرة (0,00000001) سم، في حين يبلغ نصف قطر النواة (0,000000000001) سم. على الرغم من ذلك فإن كتلة النواة تشكل 99,95% من كتلة الذرة ما يعني أن كتلة الذرة كلها تقريباً مجمعة في النواة• لها مجال مغناطيسي |
الشمس قطر الشمس 1391000 مليون كيلو متر الكثافة 1.41 غم / سم3 الجاذبية السطحية أكبر من الأرض بمقدار 28 مرة. درجة الحرارة السطحية 800 درجة مئوية. درجة الحرارة في المركز 15 مليون درجة مئوية.تتركب الشمس من : 75% هيدروجين+ 24% هليوم التفاعل بين السوائل الموجودة في قلب الكواكب يتسبب في تولد طاقة جيوديناميكية ينتج عنها مجال مغناطيسي |
الجسيمات التي تدور |
الالكترونات المجال الكهربي مسئول عن دوران الإلكترون حول النواة داخل الذرة تدور في اتجاه واحد باتجاه عكس عقارب الساعة. ولها مجال مغناطيسي تتخذ مداراتها شكلاً بيضاويًا |
الكواكب دوران هذه الكواكب حول الشمس بيضاوي تقريبًا (قطع ناقص)، وكل الكواكب تدور في اتجاه واحد باتجاه عكس عقارب الساعة. ولها مجال مغناطيسي مداراتها شكلاً بيضاويًاّ. |
(…) الدوران
أكد الله تعالى لنا في كتابه أن كل شيء يدور في فلك محدد، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (الأنبياء: 33).
فقد قرر القرآن أن الليل والنهار يسبَحان في فلك محدد والليل والنهار طبعاً يحملان إشارة إلى الزمان والمكان، باختصار تريد الآية أن تقول لنا إن الليل والنهار أي المكان والزمان يدوران، وكذلك الشمس والقمر وفيهما إشارة إلى الطاقة والمادة! وأن الشمس والقمر ليسا هما المخلوقان الوحيدان اللذان يدوران ويسبَحان، بل كل ذرة وكل مجرة تدور أيضاً. فالشمس فيها إشارة إلى الطاقة، لأنها مصدر للطاقة، والقمر فيه إشارة للمادة لأنه جسم بارد لا يصدر الطاقة بل يعكسها إذن في آية واحدة هنالك أربع إشارات المكان والزمان من خلال عبارة (الليل والنهار) والطاقة من خلال كلمة(الشمس) والمادة من خلال كلمة (القمر) ويمكن القول إن عناصر الكون تدور إذن الكون يدور، وهذا إحساس موجود عند العلماء اليوم، ولكن القرآن أكده قبلاً.
إن صفة الطواف هذه، وإذا نظرنا إلى الكون بأكمله وجدناه في حركة دائرية أو إهليليجية لا تتوقف وان هذه الحركة هي على هيئة الطواف. فالإليكترونات، في مداراتها حول النواة، تدور بنفس حركة الطواف حول البيت، فإذا ارتفعنا من الإليكترونات وجدنا البويضة في لحظة التلقيح، والحيوانات المنوية محيطة بها وقبل أن تختار يد القدرة الإلهية واحدة منها ليلقحها، نجد البويضة تدور نفس تلك الدورة العجيبة المشابهة لحركة الطائف بالبيت (بجعل البيت عن يسار الطائف، وبابتدائه بالحجر الأسود، إنما هي حركة دائرية تسمى “ضد عقارب الساعة”) ثم ننتقل إلى مستوى الكرة الأرضية بكاملها، فإننا نجد الأرض في دورتها حول نفسها وحول الشمس، كأنما هي طائف يطوف بالبيت خاشعا متبتلا يجعل البيت عن يساره، ويدور حول البيت تلك الحركة الفذة العجيبة التي تسمى دورة ضد عقارب الساعة فتتحرك الإلكترونات في المدارات بالطريقة نفسها تقريبًا التي تتحرك بها الكواكب حول الشمس حسب خواص جسيماتها…(…)
الفراغ
يتكون الجزء العظيم من الذرة من الفراغ. فلماذا يوجد مثل هذا الفراغ؟ تتكون الذرة، بتعبيرات بسيطة، من نواة تدور حولها إلكترونات، ولا يوجد شيء آخر بين النواة والإلكترونات وفي الواقع، تعتبر هذه المسافة الميكروسكوبية ”التي لا يوجد فيها شيء” مسافة كبيرة بالمقياس الذري: إذا كانت رخامة صغيرة قطرها سنتيمتر واحد تمثل الإلكترون الأقرب إلى النواة، ستكون النواة على بعد كيلومتر واحد من هذه الرخامة ومن ثم، إذا تجمعت كل الذرات المكونة لجسدي معاً بحيث أصبحت متقاربة إلى حد تستطيع معه ملامسة بعضها البعض، لن تتمكن أبداً من رؤيتي بالعين المجردة، لأنني سأكون آنذاك في صغر جسيم الغبار الدقيق الذي يبلغ حجمه بضع أجزاء من ألف جزء من المليمتر. نرى في النجوم فراغاً مشابها للفراغ الموجود في الذرات، إلا أن الفراغات الموجودة بين النجوم وبين المجرات تبلغ بلايين الكيلومترات. الآن ندرك أن هناك تشابها بين أكبر الفراغات المعروفة في الكون وأصغرها. يؤكد هذا نشأة الكون من نواة صغيرة نظرية الانفجار العظيم (Big Bang) وعندها بدأ كل شيء الطاقة والحركة والزمان والمكان. كما أن ذلك إشارة إلى أن الكون كله يمكن أن يجمع في حيز أقل بكثير مما هو عليه الآن والله على جمعه إذا شاء قدير.
