كن لطيفاً من أجل صحّة أفضل

ترجمة أ. زينب ضاهر*

العدد الثالث والخمسون ربيع وصيف 2020

اللطف فضيلة وهي محط إعجاب وتقدير في معظم الحالات. ولكن هل تعلم أن كونك لطيفًا يمكن أن يكون مفيدًا لصحتك أيضًا؟ إن التعاطف مع الآخرين يعيد ضبط أنظمتنا البيولوجية المُجهدة باستمرار ويردها إلى “حالة الراحة” الطبيعية لدينا، ما يؤثر بشكل إيجابي وكبير على صحتنا بشكل عام وذلك بحسب دراسة رائدة للبروفيسور الدكتور جايمس دوتي (James Doty) من جامعة ستانفورد .

ليس من مصلحتنا أن يكون نظامنا العصبي في “حالة الخطر” طوال الوقت
بحسب الدكتور دوتي، لا يعمل الجهاز العصبي بشكل طبيعي إذا كان في حالة خطر طوال الوقت. ولكن للأسف إن نمط حياتنا السريع الذي يرفع من مستوى الأدرينالين في الجسم يجعلنا نعمل بشكل رئيسي ونحن في حالة خطر وليس في حالة راحة كما من المفترض أن يكون، ما يسبب عدداً كبيراً من الأمراض المتنوعة.
عند التعرض للضغوط يفرز جسمنا بروتينات تشير إلى وجود التهابات. وبسبب هذه الإفرازات يسجل جهازنا العصبي انخفاضاً في قدرات جهاز المناعة لدينا، وهو المسؤول عن الدفاع عن الخطر الذي تسببه الجراثيم أو البكتيريا التي تسبب الأمراض.
إن التحفيز المفرط المستمر لأجهزتنا العصبية، والناجم عن أسلوب حياتنا السريع يحثّنا على الحكم على الآخرين. هذا الحكم السريع على الآخر يقلل من قدرتنا على التصرف بدافع الرحمة والتعاطف مع الغير. ويضعنا في حالة الخطر أيضاً وبشكل مستمر، ما يؤثر بشكل سلبي على صحتنا على المدى الطويل.

اللطف والرحمة يعيداننا إلى “حالة الراحة”، بدءًا من الجهاز العصبي
يؤثر الشعور باللطف والتعاطف مع الآخرين، وكذلك القيام بأعمال الخير، على صحتنا بشكل كبير.
يقول الدكتور دوتي: “عندما ينوي أحدهم القيام بعمل لطيف، فإن ذلك يؤثر بشكل كبير على فيزيولوجية الانسان، فيخرجه من “حالة الخطر” إلى “حالة الراحة”، ويؤدي ذلك إلى تغيّر في طريقة تعامله مع الأحداث”.
وبدل أن تكون استجابتنا السريعة مرتكزة على الخوف أو القلق أو التوتر، فإننا نستجيب بشكل أبطأ، وبتحرر أكثر، مما يؤدي إلى أعمال مثمرة ومنتجة، أكثر ابتكاراً وتعاطفاً.
وقد أظهرت ذلك دراسات قامت بها جامعة ايموري “Emory”، وأدّت النتائج إلى دعم فكرة أن الأعمال اللطيفة الدائمة والتي تظهر التعاطف مع الآخرين أو ممارسات التأمل المرتكزة على الرحمة يمكن أن تقلل من التفاعل السلبي بين الجهاز العصبي وجهاز الغدد الصماء.

الجهاز العصبي الودي مقابل الجهاز العصبي السمبتاوي
عندما نقوم بأي عمل لطيف وبدافع الرحمة، ينتقل نظامنا العصبي من النظام العصبي الودي (Sympathetic nervous system) والذي يعيش فيه أغلبنا نتيجة لنمط حياتنا السريع والمزدحم إلى النظام العصبي اللاودي (Parasympathetic nervous system).
ومعنى ذلك أن النظام العصبي الودي والذي يبقي الانسان في حالة متحفزة وتسمى “حالة الخطر”، وعنده ترتفع ضربات القلب ويتسارع تدفق الدم في الشرايين ويكثر إفراز الانسولين ويتعرق الانسان، بسبب صخب الحياة اليومية. بينما يؤدي عمل الخير واللطف والتبسم والهدوء إلى الانتقال إلى النظام العصبي اللاودي والذي يطلق عليه “حالة الراحة”.
يؤدي هذا الانتقال إلى انتظام معدل ضربات القلب وخفضه، ما يعزز نظام المناعة ويساعد على مكافحة العدوى أو الأمراض.
وماذا عن التيلوميرات (Telomeres)؟ وهي الأجزاء أو الأطراف التي ينتهي عندها الكروموزوم، ولكي تتصوّرها، يمكنك تخيل أغطية صغيرة تحمي نهايات الكروموزومات أثناء انقسام الخلايا. تصبح التيلوميرات أقصر في كل مرة يقوم فيها كروموزوم بنسخ نفسه أثناء انقسام الخلية، وهو ما يحدث باستمرار.
في نهاية المطاف، تقصر التيلوميرات إلى حدّ يمنعها من القيام بعملها في حماية المعلومات الجينية المخزنة في الكروموزومات، ما يؤدي إلى توقف الخلايا في النهاية عن التكاثر – وهي عملية تعرف باسم موت الخلايا.
هذه هي الطريقة التي تعمل بها التيلوميرات كساعة قديمة في كل خلية لدينا؛ كلما قصرت التيلوميرات بشكل أسرع، أصبحت عملية الشيخوخة أسرع.
وقد أظهر البحث الذي أجراه د. دوتي أن من الآثار الإيجابية للعيش في نظام عصبي لاودّي إطالة حجم التيلوميرات مما يشرح نظريًا، بمرور الوقت، كيف يؤدي اللطف والرحمة إلى إبطاء عملية الشيخوخة في بعض خلايا الجسم.
كما أن إظهار اللطف والتعاطف يمكن أن يعيد ضبط أنظمتنا العصبية بعيدًا من “حالة الخطر” ليعيدها إلى “حالة الراحة”، وإن تجربة اللطف أو التعاطف من قبل الآخرين لها أيضًا تأثير إيجابي على أنظمتنا.
وأثبت البحث الذي أجرته ستيفاني براون (Stephanie Brown) الأستاذة بجامعة ستوني بروك (Stony Brook) أن تجربة التعاطف يمكن أن تؤدي إلى تحسينات هائلة في صحتنا العقلية والبدنية أيضًا.

من أجل صحة جيدة: كن لطيفاً
يتيح لنا البحث الذي ذكرناه أعلاه فهم فوائد التفاعلات الإيجابية والخيّرة للإنسان على صحته العقلية والبدنية.
فالأثر الإيجابي الناجم عن كونك لطيفاً لا يؤثر فقط على صحتك ، بل يؤثر أيضًا على تفاعلاتنا مع الآخرين ويطلق تفاعلًا إيجابيًا ذا فوائد بعيدة المدى عبر مجتمعات بأكملها. وبذلك فإننا بإعادة ضبط أنظمتنا إلى “حالة الراحة” عن طريق إخراج أنفسنا من “حالة الخطر” ، نتمكن من معالجة الأشياء بشكل أكثر وضوحًا ومن اتخاذ خيارات أفضل والتمتع بحياة أكثر سعادةً واستقرارا.
لذا اجتهد في المحافظة على لطفك وهدوئك وافعل الخير، ففي ذلك مصلحتك ومصلحة الذين مِن حولك!


