ولتعلمن نبأه بعد حين
الدكتور المهندس عبد الدائم كحيل*
هل ستبقى الأهرامات التي نعرفها من عجائب الدنيا السبع؟ وهل وجد العلماء حلاً للغز بناء الأهرامات في مصر القديمة؟ وهل لا زال البعض يعتقد أن الجن هم من بنوا هذه الأهرامات؟ وهل يمكن أن نصدق أن مخلوقات من الفضاء الخارجي قامت ببناء أهرامات مصر؟…
هذه تكهنات ملأت الدنيا واستمرت لعدة قرون، ولكن الاكتشاف الجديد الذي قدمه علماء من فرنسا وأمريكا سوف يغير نظرة العلماء للأبد، وسوف يعطي تفسيراً علمياً بسيطاً لسر بناء الأهرامات، ولكن الأعجب من ذلك أن هذا السر موجود في القرآن منذ أربعة عشر قرناً!!!
كان المعتقد أن الفراعنة قاموا بنحت الحجارة ولكن السؤال: كيف جاءت جميع الحجارة متطابقة حتى إنك لا تجد مسافة شعرة بين الحجر والآخر؟ وأين المعدات والأزاميل التي استخدمت في نحت الحجارة؟ فلم يتم العثور حتى الآن على أي واحد منها؟ إن هذا الاكتشاف يؤكد أن العلماء كانوا مخطئين عندما ظنوا أن الأهرامات بُنيت من الحجارة، والأقرب للمنطق والحقيقة أن نقول إن حضارة الفراعنة قامت على الطين!!
باحثون فرنسيون وأمريكيون يؤكدون أن الأحجار الضخمة التي استخدمها الفراعنة لبناء الأهرامات هي مجرد “طين” تم تسخينه بدرجة حرارة عالية، هذا ما تحدث عنه القرآن بدقة تامة، في قوله تعالى على لسان فرعون عندما قال: (فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ) [القصص: 38]. ويؤكد هذه الحقيقة كبار العلماء في أمريكا وفرنسا، وقد تم عرض صور المجهر الإلكتروني لعينات من حجارة الأهرامات، وجاءت الإثباتات العلمية على أن بناء الصروح العالية كان يعتمد على الطين، تماماً كما جاء في كتاب الله تعالى، وهذا السر أخفاه الفراعنة ولكن الله يعلم السر وأخفى، فحدثنا عنه لتكون آية تشهد على صدق هذا الكتاب العظيم.
حقائق علمية جديدة
من الحقائق العلمية أن الهرم الأعظم كان يرتفع 146 متراً بقي أعلى بناء في العالم لمدة 4500 عام، واستمر كذلك حتى القرن التاسع عشر. والنظرية الجديدة التي يقترحها البروفسور الفرنسي Joseph Davidovits مدير معهد Geopolymer يؤكد فيها أن الأهرامات بنيت أساساً من الطين، واستُخدم الطين كوسيلة لنقل الحجارة على سكك خاصة.
ويفترض البحث أن الطين ومواد أخرى أُخذت من تربة نهر النيل ووُضعت هذه المواد معاً في قوالب حجرية محكمة، ثم سخنت لدرجة حرارة عالية، مما أدى إلى تفاعل هذه المواد وتشكيلها حجارة تشبه الحجارة الناتجة عن البراكين أو التي تشكلت قبل ملايين السنين.
ويؤكد العالم Davidovits أن الحجارة التي بنيت منها الأهرامات صنعت أساساً من الكلس والطين والماء، لأن التحاليل باستخدام تقنية النانو أثبتت وجود كميات من الماء في هذه الحجارة ومثل هذه الكميات غير موجودة في الأحجار الطبيعية.
كذلك هناك تناسق في البنية الداخلية للأحجار، وهذا يؤكد أنه من غير المعقول أن تكون قد جلبت ثم نحتت بهذا الشكل، والاحتمال الأكثر واقعية أنهم صبوا الطين في قوالب فجاءت أشكال الأحجار متناسقة تماماً مثلما نصبُّ اليوم الأدوات البلاستيكية في قوالب فتأتي جميع القطع متساوية ومتشابهة تماماً.
