بقلم أ.ع.
حضّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه على التداوي بالحبة السوداء والتي يعرفها عامة الناس باسم “حبة البركة” أو “الحبة المباركة”. ولعلها سميت كذلك لأنها كانت وصفة السلف الصالح إيماناً بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فساعدت المرضى على الشفاء من أمراض استعصت على الأطباء.
وقد ثبت في الصحيحين من حديث أم سلمة عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام”[1]. والسام: الموت. كما روى البخاري عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: “إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام”. قلت وما السام؟ قال: “الموت” [2]. وفي رواية المسلم: “ما من داء إلا في الحبة السوداء منه شفاء” [3].
وفي العقدين الأخيرين سارع بعض الأطباء المسلمين، إيماناً منهم بصدق النبي صلى الله عليه وسلم، إلى وضع هذه الحبة تحت المجهر وأجريت لها اختبارات كثيرة. لكن أهم ما لفت نظر الأطباء هو عمومية الشفاء في هذه الحبة مما دفع د. أحمد القاضي ود. أسامة قنديل وزملاءً لهما في الولايات المتحدة الأميركية إلى التركيز في أبحاثهم على دور هذه الحبة في تقوية المناعة عند الإنسان طالما أنها تعين على الشفاء عموما وليس من مرض واحد محدد فقط، ونجحت الأبحاث، حتى مع مرضى السرطان وحالات الإيدز المتقدمة.
فقد استرعت النتائج التي أعلنها الأطباء المسلمون انتباه الأطباء وعلماء المختبرات في نواحي عدة من العالم مسلمين وغير مسلمين، وعرف من الأطباء المسلمين: د. محمد الدخاخني من جامعة الاسكندرية ود. مرسي من جامعة القاهرة، ود. الغامدي من جامعة الملك فيصل في الدمام بالمملكة العربية السعودية، ود. خان من جامعة آغا خان في باكستان، وآخرون من جامعة الدار البيضاء في المغرب وباحثون من جامعة الملك سعود بالرياض.
وثبت أن الحبة السوداء تنشط المناعة النوعية أو المكتسبة برفعها نسبة الخلايا المساعدة والخلايا الكابحة وخلايا القاتل الطبيعي ـ وكلها خلايا ليمفاوية في غاية التخصص والدقة ـ كما جاء في بحث د. احمد القاضي، وبما أكدته الأبحاث المنشورة في الدوريات العلمية لهذه الحقيقة، حيث تحسنت الخلايا الليمفاوية المساعدة وخلايا البلعمة، وازداد مركب الإنترفيرون، وتحسنت المناعة الخلوية، وانعكس ذلك التحسن في جهاز المناعة على التأثير المدمر لمستخلص الحبة السوداء على الخلايا السرطانية وبعض الفيروسات، وتحسن آثار الإصابة بديدان البلهارسيا.
وتبين أن لهذه الحبة ولزيوتها مفاعيل عجيبة، ومنها:
-أنها تقي الكبد من عدة أنواع من السموم.
-تعالج سرطان الكبد وسرطان القولون وسرطان الثدي.
– تخفض معدل السكر وتزيد مستوى الأنسولين في الدم، وتؤدي إلى تكاثر وتنشيط خلايا “بيتا” في البنكرياس والمسؤولة عن إفراز الأنسولين.
-تعالج الأمراض التحسسية: التهاب الأنف التحسسي، الربو القصبي، الأكزيما التحسسية.
-تعالج الإسهال وبعض امراض المعدة وتنشط الكلى.
-مضادة للأكسدة وتحمي القلب والشرايين.
– خافضة لكولسترول الدم والكولسترول الضار والدهون الثلاثية: التريغلسيريد.
-خافضة لضغط الدم. تقي من تخثره وتساعد على سيولته.
-تخفف التهاب المفاصل: الروماتيزم.
-تقضي على عدد كبير من الجراثيم والفطريات[4].
وليس هذا الإعجاز النبوي الهام سوى غيض من فيض ما أنعم الله به على رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، من علوم سبقت كل الأبحاث والاكتشافات بقرون طويلة. وصدق الله العظيم القائل عن نبيّه الكريم: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)} [سورة النجم].
كل ذلك لكي يوقن الناس بان هذا الدين سماوي وأمر إلهي لم يتدخل فيه بشر وان في كلام الله تعالى وفي كلام رسوله الكريم شفاء ورحمة، قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)} [سورة الإسراء].[5]
[1] أخرجه البخاري(10/121) في الطب: باب الحبة السوداء. ومسلم (2215) في السلام: باب التداوي بالحبة السوداء.
[2] فتح الباري (10/143ح5687).
[3] صحيح مسلم (4/1736ح89).
[4] ينبغي التنبه إلى عدم الإفراط في تناول الحبة وزيوتها كي لا تؤدي إلى نتائج سلبية ويستحسن أن يتم ذلك بإشراف الأطباء.