رضي الله عنه
أبو أيوب الأنصاري واسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري.
شهد: العقبة، وبدرا، وأحدا، والخندق، وسائر المشاهد مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
روى أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ مائَة حَدِيث وَخَمْسَة وَخَمْسُونَ حَدِيثا. وروى عنه عدد من الصحابة.
وهو من الذين جمعوا الْقُرْآن حفظاً على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
وَكَانَ مع عَليّ بن أبي طالب، رضي الله عَنْهُ، ومن خاصته. فقد شهد أبو أيوب مع عَليّ الجمل وصفين، وَكَانَ عَلَى مقدمته يوم النهروان. وورد المدائن فِي صحبته.
كذلك لم يقعد عن الغزو في زمان عمر وعثمان ومعاوية، وشارك في غزاة يزيد بن معاوية بالقسطنطينية 49هـ
لم يتخلف عن الجهاد إلا عاما واحدا، عندما استعمل عَلَى الجيش رجل شاب، فقعد ذلك العام، فجعل بعد ذلك يتلهف، ويقول: وما علي من استعمل علي “.
إسلام أبي أيوب:
أسلم أبو أيوب أسوة بكثير من الأنصار، على يد مصعب بن عمير ورافقه إلى بيعة العقبة. وكان عمره 26 سنة.
في طليعة مستقبلي النبي صلى الله عليه وسلم:
في المدينة استقبل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يقول كل قبيلة اقم عندنا في العدة والعدد ويقول خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فلما انتهت إلى بيت أبى أيّوب الأنصاري بركت ووضعت جرانها في الأرض. فَنَزَلَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَاحْتَمَلَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ رَحْلَهُ، فلما دعاه الناس إلى بيوتهم قال عليه الصلاة والسلام: -ح: “المرء مع رحله”.
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي أيوب وأقام عنده سبعة أشهر إلى أن بنى المسجد.
فنزل النبي صلى اللّه عليه وسلم في السفل وأبو أيوب في العلو ثم استدرك أبو أيوب رعاية للأدب فعرض عليه التحول إلى العلو فقال: السُّفْل أرفق أي بأصحابه وقاصديه.
أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ، حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ نَزَلَ فِي بَيْتِهِ الأَسْفَلِ، وَكُنْتُ فِي الْغُرْفَةِ فَهُرِيقَ مَاءٌ فِي الْغُرْفَةِ، فَقُمْتُ أَنَا وَأُمُّ أَيُّوبَ بِقَطِيفَةٍ لَنَا نَتَتَبَّعُ الْمَاءَ شَفَقًا أَنْ يَخْلُصَ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلْتُ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُشْفِقٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ فَوْقَكَ، فَانْتَقِلْ إِلَى الْغُرْفَةِ.
فَأَمَرَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَتَاعِهِ فَنُقِلَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنْتَ تُرْسِلُ إِلَيَّ بِالطَّعَامِ، فَأَنْظُرُ فَإِذَا رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِكَ وَضَعْتُ فِيهِ يَدِي، حَتَّى كَانَ هَذَا الطَّعَامُ الَّذِي أَرْسَلْتَ بِهِ إِلَيَّ، فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَثَرَ أَصَابِعِكَ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَجَلْ، إِنَّ فِيهِ بَصَلًا، فَكَرِهْتُ أَنْ آكُلَ مِنْ أَجْلِ الْمَلَكِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَكُلُوا “.
من حرس رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام
كان أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ من عداد الذين تناوبوا على حراسة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم: «سعد بن زيد الأنصاري، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وسعد بن معاذ، ومحمد بن مسلمة، وبلال، وزكوان بن عبد قيس، وعباس بن بشير».
في غزوة بدر:
سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ: هَلْ لَكُمْ أَنْ نَخْرُجَ فَنَلْقَى الْعِيرَ لَعَلَّ اللَّهَ يَغْنِمُنَا؟ قُلْنَا: نَعَمْ. فَخَرَجْنَا، فَلَمَّا سِرْنَا يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ أُمِرْنَا أَنْ نَتَعَادَّ، فَفَعَلْنَا، فَإِذَا نَحْنُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلا، فَأَخْبَرْنَاهُ بِعِدَّتِنَا، فَسُرَّ بِذَلِكَ وَحَمِدَ اللَّهَ، وَقَالَ: عِدَّةُ أَصْحَابِ طَالُوتَ.
