د. فتيحة زواوي*
مدخـل عـن القلـب والأوعيـة الدمويـة:
القلب عبارة عن مضخة عضلية نشيطة يضخ (4.5 -5) ليترات من الدم في الدقيقة الواحدة، وتزداد هذه الكمية إلى ثلاثة أضعاف عند النشاط أو الحركة، وهو ما يعادل 7200 لتر في اليوم الواحد في حالة الراحة. ويزن القلب 0.5% من وزن الجسم للشخص البالغ، ويبدأ في الخفقان ابتداءً من الأسبوع الخامس من الحياة الجنينية. ويقع القلب في التجويف الصدري خلف عظمة القفص وأمام العمود الفقري فوق المعدة، ويفصل بينهما الحجاب الحاجز، ويميل إلى اليسار ثلثي حجمه في النصف الأيسر للجسم، مما يجعل قاعدة الرئة اليسرى أقل من قاعدة الرئة اليمنى.
يتكون القلب من تجويفين متجاورين ومنفصلين وظيفياً، التجويف الأيسر وهو أقوى وأكبر حجماً، ويتكون من الأذين الأيسر الذي يرده الدم المؤكسد على مستوى الرئتين عبر الأوردة الرئوية، ثم يمر على البطين الأيسر عند انقباض الأذين وانفتاح الصمام التاجي، ليضخ إلى كل خلايا وأنسجة الجسم نصيبها من الدم، بانقباض البطين الأيسر وانفتاح الصمام الأبهر؛ حيث يتجه الدم يمينًا إلى الشريان الأبهر؛ لتبدأ الشجرة الشريانية في التفرع وفق نظام بديع، بينما يتكون التجويف الأيمن من الأذين الأيمن الذي يرده الدم غير المؤكسد من جميع الخلايا وأنسجة الجسم عبر الوريدين الأجوفين العلوي والسفلي، ثم يضخ الدم إلى البطين الأيمن بانقباض الأذين الأيمن وانفتاح الصمام الثلاثي، ثم يضخه بدوره عبر الصمام الرئوي إلى الرئتين؛ حيث يتم تصفيته من ثاني أكسيد الكربون وتزويده بالأكسجين الضروري للحياة.
1- نظـام الضغـط العالـي للـدورة الدمويـة:
ويخص كل الشجرة الشريانية للدورة الدموية الكبرى، والبطين الأيسر في حالة انقباض، ويشمل الشرايين التي يختلف عيارها من 25 مليمتر للشريان الأبهر إلى 10 مايكرومتر للشريان، وهذا يعني أن تدفق الدم في الشجرة الشريانية يخضع لظروف مختلفة، لكنها تشترك جميعها في الضغط العالي للدم الذي يسري داخلها.
وبالمحافظة على هذا الضغط العالي للدورة الدموية الكبرى يضمن القلب تروية جيدة للأنسجة في كل الظروف من الراحة أو الحركة، فكما نعلم أن للجسم أعضاء نبيلة كالقلب والدماغ التي تحتاج لضغط دموي كاف؛ لتضمن بقاء الجسم على قيد الحياة. ويتشعب عن القلب هذه الشجرة الشريانية كما يلي:
الشريـان الأبهـر:
ويسمى الوتين وهو أكبر شريان في الجسم قطره 25 مليمتر، ينشأ من البطين الأيسر مشكلا الشريان الرئيس الذي يغذي جميع أنسجة وخلايا الجسم وينقسم إلى:
الأبهـر الصاعـد: وهو الجز الأول ويقع بين القلب وقوس الأبهر طوله خمس سنتيمترات.
قـوس الأبهـر: ينحني الأبهر إلى الخلف وإلى الجهة اليسرى نحو الجدار الخلفي للقفص الصدري، ويمر تحته الشريان الرئوي وفرعه الأيمن، والقصبة اليسرى، ويتفرع منه إلى الأعلى الشريان العضدي الرأسي، والشريان السباتي الأصلي الأيسر، والشريان تحت الترقوي الأيسر المتجه نحو الرأس والرقبة والأطراف العلوية.
الأبهـر النـازل: هو الجزء الواقع بين قوس الأبهر ومصدر الشرايين الحرقفية المشتركة حيث ينشأ عند الجدار الخلفي للقفص الصدري، وينزل خلف التامور والقلب، ويمر عبر فتحة خاصة بالحجاب الحاجز أمام الحافة السفلى للفقرة الصدرية الأخيرة، ويدخل تجويف البطن؛ حيث تنشأ عنه الشرايين المتجهة إلى الأعضاء، وينتهي عند الفقرة القطنية الرابعة منقسماً إلى الشريانين الحرقفيين العامّين، والذي يعطي بدوره الشرايين المتجهة إلى الأطراف السفلية.
2- نظـام الضغـط المنخفـض للـدورة الدمويـة:
يمثل نظام الضغط المنخفض للدورة الدموية في الأوردة، وهي التي تضمن رجوع الدم من كل أنسجة وخلايا الجسم إلى القلب، فيتحقق دوران الدم داخل الجسم فتساهم بالتالي في توازن الضغط الدموي، بتغيير كمية الدم الواردة من خلالها إلى القلب لتماثل الأوردة التقسيم الشرياني وتجاوره في مساره، لكنها تخالفه في الاتجاه، وفي كمية الدم المحتواه داخل أوردة الجسم عدا الأوردة الرئوية، وهي حوالي 3 – 5 لتر عند البالغ أي ما يعادل 65% من الحجم الكلي للدم، وهي كمية معتبرة، وأثرها فارق ومهم على الدورة الدموية، وتتميز الأوردة بضغط منخفض جداً خاصة عند خروجه من الشعيرات الدموية مقر التبادل…
3- العوامـل المؤثـرة علـى ورود الـدم:
نظراً للضغط المنخفض للأوردة والاتجاه المعاكس للجاذبية الأرضية؛ يتوجب علينا معرفة العوامل التي قد تساعد في ضخ الدم عبرها، وتمنع ركوده على مستوى الأعضاء، لضمان دورة دموية فعالة عند النشاط وكذا عند الراحة، وهي:
1- تأثير نبض الشرايين على الأوردة التي تجاورها وتماثلها.
2- صعود دم الوريد الأجوف السفلي بالقوة الدافعة لتقلص العضلات المحيطة بالأوردة، والقوة الماصة أو الجاذبة لعضلة الحجاب الحاجز عند الشهيق.
3- وجود الصمامات المضادة لارتجاع الدم إلى الأسفل بالأطراف السفلية.
4- الضغط بباطن القدم على الأرض يولد قوة دافعة للدم.
في حالة النشاط يستفيد الجسم من كل هذه العوامل، لكن عند الراحة أو النوم فإنه بارتخاء العضلات الإرادية نفقد القوة العضلية الضاغطة فتخف القوة الجاذبة لعضلة الحجاب الحاجز؛ لتباطؤ التنفس المصاحب للنوم، وتستفيد الأوردة في حالة النوم فقط من أثر نبض الشرايين عليها وكذا صمامات أوردة الأطراف السفلية.
*من الجزائر. وللراغبين بمتابعة البحث بكامله مع المراجع كاملة العودة الى الموقع www.ioqas.org.sa.