عندما تنظر الأم إلى طفلها الذي كبر بعد تربية أعوام عديدة، تشعر بالفخر وقد تشعر بالخيبة أيضاً، خاصة إذا ما نشأ الطفل ليصبح رجلاً أو امرأة يعانيان من مشاكل في الشخصية والسلوك، ولا ينفع الندم، لذا من الضروري أن يتعلم الأهل ويسعون جاهدين لكسب الخبرة في تربية الأطفال حتى ينشأوا بأقل خسائر شخصية ممكنة. نستعرض أدناه ما نشرته صفحة “التربية الممتعة” والتي يتابعها أكثر من 1.8 مليون شخص على صفحة الفايسبوك، لما تنشره من مواد قيّمة تساعد على التربية السليمة بشكل ممتع للأهل والأطفال معاً.
انتبهوا من التصرفات التي قد تنحت سلبياً شخصية الطفل في المستقبل
1- طفل مقهور
الطفل: ماما صديقي ضربني.
الأم: أنت السبب، انظر بماذا أخطأت معه حتى ضربك.
النتيجة: رجل بالغ يعاني من جَلد الذات.
الحل: أن تتكلم الأم بهدوء وتطلب من الطفل أن يشرح لها الموقف بصدق، وتعلّمه أين أخطأ مع صديقه وبأن تصرف صديقه غير صحيح. فالأهل هم المرجع وملاذ ابنهم الوحيد، ويؤدي إهمال هذه المواقف من قبل الأهل إلى كتم الطفل لكل ما يحصل معه.
2- أب يعاقب ابنه
الأب: أنت محروم من اللعب
الطفل: ماذا فعلت لأُعاقب؟
الأب: لا تعرف ماذا فعلت؟ أنت مُعاقب حتى تعرف ماذا فعلت!
النتيجة: رجل بالغ مصاب بفرط التفكير(overthinking).
الحل: إعلام الأب للابن بهدوء سبب معاقبته اياه وشرح الخطأ وطلب الاعتذار والوعد بعدم تكرار الخطأ.
3- طفل يشعر بالحزن
الأم: ما بكَ يا حبيبي؟
الطفل: أشعر بالحزن.
الأم: خذ لوح الشوكولا هذا ولا تشعر بالحزن بعد الآن.
النتيجة: رجل بالغ مصاب بالشراهة المصاحبة لمشاعر الحزن.
الحل: أن تسأل الأم الطفل عن سبب حزنه والتكلم بالموضوع حتى يشعر بالراحة.
4- طفل يبكي بحرقة ويرتمي في حضن أمه
الأم: ما بكَ يا حبيبي؟
الطفل: اصطدمت بالطاولة.
الأم: هكذا أيتها الطاولة السيئة؟ لماذا اصطدمتي بابني؟ لا تفعلي ذلك مجدداً! لا تحزن يا حبيبي ضربتها عنك.
النتيجة: رجل بالغ يمارس الإسقاط، دائم إلقاء اللوم على الآخرين، ويتبنى دور الضحية.
الحل: أن تسأله الأم إذا تأذى، وأن تشجعه على عدم البكاء وتعطيه ثقة بنفسه بأنه ذكي وقوي ولن يركض بتهور في أرجاء البيت مرة أخرى.
5- طفل وقع وهو برفقة أخيه الأكبر منه
الأم للطفل الأكبر: أين كنت حين وقع أخاك؟ لماذا لم تنتبه له؟
الطفل الكبير: كنت ألعب.
الأم للطفل الأكبر: أنت إنسان مهمل، لو تعرّض أخاك لمكروه سأعاقبك!
النتيجة: رجل بالغ فاقد الثقة بقدراته.
الحل: عدم استغلال الطفل الأكبر من قِبل الأهل، هو ليس مراقب ولا مربي، يجب إعطاؤه دور القائد في العائلة لمنع الغيرة بين الإخوة ولا يجب تحميله مسؤولية ليست من واجبه.
6- طفل معترض على أداء الواجب المدرسي
الأم: لو قمت بالواجب سآتيك بهدية!
النتيجة: رجل بالغ مادي، أو أنَوِي.
الحل: مساعدة الأهل والجلوس معه حتى ينهي الواجب فالدعم النفسي مهم عند مواجهة الطفل لأي صعوبة.
7- طفل يتعرض للتنمر من زملائه ويشتكي لوالده
الأب للطفل: ليس مشكلة كبيرة
النتيجة: رجل بالغ انطوائي أو مصاب برهاب اجتماعي.
الحل: إدخال الطفل دورات تعلم الرياضة لتقوية الثقة بالنفس، الذهاب مع والده إلى لمسجد أو التسوق، بالإضافة إلى مخاطبة المدرسة وإبلاغها عن الأمر دون علم الطفل، إذ يؤثر التنمر في الطفل مدى الحياة ولا يجب الاستهانة به.
8- تشجيع الطفل على السلوك الجيد
الأهل: طالما أنت متأدب فأنا أحبك.
النتيجة: رجل بالغ يتخلى عن مبادئه مقابل أن يجد قبولًا من المجتمع.
الحل: حب الأهل للطفل غير مشروط، هي تحبه مهما فعل وإذا تعود على هذا المفهوم تعوّد على الصراحة ووثق من نفسه ويتصرف انطلاقاً من مبادئه وليس لإرضاء الآخرين.
9- أب صارم
الأب: لا تتنفس حتى أأذن لك وإلا أعاقبك!
النتيجة: رجل بالغ مُنقاد.
الحل: عدم ترهيب الأطفال، وإسقاط تجاربنا السابقة عليهم من قسوة وظلم بل البدء من جديد والتعلم من أخطاء آباءنا وأمهاتنا.
_______________________________
* رابط صفحة “التربية الممتعة” على موقع الفايسبوك: https://www.facebook.com/Fun.Islamic.Edu/