حرسه في غزوة خيبر:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ مِنْ خَيْبَرَ وَمَعَهُ صَفِيَّةُ دَخَلَ الْفُسْطَاطَ مَعَهُ السَّيْفُ وَاضِعًا رَأْسَهُ عَلَى الْفُسْطَاطِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ الْحَرَكَةَ، فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» فَقَالَ: أَنَا أَبُو أَيُّوبَ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَارِيَةٌ شَابَّةٌ حَدِيثَةُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ وَقَدْ صَنَعَتْ بِزَوْجِهَا مَا صَنَعَتْ فَلَمْ آمَنُهَا، قُلْتُ إِنْ تَحَرَّكَتْ أَكُونُ قَرِيبًا مِنْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا أَيُّوبَ» ، مَرَّتَيْنِ.
مما رآه من رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَلْعَبَانِ عَلَى صَدْرِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُحِبُّهُمَا؟ قَالَ: «وَكَيْفَ لا أُحِبُّهُمَا وهما ريحانتاي من الدنيا».
عن أبي أيوب الأنصاري قال: بينما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واقف إذ توجه تلقاء المغرب فسلم وأشار بيده فقلت (على من تسلم يا رسول الله) قال (على رجال من أمتي يكونون في هذا المغرب بجزيرة يقال لها الأندلس حيهم مرابط وميتهم شديد وهم ممن استثنى الله من كتابه ” فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله “).
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: «أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِذْ يَقُولُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم: 48] فَأَيْنَ الْخَلْقُ عِنْدَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: ” أَضْيَافُ اللَّهِ، فَلَنْ يُعْجِزَهُمْ مَا لَدَيْهِ»
عَنْ أَبِي أَيّوبَ الأَنْصَارِيّ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، إذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ، أَكَلَ مِنْهُ وَبَعَثَ بِفَضْلِهِ إِلَيّ. وَإِنّهُ بَعَثَ إِلَيّ يَوْماً بِفَضْلَةٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا. لأَنّ فِيهَا ثُوماً. فَسَأَلْتُهُ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: “لاَ. وَلَكِنّي أَكْرَهُهُ مِنْ أَجْلِ رِيحِهِ”. قَالَ: فَإِنّي أَكْرَهُ مَا كَرِهْتَ
عن أبي أيّوبَ الأنْصَارِيّ قالَ: “كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إذَا أكَلَ أوْ شَرِبَ قالَ الْحمدُ لله الّذِي أطْعَمَ وَسَقَى وَسَوّغَهُ وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجاً”
عن أبي أيوب الأنصاري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتى أحدكم الغائط، فلا ستقبل القبلة ولا يولها ظهره، شرقوا أو غربوا).
عَنْ أَبِي أَيّوبَ أَنّهُ قَالَ: حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: كُنْتُ كَتَمْتُ عَنْكُمْ شَيْئاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “لَوْلاَ أَنّكُمْ تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ اللّهُ خَلْقاً يُذْنِبُونَ، يَغْفِرُ لَهُمْ. إنما كتمه أولاً مخافة اتكالهم على سعة رحمة الله تعالى وانهماكهم في المعاصي، وإنما حدث به عند وفاته لئلا يكون كاتما للعلم.
موقفه المشرف في حديث الإفك:
كان من أكبر الشرف له. وهو القائل لزوجته أم أيوب حين قالت له: أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ ـ أي في حديث الافك ـ فقال لها: أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ فقالت: لا والله. فقال: والله لهي خير منك فأنزل الله: ((لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا)) (النور، الآية: 12).
أبقى بيته مكانا للضيافة:
قدم وفد نصارى نجران على النبي صلى الله عليه وسلم فصلوا صلاتهم في المسجد النبوي إلى الشرق وقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه “دعوهم”. ثم عرض عليهم الإسلام، فابوا وتعاهدوا على الجزية، وغادروا إلى اليمن. فلم يلبث السيد والعاقب(عضوا الوفد) إلا يسيرا حتى رجعا إلى النَّبِيّ – صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم – فأسلما وأنزلهما في دار أَبِي أيّوب الْأَنْصَارِيّ.
في خلافة عمر بن الخطاب:
عن سليمان بن يسار أن أبا أيوب الأنصاري خرج حاجا حتى إذا كان بالبادية من طريق مكة أضل رواحله، ثم إنه قدم على عمر بن الخطاب يوم النحر فذكر ذلك له فقال له عمر: إصنع كما يصنع المعتمر ثم قد حللت، فإذا أدركت الحج قابلا فاحجج وأهد ما استيسر من الهدى.