*من أعضاء منتدى الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

[1] “Our bodies are chronically in “threat mode”—but being kind recalibrates our nervous system”، لجايمي بال “JAIMEE BELL”، رابط المقالة على موقع big thing: https://bigthink.com/mind-brain/kindness-benefits-james-doty?utm_term=Autofeed&utm_medium=Social&utm_source=Facebook&fbclid=IwAR2R-fUeMFtrro5gYK_M8WBlT6Wdu4nCZm5rO0LGhE2qOT5qUoNEnSHbANI#Echobox=1580879373

التطورات العالمية وتداعياتها على العالم

سير الأحداث وضرورة اللحاق بالركب التقني

الأستاذ طلال أبو غزالة

العدد الثامن والأربعون شتاء 2019 – 48

حذّر الأستاذ طلال أبوغزالة(1)، المؤسس والرئيس لمجموعة طلال أبو غزالة الدولية، من أزمة اقتصادية “طاحنة” ستضرب العالم بحلول 2020، مركزها الولايات المتحدة الأميركية، وستكون أقوى وأشد بكثير من تلك التي حدثت في 2008.
وأكد في حديث مع “البلاد”(2) أن ما سيحدث هو أزمة اقتصادية، وليست مالية كسابقتها، ستأكل “الأخضر واليابس”، وستؤدي إلى كساد كبير، وغلاء وبطالة وارتفاع “فاحش” في الأسعار.
مجموعة طلال أبو غزالة الدولية هي شركات عالمية تقدم خدمات المحاسبة والمحاماة والاستشارات الإدارية ونقل التكنولوجيا والتدريب والتعليم والملكية الفكرية وتقنية المعلومات والتوظيف والترجمة والنشر والتوزيع.
ودعا أبو غزالة الدول والحكومات والشركات والمؤسسات على مختلف أحجامها وقطاعاتها لضرورة الاستعداد لهذه الأزمة والتصدي لها، كل حسب ما يناسبه.
وأوضح أن المؤشرات التي تدل على ذلك كثيرة، وهو توقع يؤيده به الكثير من الخبراء والمفكرين الاقتصاديين ومراكز الدراسات والأبحاث حول العالم.
وبيّن أن الغرب بدأ بالفعل استعداده وبات قلقا تجاه هذا الأمر، لكننا للأسف في الدول العربية ما زلنا “نائمين” على الموضوع، حيث لا تحركات جدية ولا تجهيزات ذات قيمة.
وأوضح أن الأزمة ستبدأ بأميركا وتقضي على كل اقتصادات العالم، فكما يقال “عندما تعطس أميركا يصاب العالم بالإنفلونزا”.
ومن المعلوم أن النظام المالي العالمي مرتبط بطريقة أو بأخرى بأميركا، فهي تسيطر على التجارة وحركة الأموال الدولية، منذ اتفاقية “بريتون وودز” في العام 1944، عندما أصبح الدولار العملة الأساسية والمرجعية بالعالم.
وتوقع أبوغزالة أن يصل سعر برميل النفط جراء الأزمة لأكثر من 150 دولاراً، واعتبر ذلك ميزة للدول المنتجة (الخليج العربي مثلا) على عكس الدول التي تعتمد على الاستيراد.

أسباب الأزمة
أما الأسباب، فبدأها بتحول أميركا إلى دولة مستوردة للنفط بعد استهلاك معظم إمكاناتها، وبالتالي فإنها ستفرض شروطها على الأسواق بحكم قوتها العسكرية للهبوط بالأسعار، كذلك ارتفاع الفوائد في السوق المالية هناك ما سيؤثر على الأسواق العالمية.
وتابع “يضاف إلى ذلك الحرب التجارية التي تقودها واشنطن ضد العالم، في مقدمته الصين التي تعتبرها أشد خصومها الحقيقيين، وهو صراع كبير لن ينتهي، وقد قرأ كثيرون وعلموا عن تبادل الضرائب والرسوم والعقوبات بين البلدين”. وأكد أن الصين منافس قوي وشرس لأميركا، وفي مختلف المجالات، فضلاً عن أن معظم الصناعات الأميركية الهامة وشركاتها الكبرى تنتج أعمالها وتقيم مصانعها بالصين، (…) وطبيعي أن يكون لدى واشنطن مشكلة اسمها بكين.
وزاد أبوغزالة “الأمر لا يتوقف هنا، فبعض مراكز البحوث والدراسات في أميركا، تتوقع أن تعلن واشنطن حربا حقيقية عسكرية على الصين عندما تقع الأزمة”.
وأكد أن ما يزيد المشكلة بأن ارتفاع أسعار النفط سيخدم خصوم أميركا، كروسيا وإيران، وفنزويلا وغيرها، وهو ما سيزيد تأجيج الموقف العالمي.
(…) التعليم الرقمي.. ضرورة
واتهم أبوغزالة النظام التعليمي بجميع دول العالم دون استثناء، بأنه غبي وخاطئ؛ كونه لا يتماشى (مع الفرق بين الدول) مع التقنية، مؤكداً أنه يدرس رفع دعوى قضائية على جميع مؤسسات التعليم العالي حول العالم بهذا الخصوص لاسيما في الدول العربية.

واستند بفكرته إلى أن جميع أنظمة التعليم تخرّج أشخاصاً يحملون شهادات، لكنهم باحثين عن وظيفة، وبالتالي هم عاطلين عن العمل، مؤكداً أن مؤسسات التعليم لم تتكيف مع احتياجات السوق المستقبلية، وهي الاختراع والإبداع.
وتساءل لدعم فكرته “ما هي غوغل، إنها برنامج، فكرة، ليس فيها مواد أولية ولا منتجات ولا رأس مال، لكنها الآن أكبر شركة بالدنيا، فحجمها وصل إلى تريليون دولار، وهذا ما نحتاجه”.
وتابع أبوغزالة “تساءلتُ في عدة محاضرات وكلمات ألقيتها بالشهور القليلة الماضية في جامعات هارفرد وMIT وكولومبيا، وغيرها: ألم تدركوا أنه إذا لم تتغيروا فإن التسونامي المعرفي سيقضي عليكم، (…) قلت للحاضرين: لماذا ترككم واحد مثل بيل غيتس ولم يكمل دراسته؟، (…) أنتم تخرّجون أناسا يتسببون بمشكلة في سوق العمل”.
وزاد “مصيبتنا بالبلدان العربية أكبر، فالغرب على الأقل يدّرسون باللغة الإنجليزية، وبالتالي يستطيع الخرّيج العمل في أي مكان، على عكسنا نحن حيث يدرس الطلاب بالعربية، وبالتالي نقضي على مستقبله”.
وضرب أبوغزالة مثالاً حياً على ذلك، حيث قال “لدي أكبر شركة محاماة بالمنطقة، ولا أستطيع إيجاد موظفين عرب يتقنون اللغة الإنجليزية للعمل معنا، فنحن بحاجة إلى شخص يستطيع قراءة وفهم المستندات التي يريد رفع قضية فيها، والتي معظمها باللغة الإنجليزية”.

وأوضح أن كل شيء حولنا تطور وواكب المعرفة والرقمنة، إلا التعليم خصوصاً في البلدان العربية، (…) انظر إلى الصناعات حولنا، الهواتف، السيارات أين كانت وكيف أصبحت؟

إصلاح التعليم قبل الاقتصاد
وعاد أبوغزالة ليؤكد أن الدول العربية تعاني مشكلة سيطرة وزارات التعليم (الحكومية) على التعليم، وهو ما يزيد التأخير ويعطل التقدم نحو المستقبل، موضحاً أن دولاً متقدمة استطاعت السير بخطوات كبيرة بهذا الاتجاه، فمثلاً بأميركا وفنلندا لا توجد وزارة تعليم أساساً، فيما ألغت السويد التعليم الحكومي نهائياً.
ويؤكد أبوغزالة أن إصلاح التعليم يجب أن يسبق إصلاح الاقتصاد، بل يجب أن يسبق إصلاح كل نواحي الحياة، موضحاً أنه لا يمكن القضاء على الفساد بشكل نهائي مثلاً إلا بالتحول الرقمي؛ لأنه عندما يكون هناك حكومة إلكترونية ومواطن إلكتروني وخدمات رقمية، فإن ذلك سيلغي التمييز؛ كون الجهاز لا يعرف الأسماء و”الواسطات والمحسوبيات”، مبيناً أن هناك ضرورة ملحة لنقفز إلى التعلم الرقمي، فتقدم الدول الآن يقاس بعدد المواطنين الرقميين، (بالدول الإسكندنافية يصل إلى 90 %).

