مقال لطيف للدكتورة السعودية “إبتسام بوقري” نشرته على موقعها الالكتروني منذ مدة ولكنه لم يحظ بالاهتمام إلا بعد انتشاره على “الواتس آب”، حيث يتناقله المستخدمون بشكل كبير. واللطيف فيه ليس عنوانه فحسب بل أنه يعدّ تقريرا علمياً يثبت أثر الكلام الطيب على المخلوقات الحية جميعاً بما فيها الحيوانات والنباتات. وفي هذا برهان كبير على مصداقية قوله تعالى { ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون} (ابراهيم 23-24).
وفي القصة أن مصنعًا للألبان في نيوزلندا له فرعان أحدهما في شمال البلاد والآخر في جنوبها، وكان الإنتاج متفاوتاً بينهما بشكل كبير رغم تطابق جميع ظروف الموقعين وتجهيزاتهما وآلية العمل فيهما ونوعية الأبقار، وتساوي عدد العاملين في كل منهما !!. مما جعل المالك يحتار في سبب إختلاف كمية الانتاج بين المصنعين. وبعد إجراء الأبحاث والدراسات توصلوا إلى النتيجة المفاجئة .. وهي أن طريقة التعامل مع الأبقار في المصنع الأول مختلفة تماماً، إذ تبين أن لدى العمال تقدير كبير للأبقار ويعبرون عنه يومياً وعند كل صباح قبل بدء الحلب، بحيث يطلون عليها مبتسمين مخاطبين كل بقرة شخصياً بالقول :
صباح الخير يا بقرة !! (GOOD MORNING COW ) وهذا هو سبب زيادة إنتاجها.
وتقول الدكتور بوقري أنه ربما يتعجب البعض ويظن أن في الأمر مبالغة .. “ولكن أؤكد للجميع أنها حقيقة فقد ثبت علمياً بتجارب كثيرة سابقة أن كل مخلوق حي بل كل شيء حولنا يشعر ويتأثر بالكلمة الطيبة حتى الجمادات .. وقد ورد في السيرة النبوية الشريفة أن جذع شجرة جاف حنّ لسيدنا ورسولنا صلى الله عليه وآله وسلم حين هجره بعد أن كان يستند عليه في الخطبة واستبدله بالمنبر حتى سمع الصحابة رضي الله عنهم أنينه ولم يهدأ إلا حين نزل عليه الصلاة والسلام من فوق المنبر واحتضنه وهدّأه بالكلام الطيب”.
وأجرى عالم ياباني مشهور عدة تجارب على تأثير الكلمات الطيبة على أشياء مختلفة، ومنها تجربة وضع أرز في إنائين متشابهين، أحدهم يقول له كلاما طيبًا والآخر كلاما سيئًا. وجد أن الإناء الذي قال له كلاما سيئًا تعرض الأرز فيه للتلف بعد يوم واحد فقط، أما الآخر الذي سمع كلامًا طيبًا بقي بحال جيدة لمدة ثلاثة أيام . وتقول الدكتور بوقري :”قد حضرت له محاضرة في كلية دار الحكمة وله كتاب عن تأثير الكلام على الماء وكيف يصبح مثل الألماس والكريستال بتصوير جزيئاته حين يسمع كلاما حسنًا ومن ذلك تجربة أن يتعرض الماء لقول (بسم الله) فوجد أن شكل جزيئاته تتغير إلى شكل جميل جدا , ولاعجب أن ديننا يدعونا لنقول بسم الله قبل الأكل والشرب، لما في ذلك من الخير والبركة كما نحن موقنين، وثبت أن له تأثيرًا فعليًا على تكوين الطعام والشراب وتغير جزيئاته بشكل أفضل .
وإذا كانت الكلمات تؤثر على الجماد والنبات والحيوان وكل الكائنات .. فكيف بالإنسان وهو أكرم المخلوقات، ومن ميزه الله بالعقل والإحساس المرهف، فبالتأكيد سيكون تأثره أكبر وأعمق بكل كلمة يسمعها سواء كانت طيبة أو سيئة، بل أن الكلمة الطيبة يبقى أثرها لما بعد رحيل الإنسان من الدنيا وتثقل بها موازينه في الآخرة، فقد قال تعالى : { ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون} (ابراهيم 23-24).
لذا أدعو نفسي والجميع للتعامل بالكلمة الطيبة والإكثار منها لنزيد أرصدتنا في الدنيا والآخرة .. وختمت الدكتورة بوقري مقالها بقول ظريف : “أرجو أن لا يطبق زوج ما مقالتي حرفيًا ويقول لزوجته : صباح الخير يا بقرة !! ..فلست مسؤولة عن النتائج إن فعل…!”.
_______________________
* من بريد القراء.