عن طاووس أن أبا أيوب الأنصاري كان يصلي قبل خلافة عمر ركعتين بعد العصر، فلما استخلف عمر تركهما، فلما توفي عمر ركعهما فقيل له ما هذا؟ فقال: إن عمر كان يضرب عليهما.
في عهد الخلفاء الراشدين غزا أبو أيوب في مصر والشام والعراق. شهد فتح مصر، وغزا بحرها.
حين حصر عثمان في بيته:
حين جَاءَ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي مُنِعَ فِيهِ عُثْمَانُ الصَّلَاةَ سَعْدُ الْقَرَظِ – وَهُوَ الْمُؤَذِّنُ – إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: مَنْ يُصَلِّي بِالنَّاسِ؟ فَقَالَ: ادْعُ خَالِدَ بْنَ زَيْدٍ، فَدَعَاهُ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَهُوَ أَوَّلُ يَوْمٍ عُرِفَ أَنَّ اسْمَ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ، فَصَلَّى أَيَّامًا ثُمَّ صَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ بِالنَّاسِ،
في خلافة الإمام علي:
شهد أبو ايوب أنه سَمِع رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” أَلا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلِيِّي، وَأَنَا وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ، أَلا فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَأَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ، وَأَبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُ، وَأَعِنْ مَنْ أَعَانَهُ “.
وعنه رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَقَدْ صَلَّتِ الْمَلائِكَةُ عَلَيَّ وَعَلَى عَلِيٍّ سَبْعَ سِنِينَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ مَعِي رَجُلٌ غَيْرُهُ “.
وحين بويع الإمام علي أشير عليه بآراء كثيرة منها قصد الشام ومحاورة معاوية ومنها قصد العراق ومنها قصد مكة حيث تقصده الناس وتبايع فأشار أبو أيوب عليه فقال:
يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو أَقمت بِهَذِهِ الْبِلَاد لِأَنَّهَا الدرْع الحصينة ومهاجرة للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبهَا قَبره ومنبره ومادة الْإِسْلَام فَإِن استقامت لَك الْعَرَب كنت فِيهَا كمن كَانَ وَإِن تشعب عَلَيْك قوم رميتهم بأعدائهم وَإِن ألجئت حِينَئِذٍ إِلَى الْمسير سرت وَقد أعذرت فَقَالَ عَليّ إِن الرِّجَال وَالْأَمْوَال بالعراق وَلنْ يصيبنا إِلَّا مَا كتب اللَّه لنا ثمَّ أَخذ بِمَا أَشَارَ عَلَيْهِ أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وعزم على الْمقَام بِالْمَدِينَةِ وَبعث الْعمَّال على الْأَمْصَار إلى أن صدت خيل معاوية عامل علي على الشام وكان ما كان من الفتنة والمعارك.
وقدم أبو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وهو امير الْبَصْرَة يومها، فَفَرغَ لَهُ بَيْتَهُ وَقَالَ لأَصْنَعَنَّ بِكَ مَا صَنَعْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَمْ عَلَيْكَ مِنَ الدَّيْنِ فَقَالَ عِشْرُونَ أَلْفًا فَأَعْطَاهُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا وَعِشْرِينَ مَمْلُوكًا وَقَالَ لَكَ مَا فِي الْبَيْتِ كُلُّهُ.
وسار حتى ورد عليهم نهروان، فعسكر على فرسخ منهم، وارسل اليهم قيس بن سعد بن عباده، وأبا أيوب الأنصاري، فاتياهم للمفاوضة فأصر الخوارج على موقفهم، فانصرفا الى على، فأخبراه… وامر على بالنداء في الناس ان يأخذوا اهبه الحرب، ثم عبى جنوده، فولى الميمنه حجر بن عدى، وولى الميسره شبث بن ربعي، وولى الخيل أبا أيوب الأنصاري، وولى الرجاله أبا قتادة. فعبّى علىّ- عليه السلام- أصحابه، ورفع راية أمان مع أبى أيوب الأنصارى، فناداهم أبو أيوب فقال:
– «من جاء هذه الراية منكم، ممن لا يقتل ولا يستعرض، فهو آمن، ومن انصرف منكم إلى الكوفة، أو المدائن، وخرج من هذه الجماعة، فهو آمن. إنه لا حاجة لنا- بعد أن نصيب قتلة إخواننا منكم- في سفك دمائكم.» فقال فروة بن نوفل الأشجعى:
– «والله ما أدرى: على أىّ شيء، أقاتل علىّ بن أبى طالب.» فانصرف في خمسمائة فارس. وخرج إلى علىّ منهم نحو ذلك. وكانوا أربعة آلاف، وبقي منهم في المواجهة 2800 قتلوا عن آخرهم.