توفر الفرص في عصر الإنترنت
أما المشكلة الثانية الأعظم، فهي بحسب وجهة نظر أبوغزالة توفر الفرص، حيث لم تتجهز الدول لمواكبة المستقبل والعصر الرقمي، (…) نحن انتقلنا من التعليم إلى التعلم، والشخص يستطيع الآن أن يعلم نفسه، وأن يصبح عالماً بفضل التقنية والإنترنت الذي بات يوفر كل المعلومات.
وفضّل أبوغزالة تسمية الثورة المعرفية التي نعيشها بالثورة الصناعية الرابعة، والتي اعتبرها أقوى من الصناعية والزراعية وغيرها، منبهاً إلى أهمية خلق طريقة للعيش في ظل الذكاء الاصطناعي الذي سيطغى على كل شيء. وأشار إلى أن ذلك يحتم على الجميع سواء كان حكومات أو قطاعاً خاصاً أو أي جهة كانت، مواكبة سرعة التطور التقني؛ لأن الوظائف تغيرت وفرص العمل أصبحت ذكية.
وتابع “مثلا خذ مهنة المحاسبة، فهي بأقصى حد لن تكون موجودة بعد 20 عاماً، حيث لن يكون هناك مدقق حسابات، فالأمر سيصبح تكنولوجياً بالكامل، وسيحل محلها البرامج التقنية”.


كلية المخترعين
وعن أحدث مشروعات المجموعة، بيَّن أبوغزالة أنه تم إطلاق كلية بالأردن هي الأولى من نوعها على مستوى العالم تعنى بالإبداع، وفكرتها الرئيسة تكمن في أن الطالب لا يستطيع التخرج إلا بعمل اختراع ما. وأكد أن العالم يحتاج إلى التغيير، فالثروة في المستقبل تأتي من الاختراع، (…) لاحظ مثلا كيف كانت بالسابق البنوك وشركات العقارات والطاقة هي الأكبر على مستوى العالم. أما الآن، فشركات التقنية هي التي تسيطر.
ويؤكد أبوغزالة أن الفرص المتاحة للشباب اليوم لا تحصى، كما أنها لا تقارن بتلك التي كانت متوافرة سابقاً، رابطاً ذلك بعصر السرعة والتقنية وبالإنترنت الذي أتاح كل شيء وفتح الأبواب على مصراعيها.


(1)طلال أبو غزالة:

مؤسس ورئيس مجموعة طلال أبو غزالة الدولية، التي تعد أكبر مجموعة شركات عربية تقدم الخدمات المهنية في مجالات المحاسبة والاستشارات الإدارية ونقل التكنولوجيا والتدريب والتعليم والملكية الفكرية والخدمات القانونية وتقنية المعلومات والتوظيف والترجمة والنشر والتوزيع.

وفي عام 1972 أنشا شركتين هما شركة طلال أبو غزاله (تاجكو) وأبو غزاله للملكية الفكرية (أجيب)، حيث اختصت الأولى بمجال المحاسبة واختصت الثانية في مجال الملكية الفكرية. ومنذ ذلك الحين، أسس طلال أبو غزاله ما مجموعه 14 شركة للخدمات المهنية المتخصصة في مجالات متنوعة مثل الإدارة والاستشارات والخدمات القانونية وتقنية المعلومات وغيرها كثير.

وعلى مر السنين، نجح في إنشاء شراكات وثيقة مع منظمات عالمية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية.

وفي 4 أبريل/نيسان عام 2007 عيّن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلال أبو غزالة نائباً.

(2)نقلاً عن جريدة البلاد البحرينية التي أجرت المقابلة بتاريخ 18 تشرين الثاني 2018 تحت عنوان: “النفط والحروب التجارية أسباب للأزمة ومركزها أميركا طلال أبوغزالة: أزمة اقتصادية عالمية “طاحنة” في 2020″.

رابط المقالة: http://albiladpress.com/newspaper/3687/534452.html

كأس واحدة من الخمر يومياً… تقتل

خالد حنون*

العدد الثامن والأربعون شتاء 2019 – 48


يقول ريتشارد هورتون محرر مجلة “لانسيت” (المجلة الطبية العالمية The Lancet): “نحن نفهم الآن أن شرب الكحول هو أحد الأسباب الرئيسية للموت في العالم اليوم، علينا أن نتحرك الآن. علينا أن نتحرك الآن وبسرعة لمنع الملايين من الموت. وبإمكاننا ذلك”.
نشرت المجلة دراسة كجزء من برنامج أبحاث العبء العالمي للمرض (Global Burden of Disease (GBD، هدفت إلى تقييم النتائج والأنماط الصحية المتعلقة بالكحول بين عامي 1990 و 2016 في 195 دولة بحسب العمر والجنس.
وقدمت الدراسة عدة نتائج حول انتشار الاستهلاك الحالي للكحول، وانتشار الامتناع عن تناولها، واستهلاك الكحول بين الشاربين الحاليين للكحول، ونسبة الوفيات وسوء الحالة الصحية العامة الناجمة عن استهلاك الكحول والتي ينجم عنها 23 مضاعفة صحية، مثل الأمراض المعدية وغير المعدية والإصابات.
وكشفت أن شرب أي كمية مهما كانت قليلة من الكحول يومياً قد تكون لها مضارّ صحيّة، بخلاف اعتقاد سائد بأن كأسًا واحدة من النبيذ يوميًا قد تكون مفيدة للصحة.
لا تفرق الدراسة بين البيرة والنبيذ والليوكور، ويختلف متوسط شرب الكحول من بلد لآخر وبين الجنسين. ويبلغ عدد شاربي الخمر في العالم مليارين و400 مليون، 63% منهم من الرجال. وأشار الباحثون إلى أن شرب الخمر أودى بحياة مليونين و800 ألف عام 2016.
في ذلك العام، كان الخمر سابع أسباب الوفاة المبكرة والإصابة بإعاقات حول العالم، والسبب الأول للوفاة في حوادث وانتحار لدى من هم بين الخامسة عشرة والتاسعة والأربعين.
وأظهرت الدراسة أن شرب كأس واحدة من الخمر يوميًا على مدى عام يزيد بنسبة 0,5% خطر الإصابة بواحد من 23 مشكلة صحية منها السرطان وأمراض القلب والأوعية والجلطات الدماغية وتليّف الكبد والحوادث وأعمال العنف وغيرها، وذلك لدى من هم بين الخامسة عشرة والخامسة والتسعين.
وأكدت الدكتورة إيمانويلا غاكيدوEmmanuelaGakidou، الباحثة في جامعة واشنطن والمشاركة في إعداد الدراسة، “مخاطر شرب الخمر على الصحّة كبيرة جدا”. وأضافت: “هناك حاجة ملحة وعاجلة لإصلاح السياسات للتشجيع إما على خفض نسبة استهلاك الكحول لدى الناس أو الامتناع عن استهلاكها بشكل كلّي.. القولُ بأن كأساً أو كأسين من الخمر مفيدان للصحة ليس سوى أسطورة”.
وبحسب ماكس غريسوولد Max Griswold (كبير الباحثين والمؤلف الرئيسي)، شارك في هذه الدراسة أكثر من 500 مساهم ما بين باحث وأكاديمي وغيرهم من أكثر من 40 بلدا، وقال: “بعد جمع أكبر كمية من الدلائل والمعلومات حتى يومنا هذا، توضّح دراستنا العلاقة بين الصحة والكحول، يسبب تناول الكحول خسارة صحية كبيرة بطرق لا تعد ولا تحصى، في كل أنحاء العالم”.
ويجدر الإشارة إلى أن ثمانية بلدان من أصل 10، من بين أول عشرة دول رائدة تتضمن أقل نسبة وفيات ناتجة عن الكحول بين عمري الخامسة عشرة والتاسعة والأربعين هي في منطقة الشرق الأوسط وهي: الكويت، ايران، فلسطين، ليبيا، السعودية، اليمن، الأردن وسوريا. الدولتان المتبقيتان هما المالديف وسينغابورة.
على العكس، تقع سبعة دول من بين البلدان العشرة الرائدة في أعلى نسبة وفيات ناتجة عن الكحول في مناطق بحر البلطيق، أوروبا الشرقية، آسيا الوسطى، وتحديدًا روسيا وأوكرانيا وليتوانيا وروسيا البيضاء ومنغوليا ولاتفيا وكازاخستان. والثلاثة الآخرون هم ليسوتو وبوروندي وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وفي المعدّل، تتربّع رومانيا على قائمة البلدان التي يشرب فيها الرجال أكبر كمية من الخمر يوميًا (8,2 كؤوس) تليها البرتغال ولوكسمبورغ (7,3 كؤوس يوميًا).
أما لدى النساء، فتتصدر أوكرانيا الترتيب (4,2 كؤوس يوميًا) تليها أندورا ولوكسمبورغ (3,4).
___________________________
*عضو منتدى الإعجاز العلمي في القرآن والسنة – لبنان
https://www.alarabiya.net/ar/medicine-and-health/2018/08/24/المصدر: باريس – فرانس برس
http://www.healthdata.org/news-release/new-scientific-study-no-safe-level-alcohol