التنوع والأتساع
التنوع حولنا في كل شيء. الأحياء والجماد، في الفضاء وبجوف الأرض. فقد رصد العلماء ملايين الأنواع من النبات والحيوان والشجر والدواب حتى أن طائفة الحشرات Insecta تشمل 150000 نوعًا وطائفة البطنقدميات (القواقع) Gastropoda 50000 نوعًا ما جعل داروين يضع نظريته في التطور مخدوعًا بالشبة الرائع الذي يجمع الكائنات الحية، وإنما كان هذا التشابه مع التنوع دليلاً لعظمة الخالق الواحد. وعلى مستوى غير الأحياء نجد أكثر المعادن من 6000 معدن مكتشف حتى الآن. لقد تم تحديد 109 عناصر حتى الآن وتجدر الإشارة إلى أن الكون كله، وأرضنا، وجميع الكائنات الحية وغير الحية تتكون نتيجة ترتيب المائة والتسعة عناصر هذه في اتحادات متنوعة وقد رأينا، حتى هذا الحد، أن جميع العناصر مؤلفة من ذرات تشبه بعضها البعض وتتألف، بدورها من الجسيمات نفسها ولكن، إذا كانت جميع الذرات التي تتكون منها العناصر مؤلفة من الجسيمات نفسها، فما الذي يجعل العناصر تختلف عن بعضها البعض وتتسبب في تكوين مواد متنوعة لا حدود لها؟ إن ما يفرق الذهب عن الحديد والحديد عن الأكسجين ببساطة هو اختلاف أعداد البروتونات في ذراتها.
العظمة والإبداع في الخلق
تحدث عملية الدوران التي تقوم بها الالكترونات والكواكب بشكل متواصل وبطريقة متقنة في مسارات تسمى المدارات ولا تتعرض ولو لحادثة صغيرة وفي الواقع، فإن أي حادث صغير داخل الذرة من شأنه أن يتسبب في حدوث كارثة بالنسبة إليها ومع ذلك، لا يحدث مثل هذا الحادث مطلقاً، وتسير العملية بأكملها دون أخطاء ذلك أن الإلكترونات التي تدور حول النواة بسرعة مربكة للعقل تبلغ 1000 كم/الثانية لا تتصادم أبدًا ببعضها البعض ومن المدهش حقًا أن هذه الإلكترونات، التي لا تختلف عن بعضها البعض في شيء، تدور في مدارات منفصلة، ومن الواضح أن ذلك نتيجة ‘خَلْق محكم ” فلو كانت لهذه الإلكترونات كتل وسرعات مختلفة، فربما كان من الطبيعي بالنسبة إليها أن تستقر في مدارات مختلفة حول النواة فعلى سبيل المثال، تسير الكواكب في نظامنا الشمسي وفقًا لهذا المنطق، لأن من الطبيعي أن تستقر الكواكب ذات الكتل والسرعات المختلفة تماماً في مدارات مختلفة حول الشمس ولكن وضع الإلكترونات في الذرة مختلف تماماً عن وضع تلك الكواكب فالإلكترونات متشابهة تماماً ولكنها تدور في مدارات مختلفة حول النواة، ولكن كيف تتبع الإلكترونات هذه المسارات دون إخفاق؟ وكيف لا تصطدم ببعضها البعض على الرغم من أبعادها متناهية الصغر وسرعاتها المدهشة التي تتحرك بها؟ وتقودنا هذه الأسئلة إلى نقطة واحدة: تتجسد الحقيقة الوحيدة التي نواجهها في هذا النظام الفريد والتوازن الدقيق في الخلق المتقن الذي أبدعه الله سبحانه وتعالى.
إن قوانين الفيزياء في الكون قد نشأت بعد الانفجار العظيم وتستند هذه القوانين إلى ”القوى الأساسية الأربعة” المعروفة في الفيزياء الحديثة اليوم وهذه القوى هي: قوة جذب الكتل المعروفة باسم القوة التجاذبية gravitational force مسئولة عن تماسك الكون وهذه القوة هي السبب في بقاء المجرات والنجوم الموجودة بالكون في مدارات بعضها البعض.