لقد استُعمل المجهر الإلكتروني لتحليل عينات من حجارة الأهرامات، وكانت النتيجة أقرب لرأي Davidovits وظهرت بلورات الكوارتز المتشكلة نتيجة تسخين الطين واضحة، وصرح بأنه لا يوجد في الطبيعة مثل هذه الأحجار، وهذا يؤكد أنها صنعت من قبل الفراعنة. وقد أثبت التحليل الإلكتروني على المقياس المصغر جداً، وجود ثاني أكسيد السيليكون، وهذا يثبت أن الأحجار ليست طبيعية.
إن كتاب Davidovits الشهير والذي جاء بعنوان Ils ont bati les pyramides ونشر بفرنسا عام 2002 حل جميع المشاكل والألغاز التي نسجت حول طريقة بناء الأهرامات، ووضع آلية هندسية بسيطة للبناء من الطين، وكان مقنعاً لكثير من الباحثين في هذا العلم.
ويؤكد بعض الباحثين أن الأفران أو المواقد استخدمت قديماً لصناعة السيراميك والتماثيل. فكان الاستخدام الشائع للنار أن يصنعوا تمثالاً من الطين الممزوج بالمعادن وبعض المواد الطبيعية ثم يوقدون عليه النار حتى يتصلب ويأخذ شكل الصخور الحقيقية. وقد استخدمت العديد من الحضارات أسلوب الطين المسخن لصنع الأحجار والتماثيل والأدوات.
البرفسور Michel Barsoum يقف بجانب الهرم الأعظم، ويؤكد أن هذه الحجارة صبَّت ضمن قوالب وما هي إلا عبارة عن طين! وهذا ما أثبته في أبحاثه بعد تجارب طويلة تبين بنتيجتها أن هذه الحجارة ليست طبيعية، لأنها وبعد التحليل بالمجهر الإلكتروني تأكد أن هذه الحجارة تشكلت بنتيجة تفاعل سريع بين الطين والكلس والماء بدرجة حرارة عالية.
كما أكدت الأبحاث جميعها أن الطريقة التي كان يستخدمها الفراعنة في الأبنية العالية مثل الأهرامات، أنهم يصنعون سككاً خشبية تلتف حول الهرم بطريقة حلزونية مثل عريشة العنب التي تلتف حول نفسها وتصعد للأعلى.
رسم يمثل طريقة بناء الأهرامات من خلال وضع سكك خشبية بشكل حلزوني تلتف حول الهرم صعوداً تماماً مثل عرائش العنب التي تلتف وتتسلق بشكل حلزوني من أجل نقل الطين لصنع الحجارة، ولذلك استخدم تعالى كلمة: (يَعْرِشُونَ) للدلالة على الآلية الهندسية لبناء الأبنية والصروح، ومعظمها دمرها الله ولم يبق منها إلا هذه الأهرامات لتكون دليلاً على صدق القرآن في هذا العصر!
أبحاث أخرى تصل إلى النتيجة ذاتها
لقد أثبتت تحاليل أخرى باستخدام الأشعة السينية وجود فقاعات هواء داخل العينات المأخوذة من الأهرامات، ومثل هذه الفقاعات تشكلت أثناء صب الأحجار من الطين بسبب الحرارة وتبخر الماء من الطين، ومثل هذه الفقاعات لا توجد في الأحجار الطبيعية، وهذا يضيف دليلاً جديداً على أن الأحجار مصنوعة من الطين الكلسي ولا يزيد عمرها على 4700 سنة.
ويؤكد البرفسور الإيطالي Mario Collepardi والذي درس هندسة بناء الأهرامات أن الفراعنة كل ما فعلوه أنهم جاؤوا بالتراب الكلسي المتوفر بكثرة في منطقتهم ومزجوه بالتراب العادي وأضافوا إليه الماء من نهر النيل وقاموا بإيقاد النار عليه لدرجة حرارة بحدود 900 درجة مئوية، مما أكسبه صلابة وشكلاً يشبه الصخور الطبيعية.
إن الفكرة الجديدة لا تكلف الكثير من الجهد لأن العمال لن يحملوا أية أحجار ويرفعونها، كل ما عليهم فعله هو صنع القوالب التي سيصبّ فيها الطين ونقل الطين من الأرض والصعود به في أوعية صغيرة كل عامل يحمل وعاء فيه شيء من الطين ثم يملؤوا القالب، وبعد ذلك تأتي عملية الإحماء على النار حتى يتشكل الحجر، ويستقر في مكانه وبهذه الطريقة يضمنوا أنه لا توجد فراغات بين الحجر والآخر، مما ساهم في إبقاء هذه الأهرامات آلاف السنين..