الوقاية والشفاء من مرض السَّرطان بالصّيام

بقلم الأستاذ وسيم مصري*

العدد الثامن والأربعون شتاء 2019 – 48

ليس من شيء شرعه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، أو في السُّنة النبوية إلا وكان القصد منه الرحمة وصالح الإنسان. يقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58)}[يونس: 57-58].
نتناول في هذا المقال الصيام، وقدرته الشفائية لمرض السرطان. وذلك من خلال عرض طبيعة هذا المرض، أسس العلاج، والآليَّة الشفائية للصيام بالنسبة لهذا المرض بشكل خاص.
الصيام ركن من أركان الإسلام، ولم يكن الله سبحانه وتعالى ليأمر به، مع ما يتضمنه من كبت لشهوة الأكل والشرب وغيرها، إلا لوجود فوائد صحية ونفسية. يقول تعالى: {يَأَيّهَا الّذِينَ ءَامَنُوا كُتِب عَلَيْكمُ الصيَامُ كَمَا كُتِب عَلى الّذِينَ مِن قَبْلِكمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ (183) أَيّاماً مّعْدُودَتٍ فَمَن كانَ مِنكُم مّرِيضاً أَوْ عَلى سفَرٍ فَعِدّةٌ مِّنْ أَيّامٍ أُخَرَ وَ عَلى الّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طعَامُ مِسكِينٍ فَمَن تَطوّعَ خَيراً فَهُوَ خَيرٌ لّهُ وَ أَن تَصومُوا خَيرٌ لّكمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184)}[البقرة 183-184] فالإشارة إلى البركة والخير الموجودين في الصيام واضحة في نص هاتين الآيتين.

قبل أن أتطرق إلى فوائد الصيام بالنسبة لمرض السرطان، تعالوا لنتعرف على هذا المرض:
ما هو السرطان؟
السرطان نمو متزايد للخلايا دون انضباط بنظام الأنسجة الأساس من حيث عمر الخلية، أو إتجاه نمو النسيج، ففي الأحوال العادية الصحيحة ينمو كل عضو بمقدار معين، وتنمو أنسجته وخلاياه في إتجاه معين وفق نظام دقيق بحيث لا يتجاوز النسيج أكثر مما هو محدد له، وفق المنظومة النسيجية المتناسقة في جسم الإنسان، فإذا حدث خلل ما في هذا النظام الدقيق لأسباب متعددة فقد تنمو بعض الأنسجة دون مراعاة قوانين النمو فتصير سرطانية بمعنى أنها تنمو في أي إتجاه غير محترمة لقواعد النمو، ولا تبالي بالأنسجة المجاورة، ولاتتوقف عند حد معين، ولا تراع ما سيقابلها في طريقها أثناء نموها من عصب ستجتاحه في طريقها، فتسبب الشلل، أو شرياناً أو وريداً دموياً تقرضه في طريقها، فيحدث النزيف الدموي، أو غدة تربك نظام إفرازاتها بالزيادة، أو النقص، أو العدم الكلي، أو عظام تحدث فيها الهشاشة، بل والكسور، أو عضو آخر من أعضاء الجسم زاحمه الورم، وربما تضخم الورم، وضغط على أنسجة، أو أعضاء أخرى فأعاق وظيفتها أو عطلها تماما.
يرتبط نمو الخلايا في الجسم وفق القواعد الدقيقة، والمحكمة التي أودعها الله تعالى في المادة الوراثية (الـ DNA) الموجودة في نواة كل خلية من خلايا الجسم، ولكن قد يحدث خلل في أجزاء من هذه المواد الوراثية لأسباب مختلفة كالإشعاع والسموم البيئية. ما يترتب على ذلك الخلل أن انقسام وعمل الخلايا قد يختلّ، وهذا ما يعرض المريض للإصابة بالسرطان.
يجدر الذكر هنا أن الله سبحانه تعالى زود الخلايا العضوية في الجسم بآليات خاصة، تمكنها من إكتشاف وتصليح تلك الأخطاء الممكنة الحدوث في المادة الوراثية، بشكل يمنع تفاقم المرض. فتلك الأخطاء، أوالتشويشات في المادة الوراثية تحدث يوميا، وعند كل الناس ولأسباب مختلفة (عمليات إنتاج الطاقة، السموم في الغذاء، الإشعاع وغيرها…) ولكن من آثار رحمة الله، وبإيداعه لوسائل التصليح يصرف عن أكثرنا هذا المرض.

