أ. ياسمين أبو عدلا*
أ. دانا عبدو جرادي
52- العدد الثاني والخمسون شتاء 2020
#NousToutes
شغلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مسيرة جرت في باريس لمناهضة العنف ضد المرأة الذي بات يؤدي إلى القتل خاصة من قبل شركاء الضحايا أو أزواجهم.
بعد سنة حافلة بالتحرك المجتمعي والحشد ضد العنف ضد المرأة وقتل النساء، نظمت جماعة “#NousToutes” (نحن جميعًا) مسيرة يوم السبت في 23 تشرين الثاني عام 2019 في باريس، جاب خلالها 150 ألف شخص شوارع باريس تعبيراً عن رفضهم للعنف الذي تتعرض له المرأة، تخلل المسيرة أيضاً حفل غنائي.
وبحسب منظمات هذه المسيرة: “يومياً، تقع النساء ضحايا للعنف النفسي، اللفظي، الاقتصادي، الطبي، الجسدي والجنسي. تُقتل امرأة كل يومين على يدي شريكها أو شريكها السابق”.
افتتح المسيرة أهالي الضحايا من النساء المقتولات، وتم في عام 2019، تسجيل 116 حالة قتل بحسب بيان لوكالة فرنس برس (AFP) و137 حالة قتل بحسب بيان صادر عن جمعية “النساء ضحايا شركائهم الحاليين والسابقين” (Féminicides par (ex) compagnons).
جرت هذه المسيرة في وضع متوتر، إذ تتهم الجمعيات الحكومة بعدم بذل كل ما في وسعها لوقف هذه الظاهرة الاجتماعية، ويجدر الإشارة إلى تضاعف الإجراءات الرامية إلى زيادة وعي المجتمع الفرنسي بالعنف الذي يؤدي إلى قتل النساء وذلك في جميع أنحاء البلاد(1).
العنف ضد المرأة في العالم
تبين من خلال العديد من الإحصاءات أن أكثر من 35% من النساء حول العالم تتعرض إما للعنف الجسدي أو الجنسي. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن نصف النساء اللواتي قُتلن في العالم كانت جرّاء العنف الأسري. وعلى الرغم من المحاولات الشتى التي حاولت مؤسسات الاتحاد الأوروبي القيام بها للحد من نسبة العنف تجاه المرأة، مازالت أعداد النساء التي تتعرض للعنف عالية جداً، إذ كشفت الدراسات أن حوالي 100 مليون امرأة في الاتحاد الأوروبي ستتعرض للتعنيف خلال فترة من حياتها(2).
إضافةً إلى ذلك، تبين أن نسبة العنف ضد المرأة التي تجاوزت سن الخامسة عشر في أوروبا الشرقية والجنوبية الشرقية قد تجاوزت الـ 70%(3).
وفي أميركا، أظهرت الإحصاءات أن نصف النساء في المنازل الأمريكية تتعرض إما للعنف الجسدي أو الجنسي. بينما دراسة أخرى تؤكد أن أكثر من 70% من النساء في أمريكا تتعرض للضرب أو التحرش الجنسي، ولقد بينت الدراسة ذاتها أن أكثر من ربع الطالبات الجامعيات تتعرضن إما للتحرش الجنسي أو للاغتصاب خلال فترة الدراسة(4).
وفي عام 2008 أظهرت الإحصاءات أن 500 امرأة كانت تغتصب كل يوم في أمريكا وأن 64% من النساء التي قتلت في أمريكا كانت جراء العنف المنزلي أو الأسري(5).
أما عن أمريكا اللاتينية، فقد كشفت منظمة (Pan American Health ) أن نسبة العنف ضد المرأة في المنطقة وخاصةً في كولومبيا قد تجاوزت النسب العالمية(6).
أما بالنسبة لأستراليا فإن 5\2 من النساء اللواتي تجاوزن الخامسة عشرة عاماً قد تعرضن للتحرش الجنسي داخل أماكن العمل(7).
إسلامياً
إن الدراسات والإحصاءات التي أجريت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كشفت أن 40 -60% من النساء على الأقل لم تتعرضن لأي نوع من العنف أو التحرش الجنسي(7).
وهذا أكبر دليل على تأثير الدين والقيم الاجتماعية على الأسرة والمرأة، إذ لطالما اكتسبت المرأة مكانة عالية في الاسلام الذي حماها من كل أنواع العنف، بعكس ما يُظهر الاعلام الغربي أن المرأة المسلمة هي المقهورة والمُعنّفة وأن المرأة الغربية هي المتحررة والناجية من الاضطهادات.
وها تُثبت الدراسات عكس ما يروجون له، إذ نسب العنف العالية غير متواجدة في مناطق المسلمين كما هي في البلدان الأخرى التي تُعتبر متطورة.
*من صديقات منتدى الإعجاز العلمي في القرآن والسنة- لبنان
المصادر:
(1): مقالة “Marche #NousToutes contre les violences aux femmes à Paris : parcours et concert”، رابط المقالة: https://actu.fr/ile-de-france/paris_75056/marche-noustoutes-contre-violences-femmes-paris-parcours-concert_29634769.html
(2): دراسة لدافيد فاسكيز وايفا ايزبورورا وشركائهم تحت عنوان “Perceptions of violence against women in Europe: Assessing individual- and country-level factors”، على الرابط الآتي: https://journals.sagepub.com/doi/abs/10.1177/1477370819859462
(3): مقالة للورين شادويك تحت عنوان “There is huge resistance: Europe’s problem with violence against women”، على الرابط الآتي: https://www.euronews.com/2019/11/19/there-is-huge-resistance-europe-s-problem-with-violence-against-women
(4): مقالة للأمم المتحدة تحت عنوان “A staggering one-in-three women, experience physical, sexual abuse”، على الرابط الآتي: https://news.un.org/en/story/2019/11/1052041
(5): مقالة لمنظمة أمينيستي تحت عنوان “VIOLENCE AGAINST WOMEN IS A U.S. PROBLEM, TOO”، على الرابط الآتي:
https://www.amnestyusa.org/violence-against-women-is-a-u-s-problem-too/
(6): دراسة لنافارو مانتاس واوزميلا لم تحت عنوان “Violence Against the Indigenous Women: Methodological and Ethical Recommendations for Research”، على الرابط الآتي:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/30678528
(7): مقالة للأمم المتحدة تحت عنوان “Facts and figures: Ending violence against women”، على الرابط الآتي:
https://www.unwomen.org/en/what-we-do/ending-violence-against-women/facts-and-figures