حجرين متجاورين من أحجار الهرم، ونلاحظ التجويف البيضوي الصغير بينهما والمشار إليه بالسهم، ويشكل دليلاً على أن الأحجار قد صُبت من الطين في قالب صخري. لأن هذا التجويف قد تشكل أثناء صب الحجارة، ولم ينتج عن التآكل، بل هو من أصل هذه الحجارة.
الحقيقة العلمية تتطابق مع الحقيقة القرآنية
بعد هذه الحقائق يمكننا أن نصل إلى نتيجة ألا وهي أن التقنية المستعملة في عصر الفراعنة لبناء الأبنية الضخمة كالأهرامات، كانت عبارة عن وضع الطين العادي المتوفر بكثرة قرب نهر النيل وخلطه بالماء ووضعه ضمن قوالب ثم إيقاد النار عليه حتى يتصلب وتتشكل الحجارة التي نراها اليوم.
هذه التقنية يا أحبتي بقيت مختفية ولم يكن لأحد علم بها حتى عام 1981 عندما طرح ذلك العالم نظريته، ثم في عام 2006 أثبت علماء آخرون صدق هذه النظرية بالتحليل المخبري الذي لا يقبل الشك، أي أن هذه التقنية لم تكن معروفة نهائياً زمن نزول القرآن، ولكن ماذا يقول القرآن؟ لنتأمل يا إخوتي ونسبح الله تبارك وتعالى.
بعدما طغى فرعون واعتبر نفسه إلهاً على مصر!! ماذا قال لقومه، تأملوا معي (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) [القصص: 38]، سبحان الله! إلى هذا الحد بلغ التحدي والاستكبار؟ ولكن فرعون لم يكتف بذلك بل أراد أن يتحدى القدرة الإلهية وأن يبني صرحاً عالياً يصعد عليه ليرى من هو الله، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. وبالتالي أراد أن يثبت لقومه الذين كانوا على شاكلته أن موسى عليه السلام ليس صادقاً، وأن فرعون هو الإله الوحيد للكون!!
فلجأ فرعون إلى نائبه وشريكه هامان وطلب منه أن يبني صرحاً ضخماً ليثبت للناس أن الله غير موجود، وهنا يلجأ فرعون إلى التقنية المستخدمة في البناء وقتها ألا وهي تقنية الإيقاد على الطين بهدف صب الحجارة اللازمة للصرح، يقول فرعون بعد ذلك: (فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ) [القصص: 38].
ولكن ماذا كانت النتيجة؟ انظروا وتأملوا إلى مصير فرعون وهامان وجنودهما، يقول تعالى: (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) [القصص: 39-40].
قد يقول قائل هل الصرح هو ذاته الأهرام؟ ونقول غالباً لا، فالصرح هو بناء مرتفع أشبه بالبرج أو المنارة العالية، ويستخدم من أجل الصعود إلى ارتفاع عالٍ، وقد عاقب الله فرعون فدمَّره ودمَّر صرحه ليكون لمن خلفه آية، فالبناء الذي أراد أن يتحدى به الله دمَّره الله ولا نجد له أثراً اليوم. وتصديق ذلك أن الله قال في قصة فرعون ومصيره الأسود: (وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) [الأعراف: 137]. وبالفعل تم العثور على بعض الحجارة المبعثرة والتي دفنتها الرمال خلال آلاف السنين.
صورة لأحد الأهرامات الثلاثة في الجيزة، ولا تزال قمته مغطاة بطبقة من الطين، وهذه الطبقة هي من نفس نوع الحجارة المستخدمة في البناء، وهذا يدل على أن الطين استخدم بشكل كامل في بناء الأهرامات. وهذه “التكنولوجيا” الفرعونية كانت ربما سراً من أسرار قوتها، وحافظت على هذا السر حتى في المخطوطات والنقوش لا نكاد نرى أثراً لذكر هذا السر، وبالتالي فإن القرآن يحدثنا عن أحد الأسرار الخفية والتي لا يمكن لأحد أن يعلمها إلا الله تعالى، وهذا دليل قوي على أن القرآن كتاب الله!
