إعداد أ.ع.
قرن الله تعالى اسمه مع اسمه صلى الله عليه وسلم منذ الأزل
لا إله إلا الله محمد رسول الله.
عن عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، قال، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي. فقال الله: يا آدم، وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال: يا رب، لأنك لما خلقتني بيدك، ونفخت فيّ من روحك، رفعت رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوبًا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال الله: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إليّ، أدعني بحقه، فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك[1].
-ذُكِر صلى الله عليه وسلم، وذكرت صفاته في الكتب السماوية السابقة:
قال الله تعالى:[…وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ{156} الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ {157}].(سورة الأعراف).
قال قتادة: يجدون نعته وأمره ونبوّته مكتوبًا عندهم[2]، وأخرج ابن سعد عن قتادة قال: بلغنا أن نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الكتب:( محمد رسول الله ليس بفظ ولا غليظ ولا صخوب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح، أمته الحمادون على كل حال).
كما بشّر به سيدنا عيسى عليه السلام: -[وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ {6}]، (سورة الصف).
وعاهد كل نبي لئن أدرك نبيًا يأتي بعده ليؤمنن به ولينصرنه:
-[وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين {81}]، (سورة آل عمران).
قال المفسرون: هذه الآية لأهل الكتاب أخذ الله ميثاقهم أن يؤمنوا بمحمد ويصدقوه.[3]
أخذ الله ميثاقه يوم خلق آدم:
قيل يا رسول الله متى أخذ ميثاقك؟ قال: “وآدم بين الروح والجسد”[4] .
ووجبت له النبوة في ذلك الحين:
قيل يا رسول الله متى كنت نبيًا؟ قال: “وآدم بين الروح والجسد”[5].
وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم متى وجبت لك النبوة؟ قال: “بين خلق آدم ونفخ الروح فيه”[6]
وقال عمر رضي الله عنه: متى جعلت نبيًا؟ قال “وآدم منجدل في الطين”.[7]
أوّل ما خلق الله نور النبي صلى الله عليه وسلم:
روى الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنه: ” أوّل ما خلق اللهُ نورُ نبِيكِ يا جابر”[8] وعن جابر أيضًا قال قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء. قال: “يا جابر، إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره،…”[9]
وإلى الحلقة التالية إن شاء الله.
[1] في تفسير الآية 37 من سورة البقرة:[ فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم]. أخرجه الحاكم في المستدرك:حديث رقم4228/238. قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد، وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب. كما رواه ابن عساكر وأبو نعيم في الدلائل. ورواه الطبراني في المعجم الأوسط والصغير بلفظ شبيه.
[2] أخرجه ابن سعد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة.
[3] جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري.
[4] أخرجه ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما. كما أخرجه ابن سعد أيضاً بلفظ:” وآدم بين الروح والجسد حين أخذ مني الميثاق”.
[5] أخرجه البزار والطبراني في الأوسط ، كما أخرجه أحمد والبخاري في تاريخه والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي معًا في الدلائل عن ميسرة الفخر رضي الله عنه. كما أخرجه ابن سعد عن ابن أبي الجدعاء رضي الله عنه.
[6] أخرجه الحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[7] أخرجه أبو نعيم عن الصنابحي.
[8] رواه الإمام العجلوني في “كشف الخفاء” حديث رقم 827.
[9] رواه عبد الرزاق بسنده عن جابر بن عبد الله.