كيف يمكن للصيام المساعدة في الشفاء من مرض السرطان (وحتى تجنبه أصلاً):
الآلية الأولى: في إنقسام الخلايا(…) وجد العلماء على مدى الـ 70 سنة الماضية، وبشكل واضح، بأن تقليل الإمداد بالسعرات الحرارية (الطعام) للجسم يبطئ عملية تكاثر (إنقسام) الخلايا. هذا يعني أن في حالة حدوث أي خلل بالمادة الوراثية، وفور تكون خلايا غير حميدة (سرطانيّة) فإن الجسم لديه مدة زمنية أطول لتصليح الخلل قبل أن يتفاقم الوضع، وتتكون خلايا سرطانيّة أخرى.
وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى الدراسة التي قام بها بعض العلماء عام 2005 في جامعة كاليفورنيا مع الفئران، حيث قام العلماء بدراسة مجموعتين من الفئران (أ) مَن حُدّد مقدار ما تأكل خلال اليوم (نسبة 5% أقل من المعتاد)، و(ب) من سُمح لها أن تأكل كما تشاء، دون أي تحديد. ما وجده العلماء هو أن مقدار وسرعة إنقسام الخلايا للمجموعة الأولى كانت أقل من تلك للمجموعة الثانية. يقول البروفيسور مارك هيليرستاين إن إنقسام الخلايا هو عامل أساس في تطور وإنتشار مرض السرطان. فكبت عملية الإنقسام (من خلال الصيام مثلاً) يعطي المجال والوقت اللازمين لآليات الجسم للتخلص من الخلايا السرطانية قبل تفاقم المرض. وجدير بالذكر أن الخلايا السرطانية، وبسبب الخلل في مادتها الوراثية تحتاج لكميات كبيرة من السعرات الحرارية، وهكذا فالصيام يبطئ نموها بشكل كبير. ويضيف البروفيسور مارك هيليرستاين إن تقليل إستهلاك السعرات الحرارية هو العامل الأساس المثبت علمياً الذي بمقدوره أن يطيل العمر، وهذه هي الآلية الأولى.
الآلية الثانية: تتعلق بالعلاج الكيماوي، فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الصوم يساعد على إستهداف الخلايا السرطانية من قبل المواد الكيميائية بشكل خاص دون المس بالخلايا الحميدة (السليمة). فالعلاج الكيماوي عادة يقوم ياستهداف الخلايا السرطانية والحميدة بدون تمييز، ولكن الصيام بما يتضمنه من تقوية وتعزيز لخلايا الجسم يعطي الخلايا السليمة قدرة أكبر على التصدي للمواد الكيماوية، ولكن الخلايا السرطانية (وللخلل الموجود بها) فالصيام يضعفها بشكل خاص أمام العلاج الكيماوي. (…).
الآلية الثالثة: فحرمان الجسم من الطعام لساعات متواصلة ( كالصيام) يجبر الجسم على الإعتماد على مخازن الطاقة الموجودة به. هذا يؤدي إلى إطلاق السموم المكبوتة من هذه المخازن (التي لم تستعمل لأيام ، لأشهر أو لـ 11 شهراً، أي من رمضان إلى رمضان )، وهذه السموم تعمل كعلاج كيماوي طبيعي، فهي تجري في الدم، وتهاجم الخلايا السرطانية بشكل خاص. قد يتساءل البعض: ولكن من أين تأتي هذه السموم أصلاً؟ الجواب هو أنها تأتي من البيئة، الهواء الملوث، والطعام المصنع (آفات المجتمع العصري).
ويقوم الصيام أيضاً بتقوية جهاز المناعة في الجسم، حيث تزداد قدرته للتعرّف على الخلايا السرطانية وإبادتها.
الآلية الرابعة: يستخدم الجسم كمية طاقة كبيرة لعمليات هضم الطعام، وهكذا يمكن للجسم إستخدام هذه الطاقة بشكل آخر عند الصيام. فتستغل هذه الطاقة عند الصيام لتنظيف الجسم من الخلايا الميتة، الخلايا السرطانية والسموم.
هذا إقتباس مما تقوله سامي هوفارد عن تجربتها مع الصيام لعلاج سرطان المبيض، الذي أصابها في منتصف الثلاثينيات من عمرها: “خلال العشرة أيام الأولى للصيام بدأت ألاحظ التغيرات؛ جلد أصفى، الخطوط بالوجه بدأت بالتلاشي، أحسست بنفسيّة قوية ومنتعشة، طاقة عالية، وأحسست بالإيجابية والحماس للحياة بشكل عام. بدأت أتابع الجوانب الروحانية للموقع …”
-سامي هوفارد تشافت تماماً من السرطان، بفضل من الله سبحانه وتعالى: وبإتباع الصيام.
_______________________________
* وللراغبين بمتابعة البحث بكامله مع المراجع كاملة العودة الى الموقع www.eajaz.org

قصة وعبرة*

العدد الثامن والأربعون شتاء 2019 – 48

القصة

حين كان نيلسون مانديلا يدرس الحقوق في الجامعة كان أحد أساتذته واسمه بيتر وكان أبيض البشرة يكرهه بشدة!! وفي أحد الأيام كان الأستاذ بيتر يتناول طعام الغذاء في مقصف الجامعة فاقترب منه نيلسون مانديلا حاملاً طعامه وجلس بقربه…

فقال له الأستاذ بيتر: “يبدو أنك لاتفهم يا سيد مانديلا أن الخنزير والطير لا يجلسان معاً ليأكلا الطعام”!!

نظر إليه مانديلا وأجابه بكل هدوء: “لا تقلق أيها الأستاذ فسأطير بعيداً عنك”!! ثم ذهب وجلس على طاولة أخرى…

لم يتحمل الأستاذ جواب مانديلا فقرر الإنتقام منه…وفي اليوم التالي طرح الأستاذ بيتر في الصف سؤالاً على مانديلا: “سيد مانديلا إذا كنت تمشي في الطريق ووجدت صندوقاً وبداخل هذا الصندوق كيسان الكيس الأول فيه المال والكيس الثاني فيه الحكمة…فأي الكيسين تختار؟؟!”…

وبدون تردد…أجابه مانديلا: “طبعاً سآخذ كيس المال”…ابتسم الأستاذ وقال ساخراً منه: “لو كنت مكانك لأخذت كيس الحكمة”…وبكل برود أجابه مانديلا: “كل إنسان يأخذ ما ينقصه!!”…

في هذه الأثناء كان الأستاذ بيتر يستشيط غضباً وحقداً لدرجة أنه كتب على ورقة الإمتحان الخاصة بمانديلا “غبي” وأعطاها له!! أخذ مانديلا ورقة الإمتحان وحاول أن يبقى هادئاً جالساً إلى طاولته وبعد بضع دقائق وقف مانديلا واتجه نحوالأستاذ وقال له بنبرةٍ مهذبة: “أستاذ بيترلقد أمضيت على الورقة باسمك، لكنك لم تضع لي علامة!!!”

العبرة

إياك ثم إياك أن تسمح لأحد أن يسرق منك ثقتك بنفسك واعتزازك بهويتك حتى وإن كان أستاذك الذي بيده تقييمك أو رئيسك الذي بيده طردك من وظيفتك لأن نفسك هي أغلى وأثمن من كل شيء.

__________________

* ن.د.غ.ر. بريد القراء

كيف تحمي نفسك ﻣﻦ أثر الكلمة ﺍﻟﺠﺎﺭﺣﺔ؟*

العدد الثامن والأربعون شتاء 2019 – 48

قد تتعرض ﻓﻲ بعض الأحيان لكلامٍ ﺟﺎﺭﺡ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺤﻤﻲ نفسك ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﺣﺔ؟


ﻳقول صاحب الخاطرة :
عند سماعك قولاً مؤذياً ﺃﻭ ﺟﺎﺭﺣﺎً ﻣﻦ: ﺯﻭﺝ ﺃﻭ ﺯﻭﺟﺔ ﺃﻭ ﺃﺥ ﺃﻭ أخت ﺃﻭ ﺃﺏ ﺃﻭ ﺃﻡ ﺃﻭ قريب ﺃﻭ ﺑﻌﻴﺪ …ﻳﻘﻊ في القلب ألم، وتحدث في النفس خدوش !!!
ﻓﺈﺫﺍ سكتّ ﻋﻨﻬﺎ وتجاوزتها ﺳُﻤّﻲ هذا الخُلق( الحلم والعفو‏)
ﻭﻟﻜﻦ !…ﻛﻴﻒ أتجنب ﻫﺬﺍ الألم؟ ﻭﺍﻷﻫﻢ ﻛﻴﻒ أحافظ على قلبي ﻣﻦ ﺃﺫﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﺣﺔ ﻟﻜﻲ ﻻ تصيبني ﺃﻣﺮﺍﺽ ﻣﺜﻞ: ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ، ﺍﻟﻐﻞ، ﺍﻟﺤقد والحسد ﺃﻭ أي ﻣﺮﺽ جسدي ﺃﻭ ﻋﺼﺒﻲ ﺍﻟﺦ … ؟؟
يشير القرآن العظيم في ثلاثة مواضع إلى طرق الوقاية من اثر الكلام الجارح:
● ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲآخر سورة ﺍﻟﺤِﺠﺮ:
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98)}.
● ﻭﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ سورة طه:
{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَار ِلَعَلَّكَ تَرْضَى (130)}.
● ﻭﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ سورة ﻕ :
{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39)}.
فلك أن تلاحظ الأمر بالتسبيح بعد كلمة ‏(يقولون‏) فوراً …ﺃﻱ عند ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺆﺫﻱ …إذ أن ﺴﻼﻣﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻣﺮ ﻣﻬﻢ، ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻳﻘﻲ القلب ﻣﻦ ﺃﻱ ﺃﺫﻯ ﻳﺴﺒﺒﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺠﺎﺭﺡ، ليس وقايةً فحسب، ﺑﻞ يورثك رضاً ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ وﻳﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ قلبك ….
إن تطبيق مثل هذه الآيات في حياتنا اليومية يقي قلوبنا ويشفي صدورنا، بل إن أثره في نفوسنا أسرع مما نظن…
ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻣﻦ المُسَبّحين آناء ﺍﻟﻠﻴﻞ وأطراف ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ …
زيادة الإعجاز:
أما الذين يتباهون بطول ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ وقدرتهم ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺠﺮﻳﺤﻬﻢ والردّ ﻋﻠﻴﻬﻢ وأنه لا أحد يستطيع مجابهتهم وله القدرة عليهم، فيرد عليهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله:
“…إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَنْ وَدَعَهُ، أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ”. (صحيح مسلم4/ 2002)، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم:” الْحَيَاءُ وَالْعِيُّ (عدم الرد على الإساءة) شُعْبَتَانِ مِنْ الْإِيمَانِ , وَالْبَذَاءُ وَالْبَيَانُ (الفحش) شُعْبَتَانِ مِنْ النِّفَاقِ “. (سنن الترمذي 2027 , والإمام أحمد في مسنده 22366).
رسالة تختصر الكثير ….  