وجه الإعجاز
1- إن تأكيد هذا الباحث وعشرات الباحثين غيره على أن الطين هو مادة بناء الأهرامات، وأن هذه الأهرامات هي أعلى أبنية معروفة في التاريخ وحتى أوائل العصر الحديث، كل هذه الحقائق تؤكد أن الآية القرآنية صحيحة ومطابقة للعلم، وأنها من آيات الإعجاز العلمي.
2- إن تقنية تصنيع الحجر من الطين باستخدام الحرارة، لم تكن معروفة زمن نزول القرآن، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن لديه علم بأن الأهرامات تم بناؤها بهذه الطريقة، ولذلك تعتبر هذه الآية سبقاً علمياً عندما ربطت بين الطين والحرارة كوسيلة من وسائل البناء في عصر الفراعنة، لتدلنا على أن هندسة البناء وقتها كانت قائمة على هذه الطريقة. وهذه الحقيقة العلمية لم يتم التعرف عليها إلا منذ سنوات قليلة جداً وباستخدام تقنيات متطورة!
3- في هذه المعجزة دليل على التوافق التام بين القرآن والعلم وصدق الله عندما قال عن كتابه: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. وفيها رد على الملحدين الذين يدعون أن القرآن من تأليف محمد، إذ كيف لمحمد أن يتنبأ بأمر كهذا وهو أبعد ما يكون عن الأهرامات ولم يرها أصلاً!
4- تؤكد الحقائق اليقينية أن الهرم الأعظم في الجيزة أو ما يسمى هرم خوفو، هو أعلى بناء على وجه الأرض لمدة 4500 عام، وبالتالي كان الفراعنة مشهورين بالأبنية العالية أو الصروح، ولذلك فإن الله تعالى دمَّر الصروح والأبنية التي بناها فرعون مدعي الألوهية، أما بقية الفراعنة الذين بنوا الأهرامات، فقد نجاها الله من التدمير لتبقى شاهدة على صدق كتاب الله تبارك وتعالى!
5- في قوله تعالى (وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) تأملوا معي كلمة (يَعْرِشُونَ) والتي تدل على الآلية الهندسية المستخدمة عند الفراعنة لوضع الحجارة فوق بعضها! ففي اللغة نجد كما في القاموس المحيط: عَرَشَ أي بنى عريشاً، وعرش الكرمَ: رفع دواليه على الخشب، وعرش البيت: بناه، وعرش البيت: سقَفه، والنتيجة أن هذه الكلمة تشير إلى وضع الخشب والارتفاع عليه بهدف رفع الحجارة، وهذا ما يقول العلماء والباحثون اليوم، أن الفراعنة استخدموا السكك الخشبية لرفع الطين والتسلق بشكل حلزوني حول البناء تماماً مثل العريشة التي تلتف حول العمود الذي تقوم عليه بشكل حلزوني.
6- في هذه المعجزة رد على من يدعي أن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم أخذ علومه وقصصه من الكتاب المقدس أو من الراهب بحيرة أو القس ورقة بن نوفل، لأن تقنية البناء من الطين لم تُذكر في التوراة، بل على العكس الذي يقرأ التوراة يخرج بنتيجة وهي أن الحجارة تم جلبها من أماكن بعيدة عن منطقة الأهرامات، وأنها حجارة طبيعية، ولا علاقة لها بالطين، وهذا الأمر هو ما منع بعض علماء الغرب من الاعتراف بهذا الاكتشاف العلمي، لأنه يناقض الكتاب المقدس.