أبو أيوب خلال العهد الأموي:
عن داود بن أبي صالح (عن أبي أيوب) الأنصاري قال داود: أقبل مروان بن الحكم فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر أي قبر النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: أتدري ما تصنع؟ فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب فقال: نعم جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم ولم آت الحجر سمعته يقول: لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله.
سنة 40 هـ، ارسل معاويه ابن أَبِي سُفْيَانَ بعد تحكيم الحكمين بسر بن أبي أرطاة- وَهُوَ رجل من بني عَامِر بن لؤي فِي جيش- فساروا من الشام حَتَّى قدموا الْمَدِينَة، وعامل علي عَلَى الْمَدِينَة يَوْمَئِذٍ أَبُو أيوب الأَنْصَارِيّ، ففر مِنْهُمْ أَبُو أيوب، فأتى عَلِيًّا بالكوفة، ودخل بسر الْمَدِينَة، واجبر القوم على مبايعة معاوية.
وفي سنة 23 هـ: غزا مُعَاوِيَة أرض الروم حَتَّى بلغ عمورية، وَكَانَ فِي ذَلِكَ أبو أيوب الأنصاري، وعبادة بن الصامت، وأبو ذر، وشداد بْن أوس.
الغزوة الأخيرة:
ارسل معاوية سنة 49 هـ، جيشاً كثيفاً مع سفيان ابن عوف، إلى القسطنطينية، وندب فيه ابنه يزيد، فأوغلوا في بلاد الروم، وحاصروا القسطنطينية، وكان في ذلك الجيش ابن عباس، وعمرو بن الزبير، وأبو أيوب الأنصاري وكان عمره قد قارب الثمانين.
وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: فَمَرِضَ فَلَمَّا ثَقُلَ قَالَ لأَصْحَابِهِ: إِنْ أَنَا مُتُّ فَاحْمِلُونِي فَإِذَا صَافَفْتُمُ الْعَدُوَّ فَادْفِنُونِي تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ. [وَسَأُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لولا مَا حَضَرَنِي لَمْ أُحَدِّثْكُمْ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ: مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ] .
وفاته ودفنه:
كان أبو أيوب رضي الله عنه عندما خرج في غزوة الفسطنطينية قد تقدمت به السن وأصبح شيخاً كبير وكان يقول: قال الله تعالى: ((انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا … )) (التوبة، الآية:41) لأجدني إلا خفيفاً أو ثقيلاً.
أغزى أبو أيوب، فمرض، فقال: إذا متُّ فاحملوني، فإذا صاففتم العدوَّ، فارموني تحت أقدامكم. توفي سنة 52 ه، وكان قد بلغ الثمانين، وحمله المجاهدون واقتربوا أقصى ما يكون إلى الأسوار ودفنوا أبا أيوب، وامروا بالخيل فجعلت تقبل وتدبر عَلَى قبره، حَتَّى عفا أثر القبر.
خلّد الله ذكره ومقامه:
-ح:(لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش)
عند حصار القسطنينية عام 1453 م إهتدى الشيخ آق شمس الدين مرشد السلطان محمد الفاتح ومربيه إلى قبر أبي أيوب عند أسوار المدينة وقد طمره التراب فكشف عن صخرة نقش عليها هذا قبر خالد بن زيد الصحابي الأنصاري. وكاد السلطان يغمى عليه حين عاين المكان من فرحه وتهيبه. وصار أبو ايوب ملهم الجيوش وقدوتها، وكان الشيخ آق شمس الدين يذكر الجنود بشرف الجهاد وثوابه ووعد رسول الله كلما ضعفت المعنويات وارتفعت الخسائر.