__________________
* ن.د.غ.ر. بريد القراء

نعمة الدموع

د. ميساء بنات*

العدد الثامن والأربعون شتاء 2019 – 48

 

الدموع، تِلك اللُّغة المُشتركة بين البشر كباراً و صغاراً، إناثا وذكوراً، والتي تعكس حقيقة ما يكمن في الأعماق.
بالإضافة إلى المدلولات الإنسانية والعاطفية العديدة للدموع، هناك فوائد جَمَّة دَرَسَها العُلماء على مَرِّ العصور.
ذكر مقال كُتب قبل أكثر من عقدين أن عالم الكيمياء الحيوية و “خبير الدموع” ويليام فراي أمضى خمسة عشر عاماً ، كرئيس فريق بحثي في مركز رامزي الطبي في مينيابوليس (الولايات المتحدة الأمريكية)، يدرس الدموع. من المثير للإهتمام أن يكرس هذا القدر من البحث لدراسة جانب واحد من جسم الإنسان ولا يكشف تماماً عن عمق أسراره،  إنه بديع خلق الله سبحانه و تعالى.
في بداية دراسته، كان فراي يعتقد أن القناة المُسَيِّلة للدموع هي من بقايا تطوُّر الجنس البشري ولم تَعد ضرورية. غير أن ما تم الكشف عنه هو أن العضو المنتج للدموع، وكذلك الدموع نفسها، مُعقَّدة للغاية ومُهمة.

ناقش الدكتور أورلوف في كتابيه “دليل البقاء على وَجه اليقظة” و “الحُرية العاطفية”، العديد مِن الفوائد الصُّحية للدُّموع، وذًكر أن العُيون تنتج ثلاثة أنواع مِن الدُّموع: مُنعكسة، مُستمرة، وعاطفية. كلّ نوعِ له  دَوْر وفعالية مختلفة. على سبيل المثال، تسمح الدموع الانعكاسية للعيون بالتخلص من الجسيمات الضارة عند الغضب أو عند التعرض لِلتَلَوُّث كالدُّخان وغيره. أما النَّوع الثاني، فهوالدُّموع المُستمرة، يَتم إنتاجها بانتظام للحفاظ على أعين مُشحمة، تحتوي هذه على مادة كيميائية تسمى “الليزوزيم” والتي تعمل كمضاد للبكتيريا وتحمي العين من العدوى. كما تنتقل الدموع إلى الأنف عبر القناة الدَّمعية للحِفاظ على رُطوبة الأنف والحِفاظ على البكتيريا النَّافعة؛ عَادة ، وبعد البُكاء والتَّنفس وانخفاض مُعدل ضَربات القلب، يَدخل الشخص في حالة بيولوجية وعاطفية أكثر هُدوءاً.

اكتشفَ الدكتور ويليام فراي أنَّ الدُّموع الانعكاسية مُكونة من 98٪ من المياه ، في حين أن الدُّموع العاطفية تَحتوي أيضاً على هرمونات التَّوتُّر التي تفرزُ من الجسم بواسطة البكاء. بعد دراسة تَركيبة الدُّموع، وَجَدَ الدكتور فراي أنَّ الدُّموع العاطفية تُخلّص الجَسَدَ مِن هذه الهرمونات والسُّموم الأخرى التي تَتَرَاكم أثناء الإجهاد. كما تشير دراسات إضافية إلى أن البكاء يحفز إنتاج الإندورفين، وهو قاتل طبيعي للألم الجسدي، ومحفز لهرمونات “الشعور بالراحة”.

إضافة إلى إزالة السُّموم الجَسدية، فإن الدُّموع العاطفية تَشفي القلب. فالبكاء يَجعلنا نشعُر بتحسُّن حتى إن لم ينتفِ سَبب البكاء. وهي طريقة لتطهير المَشاعر المَكبوتة بِحيث لا تَظهر في مَرض جسدي كالفايبرومايلجيا fibromyalgia. ويشجع الأطباء والمعالجون النفسيون مرضاهم، نساءً ورجالاً على البكاء لِلحِفاظ على الصّحة والإفراج عن التَّوتُّر. و يُؤكد عُلماء النفس أن الدُّموع علامة على الشجاعة والقوة والأصالة.

يَنصح الدكتور أورلوف بِترك الأفكار القديمة البَالية وغير الحقيقيّة حَول البُكاء. إذ يقول إنه من الجيّد أن تَبكي، بل إنه من الصّحي أن تَبكي. هذا يُساعد على إزالة الحُزن والضّغط العاطفي. كما أنه يؤكد أن البُكاء ضَروريّ أيضا للتَّعامل مع الحُزن . بِخلاف ذلك، فنحن مُعرَّضون للاكتئاب إذا قَمَعْنا هذه المشاعر القوية.

وتقول إيميلي فريمان في كتابها “مليون قصة صغيرة”: “انتبه لِما يَجعلك تَبكي”. وتشير ، “…. دموعنا هي رُسُل صغيرة ، بل هي حَرْس سِرِّي مِن النَّوع الأكثر ضَعفا ، أُرسلت لإيصال رِسالة مُهمة … إنها هدية مِن حَياتنا الدّاخلية، أُرسلت لتذكيرِنا بتلك الأشياء التي تُبقينا على قَيد الحياة. وحيث هناك الدُّموع هناك أكثر من الألم … “.

فكم سَالَ الدّمعُ لِمُصابٍ أَلَمَّ بِنَا، أو لِمَسَرَّة بَعد طولِ عَناء والدَّمعُ أحياناً مَنبعُه الخُشوع، فكم من دمعة تُسْكبُ فيَقوى بها الإيمان، في لحظاتِ صِدقِ تَوبَة، ونَوباتِ خُشوعٍ صادقةٍ تَتَلمَّسُ شغافَ القلبِ المُنيب إلى ربِّه، يُحاسبُ فيها نَفسه، ويُجدِّد فيها العَهد، وعندها تثورُ ثائرةُ المشاعرِ الصَّادقة التَّائبة، وتَغرَوْرَقُ العَينان بالدُّموع إيماناً، يكون البكاء عندئذٍ أَشبَهُ ما يكون بِغَيث السَّماء الذي يُرسله الله سُبحانَه على جَدْباء الأرض فَيُحْييها ويُنْبِتُ فيها الحَياة مِن جَديد.