7- إن البحث الذي قدمه البروفسور Davidovits أبطل كل الادعاءات التوراتية من أن آلاف العمال عملوا لسنوات طويلة في هذه الأهرامات، وأبطل فكرة أن الحجارة جاءت من أماكن بعيدة لبناء الأهرامات، وبالتالي فإننا أمام دليل مادي على أن رواية التوراة مناقضة للعلم. (…)
وهنا نتساءل بل ونطرح الأسئلة على أولئك المشككين برسالة الإسلام ونقول:
1- كيف علم محمد صلى الله عليه وسلم بوجود أبنية عالية كان الفراعنة يبنونها في عصرهم؟ ولو كان يستمد معلوماته من التوراة لجاء بنفس المعلومات الواردة في التوراة، إذاً من أين جاءته فكرة الصرح أصلاً؟
2- كيف علم النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم أن تقنية الطين كانت مستخدمة في البناء في عصر الفراعنة؟ بل ما الذي يدعوه للحديث في مثل هذه القضايا التاريخية والغيبية، إنها لن تقدم له شيئاً في دعوته، ولو أن النبي هو الذي ألَّف القرآن لكان الأجدر به أن يحدثهم عن أساطير العرب، فهذا أقرب لقبول دعوته!!
3- ثم كيف علم هذا النبي الأمي أن فرعون ادعى الألوهية؟ وكيف علم أنه بنى صرحاً، وكيف علم أن هذه الصروح قد دُمِّرت؟ وأنه لم يبق إلا ما يدل على آثار لهم، يقول تعالى: (فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ) [القصص: 58].
4- هل يمكن لمحمد صلى الله عليه وسلم لو كان هو من ألف القرآن أن يقول مثل هذا الكلام: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [الروم: 9]. فجعل تأمل هذه الأهرامات وغيرها من آثار الشعوب السابقة وسيلة للإيمان لندرك قدرة الله ومصير من يتكبر على الله.
إن هذه الحقائق هي برهان مادي يتجلى في كتاب الله تعالى يظهر صدق هذا الكتاب، وقد يقول قائل: إن نظرية بناء الأهرامات من الطين لم تصبح حقيقة علمية فكيف تفسرون بها القرآن، وأقول: إن هذه النظرية لم تأت من فراغ بل جاءت نتيجة تحليل علمي ومخبري ولا تناقض الواقع، وهي تطابق القرآن، ومهما تطور العلم لن يكتشف من الحقائق إلا ما يتفق ويتطابق مع القرآن لتكون هذه الحقائق وسيلة لرؤية معجزات الله في كتابه، وهو القائل: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
استطراد وتوضيح
عندما قرر العلماء أن حجارة الأهرامات قد نقلت من مناطق بعيدة ونحتت وبنيت منها الأهرامات، اعتمدوا على المشاهدة بالعين المجردة وبعض الاختبارات البسيطة والنصوص الموجودة في التوراة المحرفة، وبعض الآراء لباحثين ومهتمين.
ولكن الذي حدث أن العلم يتطور، والصور التي يظهرها المجهر الإلكتروني لا تكذب! ويمكن اليوم رؤية أي حجر مكبر مئات الآلاف من المرات، أي نستطيع رؤية الجزيئات التي تشكل منها هذا الحجر تحت المجهر الإلكتروني بكل سهولة ووضوح، ولذلك عندما أخضع العلماء هذه الحجارة للتحليل المخبري كانت النتائج بعكس ما هو سائد وعكس ما هو متوقع.
فصورة المجهر الإلكتروني لا تكذب، ولو أردنا أن نكذبها إذاً سوف نشكك في كل علوم الأرض التي وصلنا إليها حتى اليوم، وسوف نشكك بعلم الطب وعلم الهندسة الوراثية ومئات العلوم التي تأتينا نتائجها من خلال المجهر الإلكتروني! لذلك إذا أردنا أن ندحض هذه الصور فينبغي أن نأتي بصور معاكسة، ولا يكفي أن نقول إن فلاناً قال كذا أو صرح بكذا …
إذا رأينا الحجارة بأعيننا وتأكدنا أنها حجارة طبيعية بالمشاهدة واللمس والتفكير، ولكن هل عيوننا دقيقة وترى كل شيء؟ لنطرح السؤال الآن: ماذا رأى المجهر الإلكتروني في هذه الحجارة؟
1- الفقاعات الهوائية: من أين جاءت؟
2- نسبة الماء العالية في هذه الحجارة من أين جاءت؟
3- أين ملايين الأزاميل النحاسية التي استعملت في نحت مئات الملايين من الأحجار؟
4- السؤال الأهم: كم هو الزمن اللازم لنحت الحجارة بحيث تتمتع بسطوح دقيقة ومستوية وناعمة وتنطبق على الحجر الآخر دون ترك أي فراغات؟ بلا شك إن نحت كل حجر يتطلب زمناً ليس بالقليل.
