غالبًا ما يعد الشخير أمرًا مزعجًا للشخص ولمن ينام معه في نفس الحجرة، ولم ينظر الناس إليه على أنه مشكلة صحية حقيقية. وقد أدى هذا المفهوم إلى عدم السعي وراء علاج له، خصوصًا إن لم يتصاحب مع التقطع الانسدادي للنفس أثناء النوم، والذي يعد أحد اضطرابات النوم الشديدة الملزمة للعلاج.
ولكن تبين أنه مشكلة صحية، سواء تصاحب أم لم يتصاحب مع التقطع الانسدادي المذكور، ويجب عدم إهمال التعامل مع هذه المشكلة. فهو فضلاً عن أنه علامة على نوم مضطرب، تبين أنه يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقاً لدراسة أجريت حديثاً.
يذكر أن الباحثين الذين قاموا بهذه الدراسة، وهم من مستشفى هنري فورد في ديترويت، عملوا على تدارس التأثيرات المحتملة للشخير على الجهاز القلبي والوعائي الدموي. وبالفعل، فقد وجد أن الشخير يتصاحب مع زيادة في سماكة الطبقة الداخلية للشرايين السباتية، وهي الشرايين المسؤولة عن نقل الدم للدماغ، ويذكر أن زيادة السماكة المذكورة تعد علامة مبكرة على الإصابة بتضيق هذه الشرايين أو انسدادها، ما يؤدي بدوره إلى احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية. وقد وجد الباحثون أيضًا أن مصابي الشخير كانوا أكثر عرضة للإصابة بزيادة السماكة المذكورة مقارنة بمن لديهم عوامل كان يعتقد بأنها أكثر قدرة على زيادة احتمالية الإصابة بها، منها التدخين وزيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم وزيادة الكوليسترول.
وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين ينوون إتباع هذه الدراسة بأخرى لاستكشاف احتمالية وجود ارتباط مباشر بين الشخير وبين حالات أخرى من أمراض القلب والأوعية الدموية، من ضمنها النوبات القلبية.
ويشار إلى ضرورة إعلام الطبيب بأن الشخص مصاب بالشخير، حتى وإن كان ذلك الشخير بسيطًا، ذلك بأنه قد يقدم الحلول للتقليل من الشخير أو التخلص منه، وذلك باستخدام أساليب تناسب كل شخص بحسب حالته. وتتضمن هذه الأساليب استخدام أدوات معينة للمساعدة على إبقاء المجرى التنفسي مفتوحًا.
وعلاوة على ذلك، ينصح مصابو الشخير بالقيام بالإجراءات التالية:
*تجنب زيادة الوزن، فالشخير يرتبط، وبشكل كبير، بالوزن الزائد. وذلك، على ما يبدو، يعود إلى وجود أنسجة زائدة في منطقة الحلق عند من لديهم أوزان زائدة. لذلك، ينصح بالمحافظة على وزن معتدل من خلال ممارسة النشاطات الجسدية والالتزام بنظام غذائي متوازن، الأمر الذي قد يقي من الشخير أو يقلله أو حتى يفضي إلى التخلص منه.
* تجنب التدخين، فهو يهيج الجزء العلوي من الجهاز التنفسي ويؤدي إلى إصابته بأعراض التهابية، ما يزيد من احتمالية الشخير.
* اجعل مستوى رأسك مرتفعا نوعا ما عن مستوى جسدك عند الاستلقاء على ظهرك.
* قم بزيارة الطبيب إن كنت مصابًا بانسداد أو احتقان أنفي، حيث أنهما يجعلان التنفس عبر اﻷنف أمرًا صعبًا، ما يؤدي إلى اللجوء إلى التنفس عبر الفم، وذلك يزيد من احتمالية الشخير.
* تجنب استخدام الأدوية المضادة للاحتقان لمدة ثلاثة أيام متواصلة أو أكثر إلا في حالة وصف الطبيب لذلك، حيث أن هذا الاستخدام قد يزيد الاحتقان سوءًا، ما يفضي إلى زيادة احتمالية الشخير.
*قبل القيام باستخدام أي دواء منوم أو مهدئ، يجب إعلام الطبيب بأن الشخص مصاب بالشخير، ذلك بأن الطبيب قد يقوم بإيقافه كونه يزيد الأمر سوءًا.
* استخدم الأشرطة اللاصقة التي تعمل على توسيع المجرى الأنفي، ذلك بأنها تساعد على التنفس.
______________________
* بريد القراء. Bintalhayat101@hotmail.com