فالحمدُ لله أن لأجسادِنا هذه القُدرة. فَلنَدَعْ دموعنا تتدفّق لتنقية التوتر والسلبية. ولْتتحوّل دموعنا إلى عبادة تُطَهِّر أعماقنا. قال تعالى في كتابه العزيز {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء، 109].
وقال تعالى في سورة أخرى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم،58].
وعن أَبي أُمامة صُدَيِّ بْنِ عَجلانَ الباهِليِّ، رضيَ اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:”لَيْسَ شَيءٌ أَحَبَّ إِلى اللَّه تَعَالَى مِنْ قَطْرَتَين. وأَثَرَيْنِ: قَطْرَةُ دُمُوعٍ مِنْ خَشيَةِ اللَّه وَقَطرَةُ دَمٍ تُهرَاقُ في سَبِيلِ اللَّه تعالى، وَأَمَّا الأَثَرَانِ فَأَثَرٌ في سَبيلِ اللهِ تَعَالَى وَأَثَرٌ في فَرِيضَةٍ منْ فَرَائِضِ اللَّه تَعَالَى”. رواه الترمذي وقال: (حديثٌ حسنٌ).
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “سَبعةٌ يُظلُّهم اللهُ في ظِلِّه يَومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه: إمامٌ عادل، وشابٌ نشأ في عِبادة الله تعالى، ورَجُلٌ قَلبُهُ مُعَلقٌ في المَساجِد، ورَجُلان تَحابَّا في الله اجتَمَعَا عَليه وتَفَرّقا عَليه، ورَجَلٌ دَعَتْهُ امْرَأةٌ ذَات مَنْصِبٍ وجَمال، فَقَال: إنِّي أخَافُ الله، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفاها حَتَّى لا تَعلم شِمالهُ ما تُنفِقُ يَمينه، ورَجُلٌ ذَكَرَ الله خَالِياً فَفاضَت عَيْناه” . (متفق عليه).
_________________________________________
*أستاذة في جامعة رفيق الحريري وعضو منتدى الإعجاز العلمي في القرآن والسنة – لبنان.
المصادر:
Hasson, O. (2009). Emotional Tears as Biological Signals. Evolutionary Psychology. https://doi.org/10.1177/147470490900700302
Adapted from Dr. Judith Orloff’s book “The Empath’s Survival Guide: Life Strategies for Sensitive People” (Sounds True, 2017)
Vingerhoets, A. (2013). Why only humans weep: Unravelling the mysteries of tears. Oxford University Press.
https://faculty.psau.edu.sa

معلومات عامة عن القلب والدورة الدموية

د. فتيحة زواوي*

مدخـل عـن القلـب والأوعيـة الدمويـة:
القلب عبارة عن مضخة عضلية نشيطة يضخ (4.5 -5) ليترات من الدم في الدقيقة الواحدة، وتزداد هذه الكمية إلى ثلاثة أضعاف عند النشاط أو الحركة، وهو ما يعادل 7200 لتر في اليوم الواحد في حالة الراحة. ويزن القلب 0.5% من وزن الجسم للشخص البالغ، ويبدأ في الخفقان ابتداءً من الأسبوع الخامس من الحياة الجنينية. ويقع القلب في التجويف الصدري خلف عظمة القفص وأمام العمود الفقري فوق المعدة، ويفصل بينهما الحجاب الحاجز، ويميل إلى اليسار ثلثي حجمه في النصف الأيسر للجسم، مما يجعل قاعدة الرئة اليسرى أقل من قاعدة الرئة اليمنى.
يتكون القلب من تجويفين متجاورين ومنفصلين وظيفياً، التجويف الأيسر وهو أقوى وأكبر حجماً، ويتكون من الأذين الأيسر الذي يرده الدم المؤكسد على مستوى الرئتين عبر الأوردة الرئوية، ثم يمر على البطين الأيسر عند انقباض الأذين وانفتاح الصمام التاجي، ليضخ إلى كل خلايا وأنسجة الجسم نصيبها من الدم، بانقباض البطين الأيسر وانفتاح الصمام الأبهر؛ حيث يتجه الدم يمينًا إلى الشريان الأبهر؛ لتبدأ الشجرة الشريانية في التفرع وفق نظام بديع، بينما يتكون التجويف الأيمن من الأذين الأيمن الذي يرده الدم غير المؤكسد من جميع الخلايا وأنسجة الجسم عبر الوريدين الأجوفين العلوي والسفلي، ثم يضخ الدم إلى البطين الأيمن بانقباض الأذين الأيمن وانفتاح الصمام الثلاثي، ثم يضخه بدوره عبر الصمام الرئوي إلى الرئتين؛ حيث يتم تصفيته من ثاني أكسيد الكربون وتزويده بالأكسجين الضروري للحياة.

1- نظـام الضغـط العالـي للـدورة الدمويـة:
ويخص كل الشجرة الشريانية للدورة الدموية الكبرى، والبطين الأيسر في حالة انقباض، ويشمل الشرايين التي يختلف عيارها من 25 مليمتر للشريان الأبهر إلى 10 مايكرومتر للشريان، وهذا يعني أن تدفق الدم في الشجرة الشريانية يخضع لظروف مختلفة، لكنها تشترك جميعها في الضغط العالي للدم الذي يسري داخلها.
وبالمحافظة على هذا الضغط العالي للدورة الدموية الكبرى يضمن القلب تروية جيدة للأنسجة في كل الظروف من الراحة أو الحركة، فكما نعلم أن للجسم أعضاء نبيلة كالقلب والدماغ التي تحتاج لضغط دموي كاف؛ لتضمن بقاء الجسم على قيد الحياة. ويتشعب عن القلب هذه الشجرة الشريانية كما يلي:
الشريـان الأبهـر:
ويسمى الوتين وهو أكبر شريان في الجسم قطره 25 مليمتر، ينشأ من البطين الأيسر مشكلا الشريان الرئيس الذي يغذي جميع أنسجة وخلايا الجسم وينقسم إلى:
الأبهـر الصاعـد: وهو الجز الأول ويقع بين القلب وقوس الأبهر طوله خمس سنتيمترات.
قـوس الأبهـر: ينحني الأبهر إلى الخلف وإلى الجهة اليسرى نحو الجدار الخلفي للقفص الصدري، ويمر تحته الشريان الرئوي وفرعه الأيمن، والقصبة اليسرى، ويتفرع منه إلى الأعلى الشريان العضدي الرأسي، والشريان السباتي الأصلي الأيسر، والشريان تحت الترقوي الأيسر المتجه نحو الرأس والرقبة والأطراف العلوية.
الأبهـر النـازل: هو الجزء الواقع بين قوس الأبهر ومصدر الشرايين الحرقفية المشتركة حيث ينشأ عند الجدار الخلفي للقفص الصدري، وينزل خلف التامور والقلب، ويمر عبر فتحة خاصة بالحجاب الحاجز أمام الحافة السفلى للفقرة الصدرية الأخيرة، ويدخل تجويف البطن؛ حيث تنشأ عنه الشرايين المتجهة إلى الأعضاء، وينتهي عند الفقرة القطنية الرابعة منقسماً إلى الشريانين الحرقفيين العامّين، والذي يعطي بدوره الشرايين المتجهة إلى الأطراف السفلية.