صورة بالمجهر الإلكتروني لعينة من حجارة الهرم الأكبر، وتظهر عليها الأجزاء المتبلورة بشكل غير طبيعي (اللون الأحمر) والتي تربط كتل الكلس معاً (اللون الأسود).
إن البحث الذي جاء به بعض الباحثين حديثاً قد نشر على مواقع علمية ومجلات عالمية موثوقة، وقد حققت هذه الكتب نسبة كبيرة من المبيعات، وهذا طبعاً لا نعتمد عليه كدليل، ولكن نود أن نقول إن العلماء اليوم بدأوا يعترفون بهذه الحقيقة، ليس كلهم ولكن بدأوا تدريجياً.
وفي دراسة حديثة قام بها علماء مختصون بهندسة المواد (Journal of the American Ceramic Society, vol 89, p 3788) يؤكدون أن الأدلة تزداد شيئاً فشيئاً إلا أن بعض العلماء لم يعترفوا بهذا البحث.
ويؤكد هذا البحث أنه حتى فترة قريبة كان من الصعب على الجيولوجيين التمييز بين الحجارة الطبيعية والحجارة الاصطناعية التي صبت قبل خمسة آلاف عام. ولكن طبقاً لبروفسور Gilles Hug من وكالة أبحاث الفضاء الفرنسية Onera والبروفسور Michel Barsoum من جامعة دركسل في فيلاديلفيا حيث وجدا أن غطاء الأهرامات يتكون من نوعين من الحجارة الأول طبيعي منقول من المقالع والثاني صناعي. ويعتقد أن نسبة مهمة من الأبنية العالية أو ما سماها الصروح edifices بنيت من الطين!!!.
وهنا نجد الإشارة القرآنية تتجلى عندما أخبر القرآن على لسان فرعون أن يبني له صرحاً أي بناء عالياً، والأجزاء العالية من البناء لا يمكن بناؤها من الحجارة وفرعون يعلم هذا لأنه لا يمكن رفع الحجارة إلى ارتفاعات عالية، وكانت التقنية السائدة عند الفراعنة أن يستخدموا الطين من أجل ذلك، تماماً كما نصب الأسقف والأبنية العالية اليوم، وهذا ما جعله يقول: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ) [القصص: 38] للدلالة على أنه يريد بناء مرتفعاً جداً.
أخذ الباحثان ثلاث عينات من هرم خوفو وهو أكبر الأهرامات، وقاما بتحليلها بالأشعة السينية والمجهر الإلكتروني فوجدا آثاراً لتفاعل كيميائي سريع والذي لم يسمح بتشكل البلورات الطبيعية داخل الحجر، ومثل هذه البلورات التي تكونت بطريقة غير طبيعية لا يمكن تفسيرها إلا إذا اعتقدنا أن هذه الأحجار قد صُبَّت مثلما نصب الاسمنت في أبنيتنا اليوم. ولكن مع مهارة عالية وبطريقة حرارية لم نكتشف أسرارها بعد.
يعتقد الباحثان أن الحجارة الطينية استخدمت من أجل الأجزاء المرتفعة في البناء حيث تطلب الأهرام بحدود 2.5 مليون حجر، أما الأجزاء المنخفضة فاستعملت فيها الحجارة الطبيعية. ويؤكد هذان الباحثان أن الحجارة الكلسية الناعمة اقتلعت من جنوب الجيزة ثم وُضعت في برك مائية تتغذى من نهر النيل لتنحل وتشكل الطين الكلسي watery slurry. ثم قام الفراعنة بإيقاد النار على هذا الطين وأخذوا الكلس الناتج ثم خلطوه مع الملح ثم تبخر الماء وبقي المزيج الرطب على شكل طين clay-like. وهذا الطين سوف يُحمل إلى قوالب خشبية ويبقى عدة أيام ليتصلب ويشكل حجارة أشبه بالحجارة الطبيعية. وقد قام البروفسور Davidovits من معهد Geopolymer بصناعة حجر كبير بنفس الطريقة خلال عشرة أيام.
