دراسة جديدة لنهاية الكون
{ يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده} (الأنبياء 104)
علماء…هذا هو الزمن الذي سيفنى فيه الوجود!*
زعم عدد من علماء جامعة أميركية أنهم توصلوا إلى ما يثبت صحة نظرية تحدد الزمن الذي سينهار فيه الكون.
فلقد أعلن العلماء الذين ينتمون الى “جامعة فاندربليت” البحثية الخاصة، أو Vandy التي تأسست في 1873 بمدينة “ناشفيل” عاصمة ولاية تينيسي الأميركية، في وسائل إعلام دولية متنوعة ما توصلوا إليه، وهو اكتشافهم لقواعد رياضية جديدة، تدعم إلى حد كبير نظرية Big Rip.
وتشير نظرية “التشقق العظيم” بحساباتها الافتراضية إلى أن الكون المستمر بالتوسع منذ بدء وجوده بعد “الانفجار الكبير” قبل 13 مليارا و800 مليون عام، سيصل بتوسّعه إلى مرحلة يتشقق ويتمزق معها كل ما فيه، حتى الذرات وأصغر، ثم يفنى كأنه لم يكن.
وتحدث قائد فريق العلماء، البروفسور المتخصص بالرياضيات مارسيلو ديسكونزي، إلى صحيفة “الغارديان” البريطانية، ملخصا نظرية Big Rip التي بدأ القول بها في 2003 كافتراضية، ووصفها بسيناريو دراماتيكي لزمن آت مأساوياً على الكون “حيث تتحلل الذرات وتتمزق” بفعل ابتعاد المادة عن بعضها وتحررها من الجاذبية بتوسع الكون، فتفقد بذلك جوهر وجودها ذاته، مؤكدا أن ما سيحدث هو عكس ما حدث عند “ولادة الكون” طبقا لنظرية Big Bang التي يعتمدها العلماء، أي الانكماش بدل الانشطار.
وملخص نظرية “الانفجار الكبير” أنّ كتلة واحدة من المادة، كانت هي أساس الكون، انفجرت بفعل الضغط الداخلي فيها قبل 13 مليارا و800 مليون عام، منشطرة إلى “شظايا” من سحب غاز هائلة، تحولت فيما بعد إلى نجوم وكواكب ومجرات، راحت تبتعد عن بعضها في توسع ما زال مستمرا، إلا أنه سينكمش ويتقلص حجمه، بتقلص المسافة إلى حافة الكون المرئي، والمتحرك بسرعة الضوء من أي نقطة، فتصبح كتلته شبه لا نهائية، ويتشقق ما فيه من مادة في زمن مقداره 22 مليار سنة من الآن.
واعتمد العلماء في دعم نظرية التمزق الكوني على قواعد رياضية معروفة منذ 1955 وعلى أخرى جديدة توصلوا إليها لإثبات أن الكون سيفقد توازنه باستمرار توسعه، حيث يمر بمرحلة جليدية إلى درجة لا يتحملها أي عنصر حياة، أي من حالة ” بيغ بانغ ” الأولية عند الولادة، إلى حالة “الجليد العظيم” أو Big Freeze انتهاء في زمن “البيغ ريب” الممزق للمادة التي ستتفكك وتنشطر وتتشقق.
وتحدث الدكتور ديسكونزي أيضا إلى مجلة New Statesman البريطانية العلمية الثقافية، في مقال نشر بعددها الذي صدر أول تموز، بأن الكون لن يكون بعد تشقق وتمزق ما فيه من مادة سوى “فوتونات” ميتة، وإلكترونات ونيوترونات، وسيفقد كل خواصه، افتراضا بأن “الطاقة المظلمة” فيه هي التي ستمزق النجوم والكواكب وتدمر الذرات.
_____________________
* من بريد القراء، نقلاً عن صحيفة الديار 7/7/2015.