2- نظـام الضغـط المنخفـض للـدورة الدمويـة:
يمثل نظام الضغط المنخفض للدورة الدموية في الأوردة، وهي التي تضمن رجوع الدم من كل أنسجة وخلايا الجسم إلى القلب، فيتحقق دوران الدم داخل الجسم فتساهم بالتالي في توازن الضغط الدموي، بتغيير كمية الدم الواردة من خلالها إلى القلب لتماثل الأوردة التقسيم الشرياني وتجاوره في مساره، لكنها تخالفه في الاتجاه، وفي كمية الدم المحتواه داخل أوردة الجسم عدا الأوردة الرئوية، وهي حوالي 3 – 5 لتر عند البالغ أي ما يعادل 65% من الحجم الكلي للدم، وهي كمية معتبرة، وأثرها فارق ومهم على الدورة الدموية، وتتميز الأوردة بضغط منخفض جداً خاصة عند خروجه من الشعيرات الدموية مقر التبادل…

3- العوامـل المؤثـرة علـى ورود الـدم:
نظراً للضغط المنخفض للأوردة والاتجاه المعاكس للجاذبية الأرضية؛ يتوجب علينا معرفة العوامل التي قد تساعد في ضخ الدم عبرها، وتمنع ركوده على مستوى الأعضاء، لضمان دورة دموية فعالة عند النشاط وكذا عند الراحة، وهي:
1- تأثير نبض الشرايين على الأوردة التي تجاورها وتماثلها.
2- صعود دم الوريد الأجوف السفلي بالقوة الدافعة لتقلص العضلات المحيطة بالأوردة، والقوة الماصة أو الجاذبة لعضلة الحجاب الحاجز عند الشهيق.
3- وجود الصمامات المضادة لارتجاع الدم إلى الأسفل بالأطراف السفلية.
4- الضغط بباطن القدم على الأرض يولد قوة دافعة للدم.
في حالة النشاط يستفيد الجسم من كل هذه العوامل، لكن عند الراحة أو النوم فإنه بارتخاء العضلات الإرادية نفقد القوة العضلية الضاغطة فتخف القوة الجاذبة لعضلة الحجاب الحاجز؛ لتباطؤ التنفس المصاحب للنوم، وتستفيد الأوردة في حالة النوم فقط من أثر نبض الشرايين عليها وكذا صمامات أوردة الأطراف السفلية.


*من الجزائر. وللراغبين بمتابعة البحث بكامله مع المراجع كاملة العودة الى الموقع www.ioqas.org.sa.

هل أُصِبت كما أُصيب؟*

العدد الثامن والأربعون شتاء 2019 – 48

هل تطلقت إحدى قريباتك؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم تطلقت ابنتاه !!
هل فقدت أحد أولادك؟ توفي كل أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته باستثناء فاطمة توفيت بعده بأشهُر!
هل اتهِمت في عِرضك؟ اتُهِم رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرض زوجته عائشة رضي الله عنها. وبرأها الله من فوق سبع سموات !!
هل أنت مدين لأحد بشيء من المال؟ مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي !
هل ضاقت بك الحال حتى أنك لا تملك قوت يومك؟ بيت الرسول صلى الله عليه وسلم تمرعليه شهور لم يوقد فيه نار!
هل فقدت أحد والديك؟ ولِد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيمَا لأب ونشأ يتيمَ الأم !
هل تغرّبت من بلدك مختاراً او مضطرا ؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم طرده قومه.
هل تعرضت لمحاولة قتل متعمدة؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض للاغتيال مراراً من قبل اليهود والمشركين.
(…) هل تعرضت لإهانة من أحد؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم شتمه قومه ووضعوا فوقه سلا الجزور.
هل شعرت بتضييق الرزق عليك ومحاصرة من حولك لك؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصره قومه في الشِّعب مدة ثلاث سنين !!
هل تحمل همّ أمرٍ ما وعناءه ؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل هموم الدعوة والرسالة، والمسلمين والخلق أجمعين !!
هل كذبك أحد وردّ عليك قولك؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبه قومه وردوا قوله !!(…)
هل اتهِمت بشيء لم تفعله؟ اتهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسحر والجنون !!
هل تعبت من العبادة؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم تفطرت قدماه من طول القيام !!
ربما أصابك واحد أو اكثرمن هذه الهموم والمتاعب، فحملت ما حملت من الهم والكدر!! فكيف بمن اجتمعت عنده جميعها؟؟
حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعها وتحمّل أعباءها، حملها بالله واستمر سعيداً متفائلاً لأنه وجد ما عند الله تعالى ما يُنسي ويُعزّي ويؤمِّل ويُرضي.
فهذه رسالة لكل مهمومٍ مسَّه الضر : هلا رضيت بما أصابك واحتسبته عند الله، واتخذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنةً ومثالاً؟؟؟
صلّواعلى سيدنا وحبيبنا محمد وسلّموا تسليماً.

“الإعجاز”: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ , مَنْ أُصِيبَ مِنْكُمْ بِمُصِيبَةٍ مِنْ بَعْدِي فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي عَنْ مُصِيبَتِهِ الَّتِي تُصِيبُهُ؛ فَإِنَّهُ لَنْ يُصَابَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي بَعْدِي بِمِثْلِ مُصِيبَتِهِ بِي» .


* من بريد القراء.

*ضحايا الكحول… الوفيات 3 ملايين سنوياً

العدد الثامن والأربعون شتاء 2019 – 48

قالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من ثلاثة ملايين شخص توفوا في عام 2016 بسبب الإفراط في شرب الكحول، مما يعني أن واحدة من كل 20 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم مرتبطة بهذا السلوك.
وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في تقرير الحالة العالمية عن الكحول والصحة لعام 2018 إن أكثر من ثلاثة أرباع هذه الوفيات بين الرجال. وعلى الرغم من الأدلة على مخاطره الصحية، من المتوقع أن يزيد الاستهلاك العالمي للكحول في السنوات العشر القادمة.
وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية “حان الوقت لزيادة الجهود لوقف هذا التهديد الخطير لتطوير مجتمعات صحية. أعداد كبيرة للغاية من الناس وأسرهم ومجتمعاتهم يعانون من عواقب الاستخدام الضار للكحول”.

أكثر من 200 مرض مرتبط باستهلاك الكحول
وجاء في التقرير أن ما يقدر بنحو 237 مليون رجل و46 مليون امرأة على مستوى العالم يشربون الكحول بشكل مفرط أو على نحو ضار.
ومن بين كل الوفيات التي تسببت فيها الكحوليات، نتجت 28 بالمئة عن إصابات مثل الحوادث المرورية وإيذاء النفس والعنف. وكان 21 بالمئة نتيجة اضطرابات هضمية و19 بالمئة نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية مثل الأزمات القلبية والجلطات.
ويقول الخبراء إن الاستهلاك المفرط للكحول مرتبط بأكثر من 200 مرض جسدي ونفسي.
وقال المدير العام للمنظمة : “الكثير من الأشخاص وعائلاتهم يعانون من نتائج الاستهلاك المفرط للمشروبات الكحولية، سواء عن طريق العنف أو المشاكل المرتبطة بالصحة النفسية أو بعض الأمراض مثل السرطان”.
وحذرت المنظمة من أن أكثر من ربع اليافعين بين سن الـ 15 والـ 19 حول العالم يستهلكون الكحول.

الأوروبيون هم الأكثر استهلاكاً للكحول في العالم
ذكر التقرير أن شرب الكحول هو تقليد أكثر شيوعاً في أوروبا والأمريكتين، كما أن الاضطرابات الناتجة عن شرب الكحوليات أكثر انتشاراً في الدول الأغنى.
وتشهد أوروبا أكبر معدل استهلاك للكحول بالنسبة للفرد على مستوى العالم، على الرغم من انخفاضه بنسبة عشرة بالمئة تقريباً منذ عام 2010.
وذكر التقرير أن التوجهات الحالية تشير إلى زيادة عالمية في معدل استهلاك الفرد خلال السنوات العشر القادمة، لاسيما في جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادي والأمريكيتين.
________________________________
المصدر:
(*): نقلاً عن Euronews، بتاريخ: 22/9/2018 بعنوان:الاستهلاك المفرط للكحول يودي بحياة 3 مليون شخص سنوياً حول العالم.
رابط المقالة:https://arabic.euronews.com/2018/09/22/alcohol-causes-3-million-deaths-worlwide-warns-world-health-organization