هناك إثبات جديد جاء من عالم المواد Guy Demortier من جامعة Namur في بلجيكا، والذي كان يشك بهذه النظرية ولكن دراسة عشر سنوات جعلته يقتنع تماماً أن الأهرامات الثلاثة بنيت من الحجارة الاصطناعية من الطين.
يقول البروفسور Linn Hobbs أستاذ علم المواد والهندسة النووية: لقد صنع المصريون القدماء حجارة الأهرامات من الطين الكلسي، وهي نفس المادة التي استخدموها لصناعة الأواني الخزفية الرائعة بعد تسخينها لدرجة حرارة عالية، مما يكسبها صلابة كبيرة.
يؤكد البروفسور Linn Hobbs أن المصريين لم ينحتوا ملايين الحجارة بهذه الأشكال الدقيقة نحتاً، ثم يرفعونها لارتفاعات عالية، هذه النظرية ليس عليها دليل مادي من الرسوم الجدارية داخل الأهرامات أو النصوص التي عثر عليها حتى الآن.
ويشير علماء المواد إلى أن هناك اختلافاً في كثافة الحجارة التي بنيت منها الأهرامات، حيث وجدوا أن كثافة الكتلة الحجرية أكبر عند القاع وأقل عند القمة بسبب قانون الجاذبية أثناء صب الحجارة حيث نعرف دائماً أن المادة الأخف تصعد للأعلى والمادة الأثقل تغوص للأسفل.
مئات المواقع والمجلات العلمية الموثوقة تبنت هذا الاكتشاف ولم يشكك أحد من علماء الغرب بهذه النتائج إلا نسبة قليلة لا تزال مصرة على رأيها القديم.
– هناك دليل قوي حول معرفة الفراعنة لأسس الكيمياء وخبرتهم في “الخلطات” التي كانوا يستخدمونها في صناعة الأواني الخزفية الصلبة، والتي يستحيل أن تكون قد نُحتت لأنها أقسى من الحديد بكثير، ومثل هذه الخزفيات لا يمكن أن تُنحت بأي أداة، وهذا دليل على التطور الكبير لدى الفراعنة في علم “هندسة المواد”.
صورة بالمجهر العادي لعينة مأخوذة من أحد الأهرامات في منطقة الجيزة بمصر، ويظهر عليها بوضوح فقاعات هواء، ومثل هذه الفقاعات لا توجد في الحجر الطبيعي، إنما حدثت أثناء عملية صب الحجر بسبب التبرد السريع الذي لا يتيح لكامل الهواء الخروج فتنحبس بعض الفقاعات الصغيرة، لتبقى شاهداً مادياً على أن حجارة الأهرامات قد صنعت من الطين.
مجلة الطبيعة الأمريكية وهي من أشهر المجلات العلمية وأكثرها مصداقية تنشر النظرية الجديدة التي تؤكد أن الأهرامات بنيت من الطين، ويزداد عدد العلماء الذين يؤيدون هذا الاكتشاف، والسبب ببساطة، هو أن هذا الاكتشاف صحيح! The scientific magazine NATURE, vol. 444, 793 (14 december 2006)
العلماء في معهد Massachusetts في بوسطن – أمريكا يدعمون هذه النظرية ويحاولون إعادة بناء هذه الأحجار باستخدام تقنية يسمونها geopolymer من خلال مزج الطين مع الأحجار الكلسية مع أملاح كربونات الصوديوم المستخدمة في تحنيط الجثث والمتوافرة بكثرة في الصحراء.
وعلى الرغم من هذه الحقائق نجد من يعارض الدليل العلمي ويقولون إن الرسوم الجدارية والآثار التي تركها الفراعنة لا تدل على أي طين أو طريقة بناء بهذا الشكل، ونقول إن الفراعنة أخفوا هذا السر كما أخفوا سر التحنيط وغيره من الأسرار التي كانت سبباً في قوتهم وسيطرتهم وجبروتهم. ولكن الله تعالى الذي يعلم السر وأخفى، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، قد أخبرنا بالسر الذي دار بين فرعون وهامان!
كذلك أخبرنا القرآن بالكثير من الأسرار التي لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن، لذلك يقول تعالى: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [هود: 49].