حاصر السُّلْطَان الْمَدِينَة فِي اوائل ابريل سنة 1453 من جِهَة الْبر بِجَيْش يبلغ الْمِائَتَيْنِ وَخمسين الف جندي وَمن جِهَة الْبَحْر بعمارة مؤلفة من مائَة وَثَمَانِينَ سفينة واقام حول الْمَدِينَة ارْبَعْ عشرَة بطارية طوبجية مدفعية وضع بهَا مدافع جسيمة صنعها صانع مجْرى شهير اسْمه اوربان كَانَت تقذف كرات من الْحجر زنة كل وَاحِدَة مِنْهَا اثْنَا عشر قِنْطَارًا إِلَى مَسَافَة ميل وَفِي اثناء الْحصار اكتشف قبر ابي ايوب الانصاري وَبعد الْفَتْح بنى لَهُ مَسْجِد جَامع انتهى من بنائه عام 1458م . وَجَرت الْعَادة بعد ذَلِك ان كل سُلْطَان يتَوَلَّى يتقلد سيف عُثْمَان الْغَازِي الاول بِهَذَا الْمَسْجِد وَهَذَا الاحتفال يعد بِمَثَابَة التتويج عِنْد مُلُوك الافرنج وَلم تزل هَذِه الْعَادة متبعة حَتَّى الان…
ملحق:
روى عنه عدد من الصحابة: ابن عباس، وابن عمر، والبراء بْن عازب، وَأَبُو أمامة، وزيد بْن خَالِد الجهني، والمقدام بْن معد يكرب، وأنس بْن مالك، وجابر بْن سمرة، وعبد اللَّه بْن يَزِيدَ الخطمي، ومن التابعين: سَعِيد بْن المسيب، وعروة، وسالم بْن عَبْد اللَّهِ، وَأَبُو سلمة، وعطاء بْن يسار، وعطاء بْن يَزِيدَ، وغيرهم.
مما تعلمه أبو ايوب من رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سَأَلَ رجل أَبَا أَيّوبَ اْلأَنْصَارِيّ فقال: “يُصَلّي أَحَدُنَا في مَنْزِلِه الصّلاَةَ ثُمّ يَأْتِي المَسْجِدَ وَتُقَامُ الصّلاَةُ فأُصَلّي مَعَهُمْ فأَجِدُ في نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً. فقال: أَبُو أَيّوبَ: سَأَلْنَا عن ذَلِكَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: فَذَلِكَ لَهُ سَهْمُ جَمْعٍ”.
عن ابنِ أبي أَيّوبَ الأنْصَارِيّ قال قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “الْوِتْرُ حَقّ عَلَى كلّ مُسْلِمٍ، فَمنْ أَحَبّ أَنْ يُوتِرَ بِخَمْسٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبّ أَنْ يُوتِرَ بثَلاَثٍ فَلْيَفْعَل، وَمَنْ أَحْبّ أَنْ يُوتِرَ بِوَاحِدَةٍ فَلْيَفْعَلْ”
“سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عن قَتْلِ الصّبْرِ، فَوَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَتْ دَجَاجَةٌ ما صَبَرْتُهَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَالرّحْمَنِ بنَ خَالِدِ بنِ الْوَلِيدِ، فَأعْتَقَ أرْبَعَ رِقَابٍ”
عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال:-كنا في البحر وعلينا عبد الله بن قيس الفزاري ومعنا أبو أيوب الأنصاري فمر بصاحب المقاسم وقد أقام السبي فإذا امرأة تبكي فقال: ما شأن هذه قالوا: فرقوا بينها وبين ولدها قال: فأخذ بيد ولدها حتى وضعه في يدها فانطلق صاحب المقاسم إلى عبد الله بن قيس فأخبره فأرسل إلى أبي أيوب فقال: ما حملك على ماصنعت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة.
