العدد الثامن والأربعون شتاء 2019 – 48
قد تتعرض ﻓﻲ بعض الأحيان لكلامٍ ﺟﺎﺭﺡ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺤﻤﻲ نفسك ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﺣﺔ؟
ﻳقول صاحب الخاطرة :
عند سماعك قولاً مؤذياً ﺃﻭ ﺟﺎﺭﺣﺎً ﻣﻦ: ﺯﻭﺝ ﺃﻭ ﺯﻭﺟﺔ ﺃﻭ ﺃﺥ ﺃﻭ أخت ﺃﻭ ﺃﺏ ﺃﻭ ﺃﻡ ﺃﻭ قريب ﺃﻭ ﺑﻌﻴﺪ …ﻳﻘﻊ في القلب ألم، وتحدث في النفس خدوش !!!
ﻓﺈﺫﺍ سكتّ ﻋﻨﻬﺎ وتجاوزتها ﺳُﻤّﻲ هذا الخُلق( الحلم والعفو)
ﻭﻟﻜﻦ !…ﻛﻴﻒ أتجنب ﻫﺬﺍ الألم؟ ﻭﺍﻷﻫﻢ ﻛﻴﻒ أحافظ على قلبي ﻣﻦ ﺃﺫﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﺣﺔ ﻟﻜﻲ ﻻ تصيبني ﺃﻣﺮﺍﺽ ﻣﺜﻞ: ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ، ﺍﻟﻐﻞ، ﺍﻟﺤقد والحسد ﺃﻭ أي ﻣﺮﺽ جسدي ﺃﻭ ﻋﺼﺒﻲ ﺍﻟﺦ … ؟؟
يشير القرآن العظيم في ثلاثة مواضع إلى طرق الوقاية من اثر الكلام الجارح:
● ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲآخر سورة ﺍﻟﺤِﺠﺮ:
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98)}.
● ﻭﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ سورة طه:
{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَار ِلَعَلَّكَ تَرْضَى (130)}.
● ﻭﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ سورة ﻕ :
{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39)}.
فلك أن تلاحظ الأمر بالتسبيح بعد كلمة (يقولون) فوراً …ﺃﻱ عند ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺆﺫﻱ …إذ أن ﺴﻼﻣﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻣﺮ ﻣﻬﻢ، ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻳﻘﻲ القلب ﻣﻦ ﺃﻱ ﺃﺫﻯ ﻳﺴﺒﺒﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺠﺎﺭﺡ، ليس وقايةً فحسب، ﺑﻞ يورثك رضاً ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ وﻳﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ قلبك ….
إن تطبيق مثل هذه الآيات في حياتنا اليومية يقي قلوبنا ويشفي صدورنا، بل إن أثره في نفوسنا أسرع مما نظن…
ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻣﻦ المُسَبّحين آناء ﺍﻟﻠﻴﻞ وأطراف ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ …
زيادة الإعجاز:
أما الذين يتباهون بطول ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ وقدرتهم ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺠﺮﻳﺤﻬﻢ والردّ ﻋﻠﻴﻬﻢ وأنه لا أحد يستطيع مجابهتهم وله القدرة عليهم، فيرد عليهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله:
“…إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَنْ وَدَعَهُ، أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ”. (صحيح مسلم4/ 2002)، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم:” الْحَيَاءُ وَالْعِيُّ (عدم الرد على الإساءة) شُعْبَتَانِ مِنْ الْإِيمَانِ , وَالْبَذَاءُ وَالْبَيَانُ (الفحش) شُعْبَتَانِ مِنْ النِّفَاقِ “. (سنن الترمذي 2027 , والإمام أحمد في مسنده 22366).
رسالة تختصر الكثير ….