ونقول لأولئك الذين يدعون أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم: بالله عليكم من أين أمكن لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعرف مثل هذه المعلومات السرية الدقيقة ويضعها في كتابه؟ أم أن الذي أخبره هو عالم أسرار السموات والأرض، ولذلك أنتم تقولون إن القرآن أساطير وخرافات ولا يتفق مع العقل وأن الراهب بحيرة هو من أملى على النبي هذا القرآن، وقولكم هذا ذكره الله في القرآن ورد عليه، يقول تعالى: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) [الفرقان: 5-6].
إيضاح
إن وجود مقالع للحجارة بالقرب من الأهرامات لا يعني أن الأهرامات بُنيت بالكامل من الحجارة، مع العلم أن الباحثين وجدوا أن قاعدة الهرم فقط بُنيت من حجارة حقيقية، أما الطبقات العليا من الهرم فقد بُنيت من الطين!
هذه التقنية في البناء كانت معروفة لدى القدماء مثل الرومان، وقد لفتت ظاهرة الأبنية الرومانية الضخمة نظر المهندس David Moore والذي قرر دراسة هذه الأبنية، ووجد أنها قد بنيت من الطين الكلسي بعد رفع درجة حرارته في فرن عادي.
الخلاصة
إذا تأملنا أقوال علماء الغرب اليوم نجدهم يؤكدون ويقولون إن أول من أشار إلى تقنية بناء الأهرامات وغيرها من طين هو البروفسور Henri Le Chatelier المولود في فرنسا عام 1850 والذي اقترح في أوائل القرن العشرين فكرة تقول بأن الحجارة والتماثيل صُبَّت من الطين.
ملاحظة:
فكرة هذا البحث جاءتني من أحد الإخوة حيث لفت انتباهي إلى وجود بعض الأفكار على المنتديات، ولكنها غير منظمة، فرجعت إلى المراجع الغربية وإلى المكتشفين الأساسيين، فوجدت أن الفكرة الأصلية صحيحة ولكنها تحتاج إلى عرض وسباكة علمية، وهذا ما قمتُ به، وأحب أن أقول لإخوتي إنني لا أدعي أي اكتشاف قرآني سواء في هذا البحث أو غيره، بل هو توفيق وفضل من الله فهو صاحب هذا الكتاب! وكل ما نقوم به هو تدبر لهذا الكتاب العظيم، وينبغي أن يكون هدفنا ليس أن ننسب الاكتشافات لأنفسنا، فالمؤمن الحقيقي لا يريد إلا وجه الله ولا يهتم بتزكية الناس له، بل كل همّه أن يزكيه الله تعالى القائل: (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) [النجم: 32]. جزى الله خيراً كل من يساهم في هذه الأبحاث سواء بالفكرة أو بالنشر أو بتعريف الناس بها.
ـــــــــــــ
* وللراغبين بمتابعة البحث بكامله مراجعة الموقع www.kaheel7.com
بعض المراجع:
1- http://www.newscientist.com/channel/being-human/mg19225812.900-concrete-evidence-in-gizas-pyramids.html
2- Herodotus, The Histories, Oxford University Press, 1998
3- Davidovits, J. and Morris, M, The Pyramids, Dorset Press, 1988
4- Pyramids were built with concrete rather than rocks, scientists claim, http://www.timesonline.co.uk/tol/news/world/europe/article656117.ece, December 1, 2006
5- Concrete evidence in Giza’s pyramids, http://www.newscientist.com/channel/being-human/mg19225812.900-concrete-evidence-in-gizas-pyramids.html
6- http://dsc.discovery.com/news/2006/12/08/pyramids_arc.html?category=archaeology&guid=20061208120000
7- http://www.materials.drexel.edu/Pyramids/
8- MIT Class Explores Controversial Pyramid Theory With Scale Model, http://www.azom.com/default.asp, April 3rd,2008.
مراجع إضافية:
Tom McNeese, The Pyramids of Giza, San Diego: Lucent Books, 1997
David Macauly, Pyramid, Boston: Houghton Mifflin Company, 1975
Joseph Davidovits and Margie Moris, The Pyramids An Enigma Solved, New York, Hippocrene Books, 1988.
Wm. R. Fix, Pyramid Odyssey, New York: Mayflower Books, 1978
Michael O’Neal, Pyramids, San Diego: Greenhaven Press, 1995
http://www.livescience.com/history/070518_bts_barsoum_pyramids.html