عن أَبِي أَيُوبَ الأنْصَارِيّ أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: “لا يَحِلّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيّامٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الّذِي يَبْدَأَ بالسّلاَمِ”
في الصحيحين عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات كان كمن أعتق عشرة أنفس من ولد إسماعيل
عَنْ أَبِي أَيّوبَ الأَنْصَارِيّ رَضِيَ اللّهُ عنه أَنّهُ حَدّثَهُ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتّاً مِنْ شَوّالٍ. كَانَ كَصِيَامِ الدّهْرِ
سَمِعْتُ أَبَا أَيّوبَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: “غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِمّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشّمْسُ وَغَرَبَتْ
الهارب من البعث المؤجر نفسه للجهاد:عنْ أبي أيّوبَ أنّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “سَتُفْتَحُ عَلَيْكُم الأمْصَارُ وَسَتَكُونُ جُنُودٌ مُجَنّدَةٌ يُقْطَعُ عَلَيْكُمْ فِيهَا بُعُوثاً فَيَكْرَهُ الرّجُلُ مِنْكُم الْبَعْثَ فِيهَا فَيَتَخَلّصُ مِنْ قَوْمِهِ (يخرج من بلده)، ثُمّ يَتَصَفّحُ الْقَبَائِلَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ يَقُولُ: مَنْ أكْفِهِ بَعَثَ كَذَا، مَنْ أكْفِهِ بَعَثَ كَذَا، ألاَ وَذَلِكَ الأجِيرُ إلَى آخِرِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهِ”. (لا ثواب له ولو بذل نفسه).
-ح: إذا دعي أحدكم فليجب وإن كان صائما.
-ح: إن كل صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة.
-ح: (حبذا) كلمة مدح ركبت من كلمتين أي حب هذا الأمر (المتخللون من أمتي في الوضوء والطعام).
أبو أيوب معلماً:
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَقِيَ مِنَ اللَّهِ وَصَبَرَ حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يُغْلَبَ لَمْ يُفْتَنْ فِي قَبْرِهِ. أي لم يسأله الملكان منكر ونكير فيه كما يسأل غيره.
عن أبي زبيد قال: دخلت أنا ونوف البكالي على أبي أيوب الأنصاري وقد اشتكى فقال: نوف: اللهم عافه واشفه قال: لا تقولوا هذا وقولوا: اللهم إن كان أجله عاجلا فاغفر له وارحمه، وإن كان آجلا فعافه واشفه وآجره.(كر).
عن عبد الله بن عمرو أن أبا أيوب الأنصاري كان في مجلس وهو يقول-ألا يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة قالوا وهل نستطيع ذلك قال فإن قل هو الله أحد ثلث القرآن قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع أبا أيوب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق أبو أيوب.
-ح: تحت كل شعرة جنابة
قدم علينا أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم مصر غازيا وكان عقبة بن عامر بن عبس الجهني أمره علينا معاوية ابن أبي سفيان قال فحبس عقبة بن عامر بالمغرب فلما صلى قام إليه أيوب الأنصاري فقال له يا عقبة أهكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب أما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال أمتي بخير أو على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم قال فقال بلى قال فما حملك على ما صنعت قال شغلت قال فقال أبو أيوب أما والله ما بي إلا أن يظن الناس أنك رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع هذا.
عن أبي أيوب الأنصاري قال:
-جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عظني وأوجز فقال: إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدا واجمع الإياس مما في يدي الناس
وروي عنه: سمعت أبا أيوب الأنصاري يقول:
-إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم إليهم فقال لهم إن ربكم عز وجل خيرني بين سبعين ألفا يدخلون الجنة عفوا بغير حساب وبين الخبيئة عنده لأمتي فقال له بعض أصحابه يا رسول الله أيخبأ ذلك ربك عز وجل فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج وهو يكبر فقال إن ربي عز وجل زادني مع كل ألف سبعين ألفا والخبيئة عنده قال أبو رهم يا أبا أيوب وما تظن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكله الناس بأفواههم فقالوا: وما أنت وخبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو أيوب: دعوا الرجل عنكم أخبركم عن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أظن بل كالمستيقن إن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول: ربِّ من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله مصدقا لسانه قلبه أدخِله الجنة.
عن أبي أيوب الأنصاري قال:
-لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نزل عليَّ فقال لي يا أبا أيوب ألا أعلمك قال: قلت: بلى يا رسول الله قال: ما من عبد يقول حين يصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد إلا كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات وإلا كُن له عند الله عدل عشر رقاب محررين وإلا كان في جُنة من الشيطان حتى يمسي ولا قالها حين يمسي إلا كذلك.
عن أبي أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من رجل يغرس غرسا إلا كتب الله عز وجل له من الأجر قدر ما يخرج من ثمر ذلك الغراس
عن أبي أيوب الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
-بادروا بصلاة المغرب قبل طلوع النجم
عن أبي أيوب الأنصاري أنه قال:
-كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقرب طعاما فلم أر طعاما كان أعظم بركة منه أول ما أكلنا ولا أقل بركة في آخره قلنا كيف هذا يا رسول الله قال: لأنا ذكرنا اسم الله عز وجل حين أكلنا ثم قعد بعد من أكل ولم يسم فأكل معه الشيطان.
عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
-إن أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح
عن أبي أيوب الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
-من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب إن كان عنده ولبس من أحسن ثيابه ثم خرج حتى يأتي المسجد فيركع إن بدا له ولم يؤذ أحدا ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى وقال في موضع آخر: إن عبد الله بن كعب بن مالك السلمي حدثه أن أبا أيوب صاحب رسول الله صلى اله عليه وسلم حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
-من اغتسل يوم الجمعة وزاد فيه ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد.
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَقِيَ مِنَ اللَّهِ وَصَبَرَ حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يُغْلَبَ لَمْ يُفْتَنْ فِي قَبْرِهِ.
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ: “مَسْأَلَةٌ وَاحِدَةٌ يَتَعَلَّمَهَا الْمُؤْمِنُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ عِبَادَةٍ سَنَةٍ وَخَيْرٌ لَهُ مِنْ عِتْقِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ وَالْمَرْأَةَ الْمُطِيعَ لِزَوْجِهَا وَالْوَلَدَ البار بوالديه يدخلون الْجَنَّةَ مَعَ الأَنْبِيَاءِ بِغَيْرِ حِسَابٍ”.
جمعنا وأبا أيّوب الأنصارى مرسى فى البحر، فلما حضر غداؤنا أرسلنا إلى أبى أيّوب وأهل مركبه، فأتانا أبو أيّوب فقال: دعوتمونى وأنا صائم، فكان علىّ من الحقّ أن أجيبكم، إنى سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «إنّ للمسلم على أخيه المسلم ستّ خصال واجبة، فمن ترك خصلة منها فقد ترك حقا واجبا لأخيه عليه: إذا دعاه أن يجيبه، وإذا لقيه أن يسلّم عليه، وإذا عطس أن يشمّته، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يتبع جنازته، وإذا استنصح له أن ينصحه»
عن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر به جبريل على إبراهيم خليل الرحمن، فقال إبراهيم: لجبريل من هذا الذي معك؟ فقال جبريل: هذا محمد فقال إبراهيم يا محمد مر أمتك، فليكثروا من غراس الجنة، فإن أرضها واسعة، وتربتها طيبة، فقال محمد لإبراهيم وما غراس الجنة، فقال إبراهيم: لا حول ولا قوة إلا بالله.
توفي أَبُو أيوب مجاهدًا سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة اثنتين وخمسين، وهو الأكثر، وكان في جيش، وأمير ذلك الجيش يزيد بْن معاوية، فمرض أَبُو أيوب، فعاده يزيد، فدخل عليه يعوده، فقال: ما حاجتك؟ قال: حاجتي إذا أنا مت فاركب، ثم سغ في أرض العدو ما وجدت مساغًا، فإذا لم تجد مساغًا فادفني، ثم ارجع، فتوفي، ففعل الجيش ذلك، ودفنوه بالقرب من القسطنطينية، وقبره بها يستسقون به.
وأمر يزيد بالخيل فجعلت تقبل وتدبر عَلَى قبره، حَتَّى عفا أثر القبر روي هَذَا عن مجاهد.
وقيل: إن الروم قالت للمسلمين فِي صبيحة دفنهم لأبي أيوب: لقد كَانَ لكم الليلة شأن، قالوا: هَذَا رجل من أكابر أصحاب نبينا وأقدمهم إسلاما، وقد دفناه حَيْثُ رأيتم، ووالله لئن نبش لا ضرب لكم بناقوس فِي أرض العرب ما كانت لنا مملكة.
قَالَ مجاهد: وكانوا إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فمطروا.
قال مجاهد «4» :
أمر «يزيد» بالخيل، فجعلت تقبل عليه وتدبر حتى غبّى. فأشرف أهل قسطنطينية فقالوا: لقد كان لكم الليلة شأن. فقالوا: نعم، هذا رجل من أكابر أصحاب نبيّنا- صلّى الله عليه وسلّم- وأقدمهم إسلاما، ودفنّاه حيث رأيتم، والله لئن نبش لا ضرب ناقوس في أرض العرب، ما كانت لنا مملكة.
المعارف (1/ 275)
قال مجاهد:
فكانوا إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فأمطروا [1] . وله بالمدينة عقب.