فإن الكتل الكبيرة جدا تنجذب بواسطتها نحو بعضها، والقوة الكهرومغناطيسيةelectromagnetic force تُبقي الإلكترونات في المدارات، والقوة النووية الشديدة strong nuclear force وتضمن بقاء البروتونات والنيوترونات مع بعضها البعض في النواة، والقوة النووية الضعيفةweak nuclear force تحافظ على التوازن في النيوترون والبروتون وتتسم كل واحدة من هذه القوى بشدة مميزة ومجال مؤثر ولا تعمل القوى النووية الشديدة والضعيفة إلا عند النطاق دون الذري وتقوم القوتان المتبقيتان – القوة التجاذبية والقوة الكهرومغناطيسية- بالتحكم في تجمعات الذرات، وفي عبارة أخرى في ”المادة”. قال الله تعالى في القرآن الكريم {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} (سورة فاطر:41).
وفي حال حدوث أدنى زيادة في قيمة هذه القوة تتصادم النجوم ببعضها البعض، وتصطدم الأرض بالشمس، وننجذب نحن نحو القشرة الأرضية. وتعمل كل القوى وفقا ً ”للحدود ” التي قدرها الله {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} (الفرقان:2).
الخلاصة
وتوجد قوة واحدة تبقي كل القوى مع بعضها البعض في توافق، وهذه القوة هي قوّة الله سبحانه وتعالى، مالك كل القدرة والقوة ويبدي الله قوته أينما يشاء ووقتما يشاء وهكذا، فإن بقاء الكون كله في الوجود، من أصغر الذرات إلى المجرات اللانهائية، مرهون فقط بمشيئة الله وحفظه وحتى الآن، لم يستطع أي عالم أن يفسر سبب القوى الموجودة في الذرة ومصدرها، ومن ثم تلك الموجودة في الكون، والسبب في أن بعض القوى تعمل في ظروف معينة لا يملكها إلا الخالق. ولله المثل الأعلى وليس كمثله شيء، فإذا رأينا السيارة تتحرك بإتقان شهد ذلك بوجود السائق.
وإذا رأينا السير المنظم للشمس والقمر والنجوم والكواكب والليل والنهار وكل شيء بإحكام وإتقان شهد ذلك بوجود الخالق، ولو أن الخالق غير موجود لما وجدت المخلوقات وسنة الخلق واحدة هذا لأن الخالق واحد، ولو أن كل الخلق متماثل كأسنان المشط لضاعت عظمة وقدرة الخالق فسبحان الخالق الأحد الصمد العلي القدير.
وإذا تفكرنا في مخلوقات الله عرفنا أن الحكمة التي فيها من حكيم، والخبرة من خبير، والقوة من قوي، والصور البديعة من مصور بديع، والنظام الموحد المستقر المتسع من واحد.
– قاعدة واحدة لبناء الكون – ألا يعنى ذلك أن لهذا الكون العظيم خالق واحد عظيم فجميع الكون مستند إلى نظام الذرة وهو نظام واحد موجود بجسم الإنسان وبقطعة الحجر وبالسوائل والغازات وبالأرض كلها وبكافة الكواكب والمجرات فالقائلون بتعدد الآلهة واهمون والقائلون بالصدفة أكثر وهمًا …
______________________________
* أستاذ الجيولوجيا ـ كلية العلوم ـ جامعة المنيا ـ مصر العربية. وللراغبين بمتابعة البحث بكامله مراجعة الموقع www.55a.net
المراجع:
أسـرار الكون بين العلم والقرآن – تأليف عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com
الكون – تأليف كولين رونان – الأهلية للنشر والتوزيع – بيروت – 1980م.
الكون الأحدب – الدكتور عبد الرحيم بدر – دار القلم – بيروت -1980م.
أبحاث موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وعنوانه على شبكة الإنترنت
1. Comins Neil F. (2001) Discovering the Essential Universe، Second، W. H. Freeman. ISBN 0-7167-5804-0 Earth PLANET.
2. Cambridge Advanced Learner’s Dictionary. Cambridge University Press.
3. IAU (2006) General Assembly: Result of the IAU Resolution votes. International Astronomical Union May, Robert M.
4. (1988) how many species are there on earth? .Science241 (4872) : 1441–1449 Michale Astronomy The evolving universe, seventh edit. John Wiley and Sons Inc. New York, Page 305. Morgan, J. W.; Anders, E. (1980) Chemical composition of Earth, Venus, and Mercury”.
5. Proceedings of the National Academy of Science 71 (12): 6973–6977. NASA Earth factsheetand NASA Solar System Exploration Factsheet Retrieved on 2008-11-17 Staff (2007) Layers of the Earth.
6. Volcano World Young، Charles Augustus (1902 (Manual of Astronomy: A Text Book. Ginn & company، 324–7.